عبدالأمير التركي يستغرب انقلاب بعض النواب والتكتلات والكتاب من اعتبار الرئيس المحمد 'رجلا إصلاحيا' إلى وضع العراقيل أمام أول حكومة شكلها
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2010, 12:38 ص 526 مشاهدات 0
»حجت حجايجها«
Sunday, 04 July 2010
عبدالأمير التركي
لماذا سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالذات؟ هل لكونه يؤمن بأن الدولة هي الحاضنة لكافة أبناء الشعب الكويتي وشرائحه وأن أحكام الدولة هي التي ستسري عليهم، باعتبار ان الدولة هي الصيغة الجامعة لكل فئات المجتمع، وهي المعبر عنه وعن إرادته وعن مصالحه؟
هل جاءنا سمو الشيخ ناصر المحمد من حيث لا ندري ونصّب نفسه علينا رئيساً للوزراء؟ هل جاءنا فارضاً نفسه، بـ»الواسطة« التي يؤمن بها نواب الأمة وأصحاب »دكاكين« التيارات والأحزاب والتكتلات السياسية؟ سمو الشيخ ناصر المحمد جاءنا بتكليف سام من رأس الدولة حضرة صاحب السمو الأمير الوالد القائد حفظه الله ورعاه وكلنا صفقنا وباركنا هذا الاختيار السامي، وكان في مقدمتنا نواب الأمة بمختلف تياراتهم وأحزابهم وتكتلاتهم، يهتفون لهذا الرجل الاصلاحي، وفجأة ودون سابق انذار، وبلا مبرر أو خطيئة تذكر، بدأوا بزرع الألغام في طريق أول حكومة أعلن عن تشكيلها، والتي شاركوا فيها بغالبية تياراتهم وأحزابهم وتكتلاتهم، إلا انهم تسابقوا على دق طبول الاستجوابات العنقودية، التي أدت إلى تغيير الحكومات لا لضعفها، ولا لعدم كفاءة اعضائها، ولا لجرم ارتكبته، وانما لإثبات حاكميتهم، وهيمنتهم، وسطوتهم على البلاد والعباد، ومن أجل تحقيق الهدف المنشود باحتلال موقع رئاسة مجلس الوزراء!!
نعرف ان ما قلناه في مقدمة نقطة نظامنا اليوم سيدخلنا في دوامات بحر عميق وسيعرضنا للشجب والاستنكار من نفر اعتاد ان يركن للكليات ويغض الطرف عن الجزئيات التي تحدد صلاح أمر ما من فساده خصوصاً حين يتعلق ذلك الأمر بما يحدث في كويتنا هذه الأيام وهي تمر بمرحلة من أدق مراحل حياتها عنوانها التعدي على شخص سمو رئيس مجلس الوزراء، وليس على كفاءته وأدائه الدستوري الوطني، وباطن المرحلة ما هو أدهى، وأخطر!! فهذا الأمر لا يمكن ان يواجه بالصمت أو بـ»الهون أبرك ما يكون«، لأنه يحفر هاوية الفتنة ويتلاعب بمقدرات الأمن ويهدد الوحدة الوطنية التي اجمعنا على التغني بها حكاماً ومحكومين، ولأننا في الغالب لا نتحرك وفق خطة واضحة الأهداف واعية القصد فان كل شيء مباح ومستباح لـ»جيفارات« هذا الزمن يقابله رد فعل رسمي »عمك أصمخ« فان هذه التجمعات وتصعيد التحدي والتهديد والوعيد والقفز على الخطوط الحمراء واختراع البطولات »الجيفارية«، يذكرنا بمرحلة »دواوين الاثنين« السوداء التي اقتنصها المقبور صدام حسين، وزبانيته البعثيين، فكانت فاجعة الغزو التي احرقت وطننا، وشردتنا، ولولا تدخل عناية الله جلت قدرته ومساندة الدول الشقيقة لنا والدول الصديقة في العالم أجمع، لما عاد الوطن لنا وما عدنا إليه! الأمر خطير، وخطير جداً، فما نراه ونتوقع حدوثه لا يمكن الاستخفاف بنتائجه، ما يحدث في هذه المرحلة لهو شرارة تحت الرماد تستفز عناصر أخرى بهدف خلخلة الوحدة الوطنية، وهو أمر يستوجب وقفة يقظة قبل ان تتقوض دعائم الاستقرار وتنتشر الفوضى، ان التسامح والتساهل و»الطناش« والاستخفاف الرسمي على ما تقوم بها الأحزاب، والتيارات والتكتلات السياسية -غير الشرعية اسلامية كانت أو غير اسلامية- من غير ضوابط تتفهم خصوصية مجتمعنا، سيرشحنا - طال الزمن أو قصر- لامكانية اختراق هذه الأحزاب والتيارات والتكتلات ولقابلية ان تتقدم حركات أخرى، أو من بينها، ظاهرها الانتماء والولاء للوطن وباطنها علمه عند الله، لتكتسح الشارع الكويتي بخطابات مطلية بطلاءات وهمية تستثمر الظروف وتلعب على ورقة القضايا المستوردة تاركة قضايا الوطن الجوهرية، ومد الجسور بينها وبين الهيئات والمنظمات الدولية، التي لا سلطان لها في بلدانها، من أجل تحريضها علينا ومساندتها، نحن نفهم اللعبة، ونتابع تحرك أدواتها، كوننا قرأنا »لعبة الأمم« قراءة معمقة، وهضمنا مضامينها وأبعادها، فلهذا نحن نرى ان استمرار هذا »الطناش« الرسمي والاستخفاف فيما يحدث سيساهم في تحويل هذه الحركات إلى قوة ضغط ثم إلى قوة ارهاب وتنفلت الديمقراطية، واذا انفلتت الديمقراطية فلن تستطيع الدولة بكل مؤسساتها ان تطفئ نار الفوضى التي يكون الناس في الوطن أول وقودها، فلهذا نقولها صريحة مدوية، لا وقت للتساهل ولا لـ»الطناش«، ولا للتردد، فاللعبة بدأت رحاها بالدوران، أوقفوها قبل ان تطحن الأخضر واليابس، والأمر أمركم يا أولي الأمر والتدبير.
تعليقات