عبدالأمير التركي يستغرب انقلاب بعض النواب والتكتلات والكتاب من اعتبار الرئيس المحمد 'رجلا إصلاحيا' إلى وضع العراقيل أمام أول حكومة شكلها

زاوية الكتاب

كتب 526 مشاهدات 0








‮»‬حجت حجايجها‮«‬        
Sunday, 04 July 2010

عبدالأمير التركي
لماذا سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالذات؟ هل لكونه‮ ‬يؤمن بأن الدولة هي‮ ‬الحاضنة لكافة أبناء الشعب الكويتي‮ ‬وشرائحه وأن أحكام الدولة هي‮ ‬التي‮ ‬ستسري‮ ‬عليهم،‮ ‬باعتبار ان الدولة هي‮ ‬الصيغة الجامعة لكل فئات المجتمع،‮ ‬وهي‮ ‬المعبر عنه وعن إرادته وعن مصالحه؟
هل جاءنا سمو الشيخ ناصر المحمد من حيث لا ندري‮ ‬ونصّب نفسه علينا رئيساً‮ ‬للوزراء؟ هل جاءنا فارضاً‮ ‬نفسه،‮ ‬بـ»الواسطة‮« ‬التي‮ ‬يؤمن بها نواب الأمة وأصحاب‮ »‬دكاكين‮« ‬التيارات والأحزاب والتكتلات السياسية؟ سمو الشيخ ناصر المحمد جاءنا بتكليف سام من رأس الدولة حضرة صاحب السمو الأمير الوالد القائد حفظه الله ورعاه وكلنا صفقنا وباركنا هذا الاختيار السامي،‮ ‬وكان في‮ ‬مقدمتنا نواب الأمة بمختلف تياراتهم وأحزابهم وتكتلاتهم،‮ ‬يهتفون لهذا الرجل الاصلاحي،‮ ‬وفجأة ودون سابق انذار،‮ ‬وبلا مبرر أو خطيئة تذكر،‮ ‬بدأوا بزرع الألغام في‮ ‬طريق أول حكومة أعلن عن تشكيلها،‮ ‬والتي‮ ‬شاركوا فيها بغالبية تياراتهم وأحزابهم وتكتلاتهم،‮ ‬إلا انهم تسابقوا على دق طبول الاستجوابات العنقودية،‮ ‬التي‮ ‬أدت إلى تغيير الحكومات لا لضعفها،‮ ‬ولا لعدم كفاءة اعضائها،‮ ‬ولا لجرم ارتكبته،‮ ‬وانما لإثبات حاكميتهم،‮ ‬وهيمنتهم،‮ ‬وسطوتهم على البلاد والعباد،‮ ‬ومن أجل تحقيق الهدف المنشود باحتلال موقع رئاسة مجلس الوزراء‮!!‬
نعرف ان ما قلناه في‮ ‬مقدمة نقطة نظامنا اليوم سيدخلنا في‮ ‬دوامات بحر عميق وسيعرضنا للشجب والاستنكار من نفر اعتاد ان‮ ‬يركن للكليات ويغض الطرف عن الجزئيات التي‮ ‬تحدد صلاح أمر ما من فساده خصوصاً‮ ‬حين‮ ‬يتعلق ذلك الأمر بما‮ ‬يحدث في‮ ‬كويتنا هذه الأيام وهي‮ ‬تمر بمرحلة من أدق مراحل حياتها عنوانها التعدي‮ ‬على شخص سمو رئيس مجلس الوزراء،‮ ‬وليس على كفاءته وأدائه الدستوري‮ ‬الوطني،‮ ‬وباطن المرحلة ما هو أدهى،‮ ‬وأخطر‮!! ‬فهذا الأمر لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يواجه بالصمت أو بـ»الهون أبرك ما‮ ‬يكون‮«‬،‮ ‬لأنه‮ ‬يحفر هاوية الفتنة ويتلاعب بمقدرات الأمن ويهدد الوحدة الوطنية التي‮ ‬اجمعنا على التغني‮ ‬بها حكاماً‮ ‬ومحكومين،‮ ‬ولأننا في‮ ‬الغالب لا نتحرك وفق خطة واضحة الأهداف واعية القصد فان كل شيء مباح ومستباح لـ»جيفارات‮« ‬هذا الزمن‮ ‬يقابله رد فعل رسمي‮ »‬عمك أصمخ‮« ‬فان هذه التجمعات وتصعيد التحدي‮ ‬والتهديد والوعيد والقفز على الخطوط الحمراء واختراع البطولات‮ »‬الجيفارية‮«‬،‮ ‬يذكرنا بمرحلة‮ »‬دواوين الاثنين‮« ‬السوداء التي‮ ‬اقتنصها المقبور صدام حسين،‮ ‬وزبانيته البعثيين،‮ ‬فكانت فاجعة الغزو التي‮ ‬احرقت وطننا،‮ ‬وشردتنا،‮ ‬ولولا تدخل عناية الله جلت قدرته ومساندة الدول الشقيقة لنا والدول الصديقة في‮ ‬العالم‮  ‬أجمع،‮ ‬لما عاد الوطن لنا وما عدنا إليه‮! ‬الأمر خطير،‮ ‬وخطير جداً،‮ ‬فما نراه ونتوقع حدوثه لا‮ ‬يمكن الاستخفاف بنتائجه،‮ ‬ما‮ ‬يحدث في‮ ‬هذه المرحلة لهو شرارة تحت الرماد تستفز عناصر أخرى بهدف خلخلة الوحدة الوطنية،‮ ‬وهو أمر‮ ‬يستوجب وقفة‮ ‬يقظة قبل ان تتقوض دعائم الاستقرار وتنتشر الفوضى،‮ ‬ان التسامح والتساهل و»الطناش‮« ‬والاستخفاف الرسمي‮ ‬على ما تقوم بها الأحزاب،‮ ‬والتيارات والتكتلات السياسية‮ -‬غير الشرعية اسلامية كانت أو‮ ‬غير اسلامية‮- ‬من‮ ‬غير ضوابط تتفهم خصوصية مجتمعنا،‮ ‬سيرشحنا‮ - ‬طال الزمن أو قصر‮- ‬لامكانية اختراق هذه الأحزاب والتيارات والتكتلات ولقابلية ان تتقدم حركات أخرى،‮ ‬أو من بينها،‮ ‬ظاهرها الانتماء والولاء للوطن وباطنها علمه عند الله،‮ ‬لتكتسح الشارع الكويتي‮ ‬بخطابات مطلية بطلاءات وهمية تستثمر الظروف وتلعب على ورقة القضايا المستوردة تاركة قضايا الوطن الجوهرية،‮ ‬ومد الجسور بينها وبين الهيئات والمنظمات الدولية،‮ ‬التي‮ ‬لا سلطان لها في‮ ‬بلدانها،‮ ‬من أجل تحريضها علينا ومساندتها،‮ ‬نحن نفهم اللعبة،‮ ‬ونتابع تحرك أدواتها،‮ ‬كوننا قرأنا‮ »‬لعبة الأمم‮« ‬قراءة معمقة،‮ ‬وهضمنا مضامينها وأبعادها،‮ ‬فلهذا نحن نرى ان استمرار هذا‮ »‬الطناش‮« ‬الرسمي‮ ‬والاستخفاف فيما‮ ‬يحدث سيساهم في‮ ‬تحويل هذه الحركات إلى قوة ضغط ثم إلى قوة ارهاب وتنفلت الديمقراطية،‮ ‬واذا انفلتت الديمقراطية فلن تستطيع الدولة بكل مؤسساتها ان تطفئ نار الفوضى التي‮ ‬يكون الناس في‮ ‬الوطن أول وقودها،‮ ‬فلهذا نقولها صريحة مدوية،‮ ‬لا وقت للتساهل ولا لـ»الطناش‮«‬،‮ ‬ولا للتردد،‮ ‬فاللعبة بدأت رحاها بالدوران،‮ ‬أوقفوها قبل ان تطحن الأخضر واليابس،‮ ‬والأمر أمركم‮ ‬يا أولي‮ ‬الأمر والتدبير‮.‬

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك