لأن الدستور منح الصلاحية والحرية لعضو مجلس الامة ليقول ما يحلو له تحت قبة البرلمان من دون ان يكون من حق احد مساءلته على ابداء رأيه.. محمد الهاجري لايجد مبررا لمزاحمتهم كتاب الصحف

زاوية الكتاب

كتب 620 مشاهدات 0


لماذا يكتب النواب..؟ 

كتب محمد حمود الهاجري : 

 
صراحة.. لا اجد مبررا لمزاحمة السادة اعضاء مجلس الامة لكتاب الصفحة الاخيرة في بعض صحفنا، فهل ضاقت بهم السبل لممارسة دورهم الاساسي بالتشريع والرقابة والاصلاح والنقد والتوجيه في قاعة عبدالله السالم وفي لجان المجلس الدائمة والمؤقتة، ليغتصبوا مساحة من الاعمدة بصحافتنا اليومية؟
الدستور منح الصلاحية والحرية لعضو مجلس الامة ليقول ما يحلو له تحت قبة البرلمان من دون ان يكون من حق احد مساءلته على ابداء رأيه، ويتم تسجيل هذه الاقوال بالمضابط لوقائع الجلسات، كما منحهم الدستور ادوات للمساءلة والاصلاح والتقويم بالسؤال البرلماني ولجان التحقيق والاستجواب، وتقوم الصحف يوميا بنشر الاقوال والافعال والتصريحات للنائب الفاضل ومصورا بكل الاوضاع، ويحرص تلفزيون الدولة الرسمي على نقل تسجيل لوقائع الجلسات مساء وفي اليوم نفسه. ناهيك عن جهود النائب الشخصية بنسخ مقاطع من حديثه المصور بالمجلس ونشره على الانترنت! تعميما للفائدة!
ليس هذا فقط، فعضو مجلس الامة يستقبل استقبال الفاتحين بالدواوين، ويفسح له بالمجالس ويصبح محط انظار الرواد لسماع رأيه بكل شغف وانصات حول القضايا المطروحة، كما انه يفتتح له ديوانا لزوم الشغلة يتربع في صدره يستقبل الوفود والحشود، وتتنافس الفضائيات على دعوته ونشر اقواله وافكاره ومعتقداته وعلى الهواء مباشرة، ليدخل كل البيوت ويخاطب كل الفئات والاعمار والاجناس من دون استئذان! ولا يكتفي بذلك بل انه يشارك بكل الندوات واللقاءات التي تنظمها الجمعيات المهنية والتجمعات وهيئات المجتمع المدني بكل تخصصاتها سواء في القاعات، او الشوارع والحارات والساحات العامة، ومن دون دعوة في بعض الاحيان! والاسوأ من كل ذلك انه يدس انفه باعمال السلطة التنفيذية سواء بجرجرة الاتباع باروقة الوزارات ومكاتب المسؤولين او بتفقد الحوادث ومزاحمة رجال الامن والاطفاء!
مع كل هذا، لماذا يصر بعض النواب على نكدنا منذ الصباح الباكر وقبل رشف القهوة باستعراض انجازاته، وسرد بطولاته الخيالية، وتبرير مواقفه المتخاذلة، وفرض آرائه المتخلفة، وكيل السباب والقذف لمعارضي سياساته وافعاله؟
ويبقى حر الصيف رحمة وراحة لنا، فستخف وتختفي طلاتهم بكل اشكالها! والله يعين اللي يصيفون معهم فلن ينتهي الكابوس.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك