علي الذايدي يكتب عن استحداث بعض المسؤولين الخليجيين لبند جديد 'بند الكشتات'!!

زاوية الكتاب

كتب 1010 مشاهدات 0


ميزانية الشعر والبهائم 
 
كتب علي الذايدي

شاهدت بالأمس على إحدى القنوات الفضائية رحلة قنص لأحد المتنفذين في الخليج، استخدمت فيها أنواع المواصلات كافة من سيارات ذات الدفع الرباعي وبقيات وصدق أو لا تصدق عزيزي القارئ طائرات هيليكوبتر.
كل هذه المعدات التي كلفت الملايين من الدولارات من أجل متعة شخص واحد فقط، ودائما نشاهد رحلات القنص لمسؤولين خليجيين على مختلف القنوات الفضائية حيث نشاهد المسؤول وسط حاشيته وخدمه وهو يصرف الملايين على مثل هذه الرحلات .
وبعد رحلات القنص المكلفة يأتي دور البهائم, فنجدهم يشترون جملا أو حصانا بمبالغ خيالية تصل لملايين الدولارات وينفقون عليها ملايين أخرى ويدهنون جسمها بالزعفران وأغلى أنواع الطيب ويتم تعيين طبيب خاص لها ,بل أحيانا يتم صرف أوراق ثبوتية خاصة لها من جواز سفر وميلادية وغيرها, كل هذا يحصل لبهيمة لا تعقل.
وفي نهاية الكشتة يأتي شاعر ممن يجيدون ثقافة الاستجداء بالشعر ليحصل على بقية الميزانية التي أنفقها هذا الثري على الكشتات والبهائم لينال الفتات الذي غالبا من يكون سيارة ذات دفع رباعي غالية الثمن أو صرة أموال , وهكذا يتم صرف ميزانية تكفي لسد رمق أحياء كاملة من شيوخ وأطفال ونساء أنهكهم الضعف والجوع على بهيمة وشاعر.
أن عرض مثل هذه البرامج على القنوات الفضائية في الوقت نفسه الذي تحول فيه العراق إلى فرن كبير يشوى به الناس يوميا بفعل السيارات المفخخة والفلسطينيون يعانون من نقص الإمدادات الغذائية والدواء والوقود ولبنان قابل للانفجار في أية لحظة والمصريون يقتلون بعضهم بعضا في طوابير الخبز بحثا عن لقمة يسدون بها رمقهم، أمر غير لائق بتاتا بل يكاد يرقى أن يكون إهانة لهؤلاء المعذبين .
ألا يستطيع هؤلاء أن يمارسوا هواياتهم المكلفة جدا واستعراض خدمهم وحشمهم بعيدا عن أعين الناس، فبالله عليكم ما الحكمة من عرض هذه البرامج في خضم مثل هذه الظروف التي يعاني منها عالمنا العربي؟
ولكن يبدو أن هؤلاء المسؤولين الخليجيين أصبحوا يتنافسون فيما بينهم على «من هو صاحب رحلة القنص الأكثر كلفة» فهل من المعقول أن يتم صرف كل هذه الملايين وتجنيد الأعداد الهائلة من الخدم والحشم من أجل صيد طائر مسكين؟! ولكن يبدو أن هناك بندا خاصا في ميزانية هذه الدول يطلق عليه «بند الكشتات» تم استحداثه خصيصا من أجل هذه الأغراض والله المستعان.
أكثر من رافق هذه النوعية من البشر هو الشاعر القطري محمد بن الذيب , قال يصف أحد فاحشي الثراء:
خاويت شيخ من شيوخ الخرابيط
وعلاقتي وياه أمحق علاقه
ليل أنا وياه مثل القواشيط
اللي سوالفهم معا ذا الرفاقه
وليل علي ايشب مثل المشاخيط
أيسكر بناقة ويفتح بناقه
وللقصيدة بقية لن تسمح بها الرقابة ولكنها موجودة على الشبكة العنكبوتية.
خاطرة
عندما توشك السفينة على الغرق, فإن الفئران هم أول المغادرين. 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك