زايد الزيد يكشف عن سبب اختفاء أجواء التخريع لأوضاع الكهرباء، بعد انكشاف الوزير بدر الشريعان وقيام قيادييه بتضبيط الأوضاع !!

زاوية الكتاب

كتب 2558 مشاهدات 0


 

' تطمينات ' كهربائية !!
زايد الزيد
 
      من الواضح أن وضع الطاقة الكهربائية في البلاد تغير بقدرة قادر ، من وضع ينذر باقترابنا من الحد الأقصى للأحمال الكهربائية التي لامست الخط الأحمر ، إلى ' تطمينات ' بأن الأمور تسير على خير مايرام !!
      مالذي حصل ؟ لماذا كنا نعيش قبل أسبوعين تحت تهديد خطر انقطاع التيار الكهربائي على بيوتنا ومدارسنا وبقية منشآتنا ؟ وفجأة ، اختفى هذا التهديد بعد انقضاء جلسة مجلس الأمة التي خصصت لمناقشة هذا الموضوع !
      الطاقة الكهربائية لم تزد خلال هذه الأيام ميجا واط واحد ، بل لم تزد حتى كيلو واط واحد  ، فكيف اختفى شبح الانقطاع ؟
      من الواضح ان وزارة الكهرباء بكافة مسؤوليها ، انكشفت في تلك الجلسة ، أمام ممثلي الأمة وأمام الناس جميعا ، فالبيانات التي قدموها عن وضع الطاقة الكهربائية لم تكن سليمة بتاتا ، وفي المقابل ، فإن ردود ' معالي ' وزير الكهرباء عن أوضاع الفساد ' المعشعشة ' في أركان الوزارة ، والتي أهمها وضع ملف محطة الزور الشمالية المزمع انشائها بيد الوكيل المتواطيء في فضيحة خطة طواريء كهرباء 2007 ، لم تكن مقنعة بتاتا ، ف ' معالي ' الوزير اكتفى بإلقاء مالديه من ردود ' ركيكة ' على مسامع النواب ، وكأنه غير معني بتاتا بالملاحظات الجوهرية التي كانت تدور حول الفساد في الوزارة !
      وحتى يخرج ' معالي ' الوزير من هذه الورطة ، ومن هذا الانكشاف ، أمر قيادييه ب' تضبيط ' أوضاع الكهرباء ، وقد كان ! فاختفت أجواء ' التخريع ' فجأة ، ولم نعد نسمع أي صوت من الوزارة ينذرنا باقترابنا من شبح الحر والظلام كما كنا نعيش قبل أسبوعين !!
      أن هذا الوضع يثبت ما كان يقال بأن القضية كلها تدور حول خلق أجواء من الارتباك والخشية من انقطاع التيار الكهربائي ، من أجل تمرير محطة الزور الشمالية بنفس الطريقة التي تم فيها تمرير محطة الصبية في الصيف الماضي ، فهذا الأمر هو بيت القصيد في القصة كلها ، إلى درجة أن ' معالي ' الوزير يريد أن يخالف قانون خطة التنمية ، من خلال استثناء محطة الزور الشمالية ، من اشتراطات هذا القانون ، والتي أبرزها تأسيس شركة مساهمة عامة للمحطة !!
      الآن ، هناك آلاف المدارس التي أغلقت أبوابها بعد انتهاء العام الدراسي ، ولم يتبق إلا ثلاثة أيام لانتهاء مدارس الثانوية العامة من اختباراتها ، وسيكون هناك وفر كبير في الطاقة الكهربائية ، كما أن مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين من أصحاب الأسر سيغادرون خلال هذه الأيام للاصطياف خارج الكويت ، مما سيوفر كثيرا في عملية استهلاك الطاقة ، فهل سيعاود ' معالي ' الوزير مسلسل ' التخريع ' الممجوج الذي اعتاد عليه منذ أن دخل الوزارة ؟!
      بقيت نقطتان تتصلان بهذا الموضوع ، الأولى تتعلق بكتاب ادارة الفتوى والتشريع الذي كشفه النائب الدكتور جمعان الحربش والمتضمن رفض الإدارة للطلب الغريب والعجيب ل ' معالي ' الوزير منح الشركات غير الفائزة بمناقصات الوزارة مبلغ وقدره 400 ألف دينار ! وهو الأمر الذي لايوجد له مثيل في جميع مناقصات العالم كله ، وليس في مناقصات الكويت وحدها ، وحسنا فعلت ادارة الفتوى والتشريع حينما رفضت هذا الطلب الشاذ الذي تبناه ' معالي ' الوزير بقوة ، وبإلحاح غير مسبوق !
      النقطة الثانية ، تتعلق بالرسالة المتلفزة التي وجهها ' معالي ' الوزير عبر وسائل الاعلام المرئي بعد جلسة مجلس الأمة تلك ، حيث لاحظ الجميع أن ' معاليه ' كان مرتبكا جدا ، وان الرسالة مرت بعمليات ' مونتاج ' كثيرة وظهرت متقطعة رغم أنها لم تتعد الدقيقة الواحدة ! واعتقد أنها زادت من مخاوف الناس بدلا من تطمينهم !!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك