أغلبية النواب يتباكون ويحذرون ويولولون من الفساد ومنابعه، وعند المواجهة يختفون، عبدالعزيز القناعي متسائلا: ماذا يعني ذلك ؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 24, 2010, 10:53 م 1031 مشاهدات 0
الفساد ومجلس الأمة الغائب
Friday, 25 June 2010
عبدالعزيز القناعي
ما أصعب العيش بوجود مثل مجلس الأمة هذا والجاثم فوق صدورنا كذبا وزورا وبهتانا، لقد خيب آمالنا فعلاً بعدم اكتماله القانوني وحضوره الجلسات في بادرة تنم على تهاون وعدم احترام للناخبين والناخبات، ففي يومين متتاليين لم يستطع النواب وأعضاء الحكومة من الاجتماع لمناقشة قضايا المواطنين من ملفات البدون وصندوق المتعثرين والقوانين الرياضية، وربما القضية الأهم والتي نشتكي منها مرارا وتكرارا وهي الفساد وتداعياته على ساحتنا المحلية لم تلق أي دافع لدى النواب من الحضور لمناقشة هذه الطامة الكبرى والتي أثرت على حياتنا في الكويت وعلى جميع الأصعدة، والمضحك في الأمر بنفس الوقت ان أغلبية النواب يتباكون ويحذرون ويولولون على أهمية القضاء على الفساد ومنابعه، ولكنهم وفي الواقع يختفون مثل الزئبق عند المواجهة، فماذا يعني غياب النواب؟ انه بلا شك يلقي الضوء على اشتراكهم بالاستفادة ورعاية الفساد وتواطئهم الكامل واحترامهم للسارقين وكأنهم يخاطبونهم وينادونهم بالمزيد حتى تمتلئ الجيوب وتعمي القلوب التي في الصدور، وما للمواطن الا الشكوى والاعتصامات لمطالبة بالحقوق بعد أن خذلهم أغلبية النواب وبصم على رديء أفعالهم جهاز الحكومة والوزراء.
اننا الآن أمام مفترق طرق نراه شائكا معبدا بالعراقيل والعوائق وساعد في وضع هذه العراقيل مجموعة من نواب الوطن ممن يحملون هوية ممثلي الأمة وهذا ما يساعد على زيادة نزيف ألمنا ويضعنا في حيرة مما نراه منهم وما يفعلون بنا من تمزيق لوحدتنا الوطنية من خلال التصريحات غير المسؤولة والتي تدخل ضمن أفكارهم الشخصية وتحركهم تياراتهم الحزبية، وأما ما يفعلون بنا من تعطيل لمصالحنا ومطالباتنا في التنمية والبناء والعيش الكريم فهذا كله أيضا ينصب في خانة تعطيل مصالح هذا الوطن الذي يتغنون به ويرفعون شعاراته كذبا فوق أوراق معاملاتهم ومصالحهم التي لا تنتهي، وفي كل دور انعقاد برلماني نشهد ونرى شهية بعض النواب لتحقيق انتصارات زائفة يدغدغون بها مشاعر ناخبيهم ونعني بهذا ملف الاستجوابات الذي لا ينتهي وما استجواب كتلة العمل الوطني حول الرياضة ببعيد عن هذا الزيف والادعاء والمصلحة، فهل أصبح لزاما علينا وعلى أجيالنا أن نتأخر في تحقيق التنمية بمختلف درجاتها وتتعطل مصالح البلد من أجل استجوابات لا تمت للواقع ولا للمنطق بأي صفة خصوصا اذا عرفنا وتيقنا بأن مصلحة الوطن أعلى بكثير من أي مصلحة ومبدأ، وأن البلد يتطلب منا جميعا العمل والانجاز بعيدا عن لعبة السياسة وكراسي البرلمان.
فماذا ننتظر أن نحقق أكثر من ذلك حتى يتحرك الجميع؟ فالبلاد وبما فيها من عباد ضجوا من كثر البيروقراطية والفساد، والرشاوى وعمليات التنفيع أصبحت بشكل علني وساخر بل صارت فريضة وسنة محمودة، والواسطة وتوابعها أضحت طريقا للترقي والمكافآت، ونواب مجلس الأمة في وادي الصراعات والتصفيات السياسية والحكومية، وأصبح الكل يريد القضاء على خصومه لا أن يسمع منه ويصلح الأخطاء والمشاكل، وفتح باب المهاترات الكلامية والتهجم على الأشخاص فاذا لم تكن معي فأنت ضدي ومحسوب من تيار الاعلام الفاسد، ولم يطق النواب معنى الحرية والرأي الآخر فنسفوها وقيدوها بصراخهم فاختلط الحابل بالنابل وضاعت حقوق المواطنين على أنغام التجمعات وسوق عكاظ الجديد.
أننا نرى هذه المؤسسة اليوم وقد انحرفت عن مسارها وأصبحت الديمقراطية حكرا على أصحاب الحناجر المتضخمة وأما ما يخص الطرح الهادئ والمتزن فانه لا مكان له بين الصراخ والعويل شبه اليومي الا من استطاع أن يحفر الصخر لينثر الماء على أرض الرمال. لقد مللنا وشبعنا من هكذا حالة يكون فيها الوطن سلعة تزايد عليها كلماتهم ومن ينمق في الحديث أكثر يكون هو الفائز باليانصيب الأكبر وقد نسأل أنفسنا من السبب في هذا الوضع وكيف وصلنا اليه؟ انه وبكل بساطه ما نعيشه من واقع يومي وما تفرزه حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من أزمات تلد أخرى ومن وضع يكاد يكون قاتماً لكل أمل ولكل حلم بالنهوض من جديد ومسايرة الحياة.
تعليقات