النوم سلطان ولكن!!
محليات وبرلمان'الاستيقاظ المبكر' هم ثقيل على محبي السهر
يونيو 23, 2010, 12:39 ص 4816 مشاهدات 0
سواء في الصيف أو بالشتاء يعاني الكثيرون من مشكلة ثقيلة الوزن ألا وهي قضية 'الاستيقاظ المبكر '، فهي ليست حكرا على شخص معين ويشترك بها الناس بجميع أعمارهم و أجناسهم، لكنها تتفاوت بين شخص وآخر، تزورهم على فترات وقد تطيل المبيت عند أحدهم، وآخرين لا يعترفون بوجودها لسيادة القانون بالمنزل ولحالة النظام والاعتياد على سياسة لا تجعلها تقترب منهم، متبعين المثل الشامي 'نام بكير وقوم بكير وشوف الصحة كيف بتصير'.
'الأطفال والشباب' هم أكبر المعنيين بهذه المشكلة والأقرب لها، بحيث بالإمكان أن نطلق عليهم أصدقاء النوم لساعات طويلة، وهم كذلك من ألذ أعداء النهوض في الفترات المبكرة في الصباح، و تعد من أكثر المسائل التي تسبب لهم احباطا شديدا قد تصل لدرجة البكاء، ويجعلون منها أزمة كبيرة بالمنزل قد تنافس الأزمات العالمية، فيلجئوا بصنع الأعذار من جميع الأصناف، حتى يتمكنوا في النهاية للوصول لمبتغاهم، والعودة للفراش للتمتع بنوم طويل غير متقطع، ومن أفضل الأعذار التي يلجئون لها هو عذر المرض الذي يحتل المراتب الأولى لدى أبنائنا الطلبة بالذات، حيث يعلمون جيدا أن مسألة المرض مهمة لدى أسرهم، ويشعرهم بالخوف وبإمكانها أن تحرك مشاعرهم نحوهم وتقلل النقاش والتحقيق، كما أنها لا تحتاج لمجهود قوي في التصنع والحديث مع أسرهم نتيجة 'الألم الذي ألم بهم ' دون معرفة الأسباب الدقيقة، فيتم إعطائهم يوما للراحة حتى يزول الألم والتعب والمرض . وما أن يحققوا مرادهم 'في إكمال نومهم و أحلامهم' يزول المرض بسرعة ويعاودوا حياتهم الطبيعية بعد أن أخذوا قسطا كبيرا من الراحة، وتأتي الأعذار الأخرى متتالية فمنهم من يستخدم البكاء كوسيلة دفاعية ربما تنفعه، وآخر يلجأ لسرد قصص خيالية وأوهام و هي على حسب عمر الطفل أو المراهق، فالأكبر سنا يلجأ لخطط أكثر دهاء من أخوتهم الصغار، و في بعض الأحيان يلجأ البعض منهم لرشوة السائق كي يكذب بأنه قد أوصلهم للمدارس ولكن الحقيقة أنه نائم في إحدى الغرف بمنزله، وخاصة من يعمل والديه في الفترة الصباحية، فيسمح له ذلك الأمر بتنفيذ خططه دون أن يشعر به أحد أو يكتشفه، وهناك حكايات كثيرة و طريفة تدور حول الوسائل التي يتبعها أبنائنا للحصول على وقت من الراحة و عدم رغبتهم للاستيقاظ والذهاب للمدرسة.
أما 'الأبناء الكبار في السن من طلبة الجامعة والمعاهد والموظفين ومن الجنسين' فهم يتحملون ما يقدمون عليه لأنهم وصلوا لعمر لا يحتاجون به إلى رقابة صارمة من الأهل، فهم وصلوا لمرحلة يعرفون الأمور التي تعود عليهم بالفائدة أو الضرر حسب ما يقررونه، ورغم ذلك تجد بعضهم يعتمد على أن يوقظه في الصباح أخيه أو والده أو والدته ويجهز عذرا سريعا بعدم وصول الملابس من المصبغة، أو بعدم وجود محاضرات بجدوله اليوم، واذا كان موظفا أو موظفة فيدعون أن اليوم لديه اجازة من العمل، وغيرها من الأعذار حتى لا يدخل بنقاش مع أهله كفيل بأن يطير النوم من عينيه، وتختلف أعذارهم ولكنها تعتبر دافعا جيدا بأن يؤجلوا فكرة الاستيقاظ والذهاب للعمل، و آخرين تجد أن عشقهم للسهر بالدوانية أو على النت لساعات متأخرة من الليل لا يمكنهم من الاستيقاظ مبكرا، و يحبذوا رؤية شروق الشمس، وهي من أسعد لحظاتهم منذ الطفولة، فالسهر رغم تعبه إلا أن له عشاق كثر، خاصة اذا كان على شاطئ البحر بالصيف أو حول نار بمخيم بالشتاء، ويحاول محبي السهر التوفيق بين ماتحبه النفس والعمل، ولا يفلحون بذلك كثيرا، فيرددوا عبارات الندم والحسرة لتفويت يوم عمل مهم عليهم، أو حين يستنزف جزء من الراتب نهاية الشهر بسبب تجاوز عدد الدقائق المسموح بها للتأخر عن العمل.
وبعضهم يرى أن الطقس الصيفي وما تتميز به حرارة مرتفعة أمر يجلب البؤس عليهم ويزيدهم كسلا وخمولا، وخاصة مع مقارنة الأجواء الباردة في غرفة النوم ، فتبدأ عملية المقارنة ما بين الاثنين، فتتلاعب بعقولهم عبارات جميلة بإهمال يوم واحد لا ضرر منه، و خاصة مع أشعة الشمس الحارقة التي ستجعل رأسه يذوب في ثواني كالآيس كريم الحزين والذي تعرض للذبول وتساقطت قطراته على الأرض، وتتهافت العبارات وتطفو على بال 'الناس' من شدة 'النعاس ' ويشاركهم البطولة الشيطان وكذلك يقوم بعملية الإنتاج والإخراج واختيار اللقطات المناسبة لها، وتظهر لأعينهم الناعسة كفيلم جميل لا بد أن لا يطوفوه فيفضلون البقاء في الفراش ربما لدقائق قليلة أو لساعة واحدة لن تضر أبدا لكنها استنفذت نصف يوم بحاله دون الشعور بذلك، فقد أهمل الشخص عمله وفروض الصلاة، ليكون بذلك قد سجل خسارتين في عبادتين ارضاء لشيطان أقعده عنهما.
المثل القائل بأن 'النوم سلطان' هو بلا شك صحيح، ويصبح البعض ضعيفي الشخصية أمام تسلطن النوم وعدم قدرته على أن الامساك بزمام الأمور، وقد أصبح النوم في الصباح من أهم المسائل لديه، وتجد بعضهم يفضل أن يجعل عمله في التوقيت المسائي ليتجنب 'القعدة من الفجر'، ويختار الوقت الذي يشاءه في الاستيقاظ دون الحاجة لحالة من الصراع النفسي بينه وبين نفسه، وما تستوجبه عليه ظروفه الأسرية والمادية، وعدم تجاهل الالتزامات التي تمكنه من الحصول على الراتب كاملا دون خصومات.
وهناك أيضا وجه آخر ممن ينضم لقافلة أعداء الاستيقاظ، وهن بعض الزوجات اللاتي لا يعملن بوظيفة صباحية أو التي تعتبر ربة منزل لا تعمل، مما تجد لنفسها عذرا بعدم الاستيقاظ، وهو ليس عذرا لتمتنع عن دورها كزوجة وأم، لذلك تجد بعضهن يعتبرن بنظر من حولهم 'مهملات' لعدم استيقاظهن مبكرا مع الزوج والأولاد، وبعض الأزواج يعتبره أمرا أساسيا ومن مسؤوليات زوجاتهم، لأنه في حقيقة الأمر واجب نحوها تجاه أسرتها، لكن البعض لا يفرضه متأملا أن تشعر وتحس بما يرغب به دون الحاجة للنطق بها، وتجد منهن من لا تبدي أي اهتمام نحو هذا الأمر لأنها ببساطة لا تستطيع أن تتخلى عن فكرة النوم صباحا وأن تستيقظ باكرا، وقد يفقد بعض الأزواج الأمل باستيقاظهن باكرا مع الأبناء فتجده هو من يقوم بهذه المهمة بدلا عنها، ويحاول أن يجد لها عذرا بأنها تستيقظ بوقت آخر لتجهز وجبة الغذاء أو ربما للمرض أو أنها لا تستطيع أن تعاود النوم مرة أخرى اذا استيقظت وغيرها من الأسباب الغير مقنعة، فهل نلتمس للزوجة الغير عاملة العذر لتتمتع بنوم طويل كــ'الأميرة الحسناء ' بمنزلها دون إزعاج أم أنها تتحمل المسؤولية كباقي أفراد الأسرة الذين يذهبون لعملهم أو لمدارسهم و كلياتهم، ولا يقتصر الأمر على الزوجة فقط، فهناك أزواج لايحرصون على الاستيقاظ المبكر حتى مع وجود الأبناء، بحجة العمل بنظام 'النوبات' أو أن المرأة هي من يفترض أن تقوم بهذا العمل لوحدها، وهو تبرير غير صحيح فلو كان الأب يشعر بحجم سعادة أبنائه عندما يقوم بايصالهم للمدرسة لما فعل ذلك.
أصناف ووجوه كثيرة من الناس تعانى من مشكلة الاستيقاظ باكرا و أعذارهم أيضا متشابه لحد ما، فهل أعذارهم تعتبر سببا مقنعا لإكمال أحلامهم الوردية دون إزعاج و تركهم يتمتعون بنوم هنيء، أم لابد من أن يتحملوا المسؤولية أكثر ويستيقظوا مبكرا لينجزوا أعمالهم .
تعليقات