الدعاء من صفات ' أهل الجنة '

محليات وبرلمان

3753 مشاهدات 0


 

من أعظم ما تفضل الله به سبحانه وتعالى للعبد المسلم وأكرمه ونعمه هي نعمة الدعاء، فهي تُفرج الكربات وتحل الشدائد وطمئنينة للملهوفين وراحة للحيارى والأبدان، وشفاء للصدور والعقول وفضلها عند الله عظيم وأجرها كبير ويزداد العبد المسلم تقربا إلى الله بالطاعة والعبادة، فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ: (وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ) سورة غافر- الآية 60 أخرجه احمد، وانها سنة الأنبياء والمرسلين ودأب الأولياء والصالحين، ونهج المسلمين حيث قال سبحانه وتعالى بسورة الإسراء (أُولَـئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ) الآية:57.

وهي صفة عبادة الرحمن ومن صفات أهل الجنة، ومبتغى كل إنسان وشأن من شؤون الملائكة الكرام، ومطلب كل مسلم حيران، وانها مفتاح أبواب الرحمة، وسببا لرفع البلاء ودفعا للعذاب، ودليلا على توحيد الله سبحانه وتعالى وإثبات لأسمائه وصفاته، فقال سبحانه وتعالى في سورة الشوري 'تَكَادُ السَّمَواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ والْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ ألاَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ' (42/5). وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالدعاء كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالدعاء والتقرب إلى الله بالدعاء فقال الله (وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِىّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) سورة الكهف - الآية:28، كما ان فضل الله كبير على العباد وبشرهم بقرب الاستجابة للدعاء (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) - البقرة الآية: 186، وقد جاء في سبب نزول هذه الآية حينما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عزوجل هذه الآية - تفسير الطبري، وهناك بشارة من رب العباد جل وعلا لمن لزم الدعاء فلا يدركه الشقاء لقوله سبحانه عن النبي زكريا (ولم أكن بدعائك ربي شقيا) سورية مريم - الآية 4، وعن النبي الخليل إبراهيم عليه السلام (عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) سورة مريم - الآية 48.

كما ان من شروط الدعاء ان يكون خالصا لله سبحانه وتعالى وان يتوضأ ويدعو بثلاث وان يستقبل القبلة ويرفع اليدين، وأن يبدأ بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى وثم يصلي على النبي ويختم بذلك وأن يكون جازما بالدعاء ومتقين بالإجابة، وأن يلح في الدعاء وأن لا يستعجل فيه، كما ان من الشروط أن يكون القلب حاضرا ليس باللاهي وان يدعو الله بالرخاء والشدة، وان يتحرى أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنامها، وأن يكون متضرعا وخاشعا لله سبحانه، وأن يكون المأكل والمشرب حلالا، وإن لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.

كما أن هناك أوقات مفضلة للدعاء كجوف الليل، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) رواه الترمذي و النسائي، وعند الآذان، وبين الآذان والإقامة وعند نزول المطر والثلث الأخير من الليل وعند السجود في الصلاة، وآخر ساعة في يوم الجمعة قبل صلاة المغرب.

نسأل الله أن يهدينا لما هو خير وأن ينفعنا بكل خير.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك