بعد موجة الحر الشديد

قال خبير التنبؤات الجوية والبيئة بادارة الارصاد الجوية عيسى رمضان اليوم ان الطقس في البلاد سيشهد زيادة في الرطوبة النسبية خلال الايام المقبلة بعد موجة الحر الشديد التي سجلت رقما قياسيا جديدا للحرارة في الكويت.
واوضح رمضان في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان البلاد 'تأثرت بموجة حر غير طبيعية سجلت فيها دولة الكويت درجات حرارة قياسية زادت عن معدلات درجات الحرارة الطبيعية لمثل هذه الفترة من السنة بفارق سبع درجات مئوية خففها الغبار العالق الذي زحف علينا اليوم من خارج الكويت'.
واضاف ان الموجة 'حطمت الرقم القياسي القديم لأعلى درجة حرارة تسجل خلال الخمسين سنة الماضية في مطار الكويت الدولي وكانت 50 درجة مئوية في نهاية يونيو بينما سجلت محطة مطار الكويت الدولي رقما قياسيا جديدا وهو 51 درجة مئوية في منتصف شهر يونيو'.
وقال ان محطات الرصد الأخرى في دولة الكويت سجلت درجات حرارة غير طبيعية وقياسية بلغت 54 درجة و 2ر53 درجة مئوية كمنطقة مطربة في شمال غرب الكويت ومنطقة العبدلي على التوالي بينما سجلت مدينة الكويت 52 درجة مئوية في منطقة دسمان بالتحديد حيث تقع محطة الرصد الجوية وهي الأعلى منذ تركيب هذه المحطة خلال الخمس سنوات الماضية.
واوضح رمضان ان هذه الدرجات القياسية تؤكد ان موجة الحر هذه 'ليست بالطبيعية وان تغير المناخ والتذبذب في نظم الضغط الجوي بات يؤثر بشكل واضح في جو المنطقة سواء بموجات الحر او العواصف الرملية القوية في المنطقة العربية وليست الكويت فقط'. وافاد رمضان بأن موجة الحر الشديد تعود لاسباب عدة جغرافية ومناخية كموقع الكويت وتأثرها بالرياح الشمالية الغربية الهابطة ذاتيا أو ما يسمى ب(الهبوط الأديباتيكي) من جبال زاجروس في ايران وعبر مرور هذه الرياح على السهول في العراق تكتسب مزيدا من الحرارة والجفاف فتصل الى الصحراء الكويتية وقد ارتفعت بشكل كبير جدا.
وقال ان موجات الحر غير الطبيعية التي تزيد من شدة ارتفاع درجات الحرارة كالأيام الماضية تعود الى حركة المرتفع الجوي في طبقات الجو العليا الى شمال الجزيرة العربية محركا معه كتلة هوائية حارة من جنوب الجزيرة العربية كالربع الخالي فتزيد من ارتفاع درجات الحرارة في منطقتنا.
واضاف ان الكويت تتأثر ايضا في هذه الأيام لاطول ايام السنة حيث يزيد الاشعاع الشمسي حسب سقوط اشعة الشمس والتي باتت شبه عمودية في السماء حيث تصل زاوية سقوطها الى 84 درجة.
وقال رمضان ان مثل هذه الموجات كانت تأتينا خلال أواخر شهر يوليو وبدايات شهر أغسطس وليس في بدايات يونيو ولكن التطرف والتغير في الطقس يبدو واضحا في السنوات الاخيرة 'مما يتطلب منا التأقلم والاستعداد لهذه التغيرات المناخية لانها ستكون متوقعة في المنطقة العربية بشكل عام فهذه الموجات قد تتكرر خلال السنوات المقبلة كما ان زيادة العواصف الرملية باتت شبه دائمة خلال السنوات الأخيرة'. وتوقع رمضان ان تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض بعض الشيء بسبب ارتفاع الرطوبة النسبية على السواحل وضواحي مدينة الكويت 'ولكن هذا لا يساعد على تخفيض الأستهلاك الكهربائي بل قد يزيد من معاناة وزارة الكهرباء والماء لتوليد الطاقة الكهربائية فعلى الجميع محاولة الترشيد وعدم الاسراف في استهلاك الكهرباء'.
واضاف ان الرطوبة النسبية قد تستمر بارتفاعها بعد فترة العصر ويمكن ان تستمر حتى يوم الأحد المقبل وتتراوح بين الزيادة والنقصان وسيكون الاحساس في درجات الحرارة المحسوسة مرتفعا كالأيام السابقة بسبب عدم الراحة من ارتفاع الرطوبة النسبية على ان تعود الرياح الشمالية الغربية والغبار الذي قد يساعد على انخفاض درجات الحرارة خلال يومي الأثنين والثلاثاء المقبلين ويعود معه الطقس الجاف مرة أخرى.