الواشنطن بوست الأمريكية بافتتاحيتها اليوم:

محليات وبرلمان

الجاسم تمت معاملته كالإرهابيين لإنتقاده رئيس الوزراء

3122 مشاهدات 0

المقال يتصدر صحيفة الواشنطن بوست

نشرت جريدة الواشنطن بوست الأمريكية ذائعة  الصيت في عددها الصادر اليوم مقالا افتتاحيا بعنوان ' ما هو المغزى وراء اعتقال الصحافي الكويتي محمد الجاسم' تناولت فيه قضية سجين الرأي الكاتب والمحامي محمد الجاسم.

واستنكرت الصحيفة  دور الأسرة الحاكمة بتحريك الدعوى تجاهه، واعتبرت الصحيفة ان الجاسم تم معاملته معاملة الإرهابيين نتيجة انتقاده لرئيس الوزراء.

يذكر ان جريدة الواشنطن بوست من أكثر الصحف الأمريكية تأثيرا في قرار الدوائر السياسية كالبيت الأبيض والكونغرس، حيث لم يأتي المقال بقلم أحد كتابها، وإنما كان الرأي الرسمي للصحيفة ، وهو الأمر الذي يتوقع أن يدفع بقضية الجاسم بموقع متقدم بدائرة الإهتمام الأمريكي، ويُلاحظ أن هذا المقال كان هو المقال الافتتاحي للجريدة مما يعبر عن تصدر قضية سجين الرأي محمد الجاسم لدى الصحيفة، وفي ما يلي نص المقال:


ما هو المغزى وراء اعتقال الصحافي الكويتي محمد الجاسم

الثلاثاء، 15 يونيو 2010
 
على الرغم من تضاؤل اهتمام واشنطن، فإن معارك الحرية السياسية في الدول العربية بالشرق الأوسط لا تزال مستمرة. أحياناً تكون المعركة محتدمة، كما هو الحال بالنسبة لاحتمالات نزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة في مصر. إلا أن هناك العشرات من المعارك الصغيرة حول حرية الصحافة وحقوق المرأة واستقلالية الحركات غير الحكومية، والتي تظهر الحاجة إلى تغيير حقيقي على امتداد المنطقة.

أحد الأمثلة الواضحة يأتي من دولة الكويت، وهي الدولة التي أعلنت فيها أسرة الصباح الحاكمة رغبتها في تعزيز تطور الدولة نحو مزيد من الديمقراطية منذ التحرر من صدام حسين على يد القوات الأمريكية قبل تسعة عشر عاماً. وهكذا، فإن البرلمان المنتخب حالياً بالبلاد يشهد تمثيلاً محدوداً للمرأة، بينما الصحافة تتمتع بقدر من الحرية يفوق المملكة العربية السعودية المجاورة للكويت. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاستحقاق الذي حققته دولة الكويت بما وفرته من حريات، يكاد يمحق تحت وطأة اعتقال واحد من أبرز الصحفيين، والذي تعرض لمعاملة الإرهابيين نتيجة لانتقاده لرئيس الوزراء.

إن الصحفي محمد الجاسم ليس متطرفاً؛ حيث أن كتبه تحمل عناوين مثل 'روح الدستور'. لقد شغل منصب رئيس تحرير جريدة الوطن، كما كان رائداً مؤسساً للطبعات العربية من جرائد نيوزويك والسياسة الخارجية (كلاهما تملكها شركة واشنطن بوست). إلا أنه من خلال أحاديثه و موقعه الالكتروني قد وجه انتقادات حادة ضد رئيس الوزراء ناصر محمد الأحمد الصباح، ابن أخ أمير البلاد.

وفقاً لتصريحات محامي الدفاع فإن السيد الجاسم، 'بدأ يكشف تغلغل النفوذ الإيراني في الشأن الكويتي الذي 'مورس من خلال رئيس الوزراء بدولة الكويت'. كما ينسب إليه أنه في اجتماع خاص طالب رئيس الوزراء بالاستقالة.

وقد كان رد العائلة الحاكمة على تلك الانتقادات في صورة حملة تجاهلت إلى حد بعيد أحكام القانون الذي كان من المفترض أن تدعمه. أولاً، تم توجيه مجموعة من قضايا السب والقذف ضد السيد الجاسم، والتي أسفر إحداها عن حكم بالحبس لمدة ستة شهور صدر في أبريل الماضي. وبينما كان الحكم معروض على محكمة الاستئناف، تم القبض عليه مرة أخرى في 11 مايو تطبيقاً لقانون أمن الدولة، ووجهت إليه تهمة محاولة الإطاحة بالنظام و 'إحداث بلبلة للإخلال باستقرار المجتمع الكويتي'. وحالياً يحتجز الكاتب البالغ من العمر 54 عاماً، والذي يعاني من اعتلال صحي، في سجن مشدد الحراسة، كما لو كان متهماً عنيفاً. كما تم إحضاره إلى المحكمة لحضور الجلسات وهو مكبل بالأغلال وتم احتجازه في قفص الاتهام. وأخيراً منعت الصحف المحلية من التغطية الإعلامية لمحاكمته التي تستأنف في 21 يونيو.

و الباعث للأمل أن الكويتين متضامنين خلف السيد الجاسم. فمئات من الكويتيين بما فيهم قانونيون و صحافيون و ناشطون في حقوق الإنسان قد تجمهروا في الاسبوع الفائت. الكويتيون يؤمنون ان قضية الجاسم هي سابقة لمدى سقف الحرية الذي سيسمح به. فالنتائج هي الأهم و ليس فقط للكويت.

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك