شركة bp النفطية راحت فيها !
الاقتصاد الآنتواجه غرامات مالية تفوق الـ 12 مليار دولار
يونيو 15, 2010, 12:22 م 3464 مشاهدات 0
حقا 'راحت فيها' هذه الشركة البريطانية و التي كانت تمتلك 50 % من حقولنا النفطية ومن انتاجنا اليومي و الذي كان يبلغ في تلك الفترة أكثر من 900 ر2 مليون برميل في اليوم.
والآن تواجه مشاكل وغرامات مالية تفوق ال 12 مليار دولار مما قد يؤدي الى افلاس الشركة في حالة تطبيق اجمالي قوانين المحافظة البيئة وعلى البيئة البحرية الأمريكية بحذافيرها.
وخاصة و ان شركة بي.بي. قد فشلت حتى الآن في التغلب في وقف التسرب النفطي الكبير لتواجه الولايات المتحدة الأمريكية اسوأ كارثة في تاريخها، وتواجه 3 ولايات جنوبية توقف كامل لموسم السياحة وتوقف كامل لموسم صيد الأسماك بالإضافة الى الكساد الاقتصادي العام.
ومصيبة بي. بي. لا تدري و لا تعرف من وماذا تواجه، هل تـواجه الرئيس الأمريكي أم الكونجرس أم الحكومة الفدرالية أم الحكومات المحلية للـ 3 ولايات المتضررة أم تواجه الحكومة البريطانية أم حملة الأسهم، و الكل له مطالبه الخاصة و الكل يطالب بغرامات وتعويضات مالية و حملة الاسهم يريدون ارباحهم السنوية على استثماراتهم في بي.بي.
وتواجه في نفس الوقت الراي العام العالمي و كيفية تصحيح اعادة سمعتها ومصداقيتها ومكانتها في الأسواق العالمية هذا ان استطاعت ان تبقي و تضل كشركة مستقلة على قيد الحياة لا ان تختفي مثلما اختفت شركة جلف الأمريكية (Gulf Oil) و الشريك الثاني و التي كانت تمتلك الـ 50% في شركة نفط الكويت ال(KOC).
و الأمر الأكثر حيرة حتى يومنا هذا لا تعرف أو لا تريد ان تعلن عن حجم كميات النفطية المتدفقة يوميا في خليج المكسيك وليظهر النفط الأسود الثقيل في نهاية المطاف على الشواطئ البحرية و ليثير اشمئزاز و احتجاج السكان المقيمين ولزيادة المطالبات الغرامية المالية و الجزائية، ولتتعرض الإدارة الأمريكية و شركة بي.بي. و الحكومة البريطانية لمزيد من من الضغوط المحلية و الخارجية و الكل يريد حلا مبكرا للتسرب النفطي و الذي قد يمتد لنهاية شهر أغسطس القادم.
فحجم الكميات النفطية المتدفقة زادت من 1000 الى 5000 برميل لتصل الآن الى 40 ألف برميل في اليوم حسب أحدث المعلومات، مما يعني ان بي.بي. يجب ان تدفع يوميا 1000 دولار أمريكي في حال التسرب العادي و 3000 ألاف دولار في حال اثبات إهمال متعمد.
و لنبدأ الحساب البسيط بضرب 1000 دولار في الكميات المتسربة و لنفترض 40000 ألف برميل أي ما يعني 40 مليون دولار في اليوم، أو 4 مليارات دولار في شهرين فقط.
هذه هي فقط البداية ثم تكاليف ومصاريف تنظيف البحر والشواطئ و الصناعات المترتبة عن اغلاق الشواطئ وتوقف السياحة وصيد الأسماك، ثم رواتب و فوائد الموظفين و العاملين في الشركات التي كانت تعمل في الحقول النفطية في خليج المكسيك و التي توقفت حتى اشعار آخر، مما أنيعني الفاتورة قد تفوق ال 12 مليار دولار.
وفقدت شركة بي.بي. حتي الآن 40% من قيمتها السوقية و لتصبح في حدود 75 مليار جنية أسترليني أي ما يعادل 5 ر 37 مليار دينار كويتي في اسواق المال وأصبحت مغرية للشراء أو الإستحواذ من طرف الشركات النفطية العملاقة المنافسة وخاصة و أن شركة بي.بي. هي أكبر شركة منتجة للنفط و الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية و هذا لن يحدث حتى تنتهي من ايقاف النزيف النفطي في خليج المكسيك.
و لإظهار حسن نية الشركة و نتيجة للضغوط اليومية و التي تتعرض لها يوميا و لتحسين صورتها الخارجية تفكر إدارة شركة بي.بي. بايداع عدة مليارات من الدولارات كضمان بنكي على قدرتها المالية بدفع جميع التعويضات و اصلاح الأضرار التي لحقت بجميع الأطراف نتيجة لهذ ا التسرب النفطي في خليج المكسيك، وهي رسالة الى المؤسسات المالية بأن الشركة لديها غطاء مالي و ان مركزها المالي قوي حتي الآن.
وقد يكون هناك درس من هذه الكارثة النفطية بأنه ليس من السهل التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال البيئة والمحافظة عليها وفي تلويث أراضيها و بحارها و يجب ان يكون الكل عللا معرفة دقيقة و شاملة بجميع قوانينها والإلتزام المطلق.
ولهذا السبب عزفت شركة ناقلات النفط الكويتية بنقل نفط الخام الكويتي و المنتجات الكويتية على ناقلاتها الى هناك لأن القوانين و الغرامات هائلة ومباشرة وتصل الى ملاك و أصحاب الناقلة وهذا منذ عام 1995.
بي.بي. قد تغيب عنها الشمس وهي في و رطة حقيقية، و الكل يريد ان يحصل على حصة من سقوط أحد عملاقي الشركات النفطية العالمية في بحار الولايات المتحدة الأمريكية.
كامل عدالله الحرمي
كاتب ومحلل نفطي
تعليقات