استجواب الرياضة سيكشف عجز رئيس الوزراء عن مواجهة المستجوبين وعجزه عن إدارة مؤسسات البلد-رأي عبداللطيف الدعيج الذي لا يرى مبررا لسرية استجواب البيئة

الورطة الكبرى

بعد إصرار الحكومة على ان تكون جلسة استجواب رئيس مجلس الوزراء سرية على ضوء تلوث ام الهيمان، بعد اصرارها على ذلك، اثبت واضحا ان هذا الاصرار على السرية تحدده ظروف السيد رئيس مجلس الوزراء اكثر مما تحدده ظروف الاستجواب. في الاستجواب السابق، المتعلق بالشيكات وبمصروفات ديوان الرئيس تم تبرير طلب السرية على اساس ان الامر يتعرض الى مواطنين ابرياء ربما لا علاقة لهم بالسياسة او حتى بموضوع الاستجواب. وكان الطلب مفهوما ومقدرا، خصوصا ان امر الشيكات هو الآخر يتعلق بالظروف الشخصية لرئيس الحكومة ولم يكن من الداعي وضع كل ذلك امام مجمل الناس.
أمر ام الهيمان يتعلق بحياة الناس، وليس باموال الشيخ ناصر او ممتلكات حكومته. ومن حق هؤلاء وحق بقية الكويتيين ان يكونوا على علم باجراءات حكومتهم ونواياها لاحتواء هذا التلوث. لهذا كان من الضروري تطمين الناس وكان مهما ان يسمع من تحدد حكومة الشيخ ناصر مصائرهم تبريرات هذه الحكومة للتلوث الذي يعتقدون باستمراره وعجزها عن التعامل معه.
واضح الآن ان الشيخ ناصر يتجنب الاستجواب، ويتهرب من المساءلة المباشرة له. وحسب ما يروى عن الامير المؤسس الشيخ عبدالله السالم وعن بقية امرائنا ان من لا يتحمل نقد الناس ومحاسبتهم من «الشيوخ» فعليه ان يقعد في البيت. لهذا على الشيخ ناصر اما ان يعتلي المنصة ويرد على منتقديه كما اوصى الامير المؤسس وإما ان يقعد في البيت، كما اوصى بقية اعمامه.
نحن مع الشيخ ناصر في خروج الاستجوابات عن مسارها، وتحولها الى اداة تجريح شخصي وليس سياسيا بالمستجوب. لكن كل اسباب هذا يرجع بالاساس -مع الاسف- الى قلة حيلة الوزراء او الرئيس بالذات وعجزه عن التصدي للمستجوبين وحماية وزرائه. مطلوب مرة واحدة كسر حاجز الاستجواب كما فعلت وزيرة التربية السابقة السيدة الصبيح، طبعا هذا كان سيصبح سهلا في استجواب مثل استجواب ام الهيمان، باعتبار ان الحكومة ادت ما عليها وما كان من المطلوب الا اقناع المجلس بانها اتخذت كل الاجراءات الكفيلة بمعالجة الموضوع. الاستجواب الرياضي الحالي سيكون مشكلة حقيقية للشيخ ناصر، فهو لن يكشف عجزه عن مواجهة المستجوبين فقط، بل سيكشف عجزه حتى عن ادارة مؤسسات البلد التي يتحكم بها بعض الشيوخ الذين يحظون بنفوذ اقوى منه داخل الاسرة.