جعفر رجب يُعدد مناقب نواب الشيعة التسعة الذين دخلوا المجلس دخول الفاتحين، لكنهم باعوا الجمل بما حمل لأربع سنوات مقبلة

زاوية الكتاب

كتب 4980 مشاهدات 0


 

 
جعفر رجب / تحت الحزام / التسعة المبشرون
 
 
هناك العشرة المبشرون بالجنة في الآخرة، ولدينا تسعة في الكويت بشرونا بدخولهم المجلس... التسعة هم النواب الشيعة الذين دخلوا البرلمان دخول الفاتحين الى سمرقند، يجمعهم المذهب ويفرقهم ما دون ذلك الكثير، اختلافاتهم وخلافاتهم كثيرة الا ان نقاط اتفاقهم ايضا واضحة... والان اربطوا الاحزمة، نستعد للاقلاع:
1 - لم يشاركوا في اي استجواب، لا لهم ولا عليهم، مسالمون طيبون حلوين ودودون خجولون، يمشون «تحت الطوفة»، يزيلون الاذى عن الطريق، ويطعمون الحمامات والبط في الحدائق!
2 - بعضهم رفع شعارات لو سمعها الغريب لظن ان الحرب قائمة، وان الجموع ستزحف محطمة اسوار المدينة المحاصرة، وبعد فتح الصناديق والجلوس على الكراسي الخضر، اذا كحت الحكومة قالوا جميعا «حلو»، واذا عطست قالوا «يرحمك الله»، واذا صرحت قالوا «احسنت»!
3 - اخلاقهم طيبة لا يسألون الوزراء اسئلة محرجة، ولا يرفعون صوتهم عليها، ولا يحاسبونهم على ما يفعلون وما لا يفعلون، لان الحساب يوم الحساب، وكل يحسب لحسابه الخاص، والوزير يخطئ وكل ابن ادم خطاء! يؤمنون بأن الله كفيل بعباده، يحاسب عباده على افعالهم واقوالهم ويرجئون كل الامور الى الباري عز وجل!
4 - يؤمنون بأن الاعمال بالنيات اهم شيء النية الصالحة، لنفترض ان الوزير مثلا خالف القانون، هو لم يخالف لانه يحب المخالفة، لا طبعا، نيته مصلحة البلد، وزير الكهرباء نيته تنوير الشوارع البلد وان اظلمت، والاعلام والاسكان والاوقاف الكل نيته الصلاح وهذا يكفي، وعليهم بالظاهر، والظاهر ان الوزراء خوش ناس!
5 - يؤمنون بأن اهم شيء الاخلاق الحميدة، يعني الوزير مؤدب واخلاقه عالية، يوجب ويسلم ويبتسم، لماذا نحاسبه ونؤذيه؟ مسكين، يعني كل هالأدب والابتسامة ونحن نجازيه بالاستجوابات والاسئلة البايخة!
6 - احدهم مثلا يؤمن بأن التربية والتعليم العالي شيء مهم، خصوصا لابنائه- اقصد كل ابناء الشعب- يغير القوانين ويفصلها عليهم، ويهدد الى ان يعينون قريبته مديرة في معهد ما، ويعينون صديقه مديرا في مركز مهم... وتصبح بعدها كل الامور بخير وتمام التمام!
7 - يؤمنون بأن الهون ابرك ما يكون، وبدلا من شفط الدهون، علينا القيام بعمل رجيم طويل الامد، على عشرين سنة او الفي سنة، حتى نعالج امراض السمنة والانتفاخ والتكرش، بسبب الاكل الزائد من المال العام، والمحاسبة المغلطة مو حلوة لان المسؤول قد يغص باللقمة!
8 - يرفعون شعار ملكيين اكثر من الملك، كل همهم الحصول على مسجد هناك، وحسينية هنا، ويعينون صديقة لهم مديرة، وصاحب لهم مدير، وينقلون موظف من مكان الى مكان، وليس بالامكان افضل مما كان!
9 - يؤمنون بعضهم ان انتخابهم تكليف شرعي، وعزة للدين، ودعوة لاستجابة المظلوم، «وهيهات من الذلة»... وشعارات...يستحضرون الماضي، دون أن نسمع منهم شيئا عن المستقبل!
الناس تتحالف وفق مصالح استراتيجية، والتسعة باعوا الجمل بما حمل لأربع سنوات مقبلة، والان لا فعل لهم سوى الجلوس امام بيوتهم على الشارع العام- لان كل بيوتهم فجأة تصير على الشارع- ويغنون «على خدي احط ايدي، واحاسب روحي بروحي، واقول بيدي جرحت ايدي» وبايدكم جرحتم ايدي من صوت لكم!


جعفر رجب
 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك