تراجع سعر البرميل إضافة إلى زيادات الرواتب تعني فى نظر فيصل الزامل ورطة للمواطن..كيف؟
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2010, 12:18 ص 1023 مشاهدات 0
تراجع سعر البرميل + زيادات رواتب = ورطة للمواطن!
الأربعاء 9 يونيو 2010 - الأنباء
الاضرابات في المملكة المغربية هي جزء من الروتين اليومي الذي انتقل الى المغرب من فرنسا، وبالنظر الى اننا في الكويت امتداد للنظم القانونية الفرنسية فقد تشرفنا «...» بوصول هذه الظاهرة الى بلادنا، فقد كرت السبحة، ولا يهتم القائمون بتنظيم هذه الاضرابات باجراء مقارنة منطقية، ففي فرنسا وغيرها يدفع المواطن ضريبة على الدخل والممتلكات بل وعلى عدد افراد الاسرة، بينما نحن في الكويت في وضع مختلف، رواتبنا مرتبطة بسعر برميل النفط، ومثلما ظلمنا المواطن برفع قيمة القروض الاسكانية بزيادات التهمها سوق العقار بشكل مضاعف اضطر معه المواطن الى تحويل بيته الى عمارة سكنية يسكن جزءا منها ويؤجر الباقي، كي يتمكن من سداد القروض الاضافية التي تحملها لتغطية تكاليف البناء وسداد فارق قيمة الارض للبنوك التي اسهمت في نفخ سوق العقار السكني عبر تشجيعها المضاربين، هذا الظلم للمواطن ـ في قضية السكن ـ سيتكرر مع زيادة راتبه بشكل مضاعف تلتهمه الاسواق الاستهلاكية (وجبات سريعة وغير سريعة، سيارات، تغيير اثاث، توصيل منازل لكل شيء ..الخ) فاذا عجزت الدولة عن مواصلة هذا البذخ، كما يحدث الآن في دول غنية جدا مثل المانيا التي اعلنت عن شد الحزام، بقوة، هذا الاجراء اذا اضطرت اليه الكويت مع تراجع سعر البرميل الى ما دون 63 دولارا المعتمد في الميزانية فسيقع المواطن في ورطة كبيرة، سواء من اقترض اعتمادا على المعاش المرتفع او من رتب التزامات طويلة الامد لا يملك التراجع عنها عندما يحدث الخفض القسري للرواتب.
لقد صار اسلوب «اصرف ما في الجيب، ويأتيك ما في الغيب» مقدما على التفكير الرشيد في هذا البلد، ولهذا فقد تركزت جهود المضاربين على ضخ التمويل للعقار السكني ليس لتلبية حاجة المواطن بقدر ما هو تخليص هؤلاء من ورطتهم بعد ان اعتادوا على لعبة سداد 30% وانتظار التضخم ليحل لهم المشكلة، فلما تأخر التضخم تورطوا، ولا حل بالنسبة لهم الا بعودة التضخم ليأتي لهم بـ «.. ما في الغيب».
ان المواطن هو الضحية في الحالتين، وتضخيم المعاشات او اسعار العقار ليس حلا رشيدا، بل هو توريط اكيد لاقتصاد الدولة بأكمله على المديين المتوسط والبعيد، وقديما قيل «قليل مستمر خير من كثير منقطع»... فهل من مدكر؟
كلمة أخيرة: استطاع الكاتب المميز عادل القصار ان يكسب احترام محبيه ومخالفيه من خلال موضوعية كتاباته، وهمته العالية في جمع الطرفين في منزله على مدى اعوام في شفافية لا تعرف ضيق التحزب ولا تضخم الذات المتفشي في هذا الزمان.
هذا الكاتب، والصديق، يصارع المرض في صبر نادر وقوة عجيبة يستمدها من ايمان عميق، وجينات ورثها من اهله الذين واجهوا اهوال البحر سواء النواخذة منهم أو البحرية، هذه القدرة الوراثية انتقلت اليه، وبها يتسلح بعد الايمان في مواجهة الالم، ما نال به اعجاب الاطباء والمحبين على السواء.
بوفيصل، قلوبنا معك، والله نسأل لك الشفاء والاجر الجزيل، ولاسرتك الكريمة الثواب والصبر الجميل.
تعليقات