اختفى العمل الوطني مع أهله الى غير رجعة، وبقي لنا من ضمن ما بقي أشباه الرجال الطامحين الى البروز والشهرة والمال.. مقطع من مقالة عبدالعزيز القناعي

زاوية الكتاب

كتب 1209 مشاهدات 0




العمل الوطني? ?واللعبة السياسية     
Sunday, 06 June 2010 
عبدالعزيز القناعي


سني? ?شيعي،بدوي? ?حضري،? ?ليبرالي? ?اسلامي،علماني? ?غير علماني،مستقل متكتل،? ?تيارات واحزاب وطوائف وملل،هذه هي? ?الحالة السياسية على الساحة المحلية الكويتية فاما ان تكون واحداً? ?منهم او انك? ?غير موجود ولا? ?يعتد برأيك او بما تقول وتؤمن،? ?لقد انحدرت المفاهيم والرؤى الوطنية المشتركة من إطارها المحدد بالوطن واتجهت الى التقسيمات والفرعيات المحددة وفق أجندات عمل محددة مسبقا تتحرك وفق مصالحها ودوام كينونتها كلُ? ?في? ?اطاره وحزبه،? ?بل ووصلت بعض المطالبات الى تعزيز المفهوم التكرسي? ?القائم على تفضيل التيار على مصالح الوطن،? ?ان ما? ?يعيشه المواطن الكويتي? ?في? ?ظل الصراعات الطبقية أفرز لدينا حالة من التخلف التنموي? ?أثرت في? ?كثير من الخطط والحراك الاقتصادي? ?والاجتماعي? ?المنشود ما وضع الحكومة أمام عدة صعوبات لم تستطع التغلب عليها بل أدت خطوات الحكومة الى مسايرة هذا الواقع المتردي? ?من خلال محاولة إرضاء الاطراف كافة إما بالقوانين وتعديلاتها أو القيام بدور اللاعب الذكي? ?والذي? ?يستفيد من الخلافات من أجل مصلحته،? ?لقد تكرست بما? ?يبدو انها حالة من الجمود الطبقي? ?اذ لم تستطع أي? ?من الاحزاب والتيارات السياسية المحلية أن تقدم ما هو فعلا مفيد للوطن أو على الاقل تحاول أن تبذل ما من شأنه أن? ?يساعد على الحراك الاجتماعي،فبؤر الخلافات ما زالت متزايدة ومتشعبة بين جميع الاطراف المذكورة في? ?بداية المقال،فما زلنا في? ?طور الدفاع عن آرائنا وأفكارنا واعتبارها هي? ?الاصح وغيرنا هو الخطأ ولم نؤمن بما تفرزه الديمقراطية من تعدد الآراء واحترامها،بل ووصل الامر معنا الى محاربة الطرف الآخر لمجرد قول رأيه أو الدفاع عنه وفعلنا المستحيل من أجل تسكيت الصوت المعارض?.?
لقد أضحت اللعبة السياسية في? ?المجتمع الكويتي? ?واضحة الطريق والمعالم،فالمعارضة في? ?كل الكتل والتيارات لم تستطع أن تقدم أي? ?من الحلول والرؤى المنطقية للمشكلات التي? ?نعيشها الا من خلال الاطار الذي? ?تؤمن به وتراه هو الصحيح،? ?ولا? ?يختلف اثنان على أن ما نعيشه من مشكلات جبارة تفاقمت الى الحد المخيف قد وصلت الي? ?طريق مسدود ولم تعد تجدى اي? ?من الحلول الترقيعية على علاجها ومثال على ذلك ما نشهده منذ سنوات طويلة من مشاكل في? ?الاسكان وملف البدون والتعليم والصحة وغيرها الكثير حتى تضخمت تلك المشاكل وأفرزت اللجان تلو اللجان والتي? ?لا طائل من ورائها الا التنفيع والضحك على نفوس المواطنين،? ?وقد نلاحظ حاليا مدى تخلينا عن هذه المشاكل الاصلية واتجاه التيارات والكتل الى الامور الهامشية لغرض السيطرة وتحريك الشارع العام واستغلال المواطن الكويتي? ?لمشاعره وعواطفه بدل أن? ?يتم التركيز على العمل والانجاز الجدي،? ?فما دخل المواطن الكويتي? ?في? ?الصراعات الطائفية والقبلية وإذكاء صراع الفقهاء والمشايخ وهل هي? ?فعلا من? ?يؤثر على الانجاز؟ وصراع الليبراليين والاسلاميين وما حشد له من أدوات ووسائل اعلامية تريد الانقضاض على الآخر،? ?فهل هذا من التنمية في? ?شيء؟ بالاضافة الى الدور المخزي? ?لبعض أعضاء مجلس الامة ودورهم الفعلي? ?المغيب كالتشريع وسن القوانين واختيار بعض الاعضاء لحركات الفتوة وفرض القوة من خلال الاستجوابات او التجمعات المسيرة?.?
إن الواقع وما? ?يحصل حاليا هو الابتعاد تدريجيا عن الحلول والعلاج الفعلي،فما هو مطروح كتعديلات وإضافات على مختلف القوانين والقرارات لا? ?يخدم الكويت كدولة تريد النمو والانتقال الى مرحلة جديدة? ?يفرضها الواقع علينا جميعا،? ?ان التجاذبات والخلافات لن تؤدى الا?  ?الى مزيد من الوهن وضعف الوضع،? ?لقد تمادى الكل،? ?نعم الكل في? ?هذا الوضع وزادوه مرارة وفجورا وسعى الجميع الى الاستفادة من الاوضاع القائمة بكل خبث ودناءة من أجل المصالح فقط ولا? ?غيرها،ولم? ?ينتبه أحد الى ما? ?يعانيه المواطن من كل فئات المجتمع ومن دون تمييز مما? ?يمر به من تداعيات? ?يومية اما ان? ?يراها من خلال العمل وسلطة الواسطة امام عينيه او محاربة الكفاءات،? ?أو أن? ?يرى العمل الحكومي? ?للدولة وقد أكله الروتين والبيروقراطية بالاضافة الى صراع التجار والمنتفعين للفوز بمكتسبات الوطن بعيدا عن أي? ?شرف وضمير،? ?وقد اثرت هذه الافعال في? ?سلوك المواطنين فأصبحوا هم من? ?يريدون الالتفاف على القانون وكسره وهم من? ?يريدون تحقيق المصالح الشخصية وكان لسان المواطن? ?يقول? »?نفسي? ?ومن بعدي? ?الطوفان?« ?وانحسرت بعد هذا تدريجيا مفاهيم الوطن والولاء للكويت أولا?.?
ولم تستطع الحكومة إزاء هذا الوضع القيام بشىء? ?يذكر أو محاولة تقليص نفوذ الطامحين للسيطرة على الامور،? ?فتركت القارب بما? ?يحمل من أفكار وصراعات لمن? ?يملك القوة والنفوذ وتولدت بعد ذلك التيارات والتجمعات علها تحصل شيئا من هذا القارب لمصالحها الشخصية،? ?لقد اختفى العمل الوطني? ?مع أهله الى? ?غير رجعة،? ?وبقي? ?لنا من ضمن ما بقي? ?أشباه الرجال الطامحين الى البروز والشهرة والمال،?  ?وانتكست المفاهيم العملية الى مناظرات وحكايا الصحف والاعلام،? ?ولم نجد على الساحة المحلية الا انقسامات تتوالد وصراعات لا طائل من ورائها تركت المضمون والمهم واتجهت الى القشور?. ?ان العلاج والحل لن? ?يكون بفعل السحر أو عوامل الوقت والزمن،? ?فما نحمله من آهات وغصات أكبر من أن? ?يتحملها البشر،وما نعيشه في? ?الكويت هو حالة استثنائية أفرزتها أطماعنا وخلافاتنا على كل شيء لكنها حالة لا تبشر بالخير أو تدعو له?.?

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك