الله يرحمك يا كرامة !!
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2010, 4:59 م 1353 مشاهدات 0
أهاجت مشاعري أنباء العدوان الصهيوني الغاشم على أفراد طاقم إغاثة إخواننا في غزة ، واختلطت تلك المشاعر بقرارات ' الفيفا ' الأخيرة بالاعتراف بنتيجة انتخابات مجلس إدارة إتحاد كرة القدم الكويتي الحاصلة في 15/11/2009 ، ولعل السبب المشترك في كلا الأمرين أن وقوعهما فيه مساس بالكرامة .
ولتوضيح المعنى الذي يسعى هذا المقال للاقتراب منه أقول والله المستعان:
أن الهجمة البربرية التي أقترفها العدوان الصهيوني على أفراد قافلة الإغاثة والمساعدات الإنسانية واستشهاد ما لا يقل عن تسعة عشر فرداً من أفراد الطاقم في هذا العمل الهمجي لن يكون له أي رد فعل في عالمنا العربي والإسلامي سوى تلكم التصريحات المتكررة من شجب وإدانة واحتجاج ، وهلم جرة ، من هذه العبارات المستفزة التي سأم منها المواطن وبات يترحم على الكرامة والعزة والنخوة والنجدة والشجاعة ، وغيرها من الصفات التي دُفنت في مقبرة التاريخ.
أما فيما يتعلق بقرارات ' الفيفا ' الأخيرة بشأن إتحاد كرة القدم الكويتي ، فحدث ولا حرج ، ففي 14/11/2009 أصدر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة قراراً حمل رقم 534/2009 بحل مجالس إدارات عشرة أندية رياضية من إجمالي أربعة عشر نادياً في ديرتنا ، إلا أن النوادي العشرة ضربوا بقرار الحل عرض الحائط ودعوا إلى جمعية عمومية غير عادية اجتمعت بتاريخ 15/11/2009 وأجروا انتخابات على إثرها تم انتخاب خمسة أعضاء يكونون مجلس إدارة إتحاد كرة القدم الكويتي ، إلا أن الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة العامة للشباب والرياضة لم تعترف بهذه الانتخابات ، لسبق صدور قرار بحل مجالس إدارات تلك الأندية العشرة في اليوم السابق على إجرائها ، كما لم يعترف الإتحاد الدولي لكرة القدم ' الفيفا ' بنتيجة تلك الانتخابات.
فلجأ أعضاء مجالس إدارات الأندية العشر المنحلة إلى قضائنا الوطني – وتحديداً القضاء الأدارى – طاعنين بالإلغاء على قرار الحل وما يترتب عليه من أثار ، أهمها الاعتراف بنتيجة انتخابات 15/11/2009 ، فقوبلت دعواهم بالرفض ، فطعنوا بالاستئناف ، فتأيد الحكم القاضي برفض دعواهم ، الأمر الذي معـه تحصن قرار الحل ، ومن ثم بطلان نتيجة انتخابات 15/11/2009 ، لأن ما بُنى على باطل فهو باطل .
إلا أن نهاية القصة لم يكن يتوقعها حتى أفضل المتفائلين ، حيث لجأ الخمسة أعضاء مجلس إتحاد 15/11/2009 إلى المحكمة الرياضية الدولية المسماة ' كاس ' ومقرها لوزان بسويسرا ، ورفعوا دعوى ضد ' الفيفا ' لإلزامها بالاعتراف بمجلسهم ، وفى 21/5/2010 أصدرت محكمة ' كاس ' حكماً لصالحهم ، فأرسل ' الفيفا ' بقراره لحكومة ديرتنا يقر باعترافه بمجلس إتحاد كرة القدم هذا ، فاختلط الحابل بالنابل ، وزعق البعض أنه لا يجوز تنفيذ الأحكام الأجنبية في ديرتنا من دون أن توضع عليه صيغة تنفيذية من قضائنا الوطني ، إلا أن هؤلاء الزاعقون لم يدركوا أن الواجب التنفيذ هي ' قرارات الفيفا ' وليس حكم ' محكمة كاس ' ، وقرارات الفيفا لا تحتاج أن توضع عليها صيغة تنفيذية ، أما أولئك الذين صدر لصالحهم حكم ' كاس ' وقرارات ' الفيفا ' فنختلف معهم جذرياً في أسلوب تنفيذ قرارات الفيفا ، إذ فور وصول قرارات الفيفا اقتحموا مقر إدارة إتحاد كرة القدم ، وكان ما كان مما تناقلته وسائل الأعلام المختلفة من استيلائهم بالقوة على مقر الإتحاد.
ولكن هناك غصة في الحلق أود أن أكشف عنها : أيهما أولى بالتنفيذ : حكم قضائنا الوطني النهائي الرافض لقرار حل مجالس إدارات الأندية العشرة وما ترتب عليه من انتخابات باطلة في 15/11/2009 ، أم قرارات ' الفيفا ' المعترفة بتلك الأنتخابات وبمجلس إداراتها ؟ !
وتبقى كلمة ..
لم أتوقع أنى حين ألملم بعض الأوراق لأجمع مادة مقالي ، أنى سوف أواجه مثل هذا الصراع بين أبناء ديرتنا .. فليرحمنا الله .. والله يرحمك يا كرامة .
المحامي دعيج الجري
تعليقات