نبيل الفضل لرئيس الوزراء: سؤالك عن الطبطبائي، واتصالك بذويه، لن يقابلها إلا بالنكران والجحود وسوء الأدب
زاوية الكتابكتب يونيو 2, 2010, 10:22 ص 3137 مشاهدات 0
3 + 3 = 5
لماذا المياه الدولية؟!
كتب نبيل الفضل
- من السهل والسهل جدا ان نشجب مع من شجب ذلك العدوان، وان ندين مع من ادان تلك الجريمة كما اسموها، ومن المريح والمربح ان نصفق لمن ذهب باختياره على ظهر السفن التركية. ولو كنا نبحث عن التطبيب على الكتف او كلمات المديح لرفعنا صور الطبطبائي وعلم فلسطين أو تركيا.
ولكننا لحسن الحظ لسنا كذلك.
فنحن لا نقبل ولا نرضى ان يذهب احدهم في مثل هذه الرحلة الانتحارية ويترك خلفه في الكويت ثلاثة أبناء معاقين لتبتلى الأم وحدها بهذه المسؤولية الكبيرة.
ونحن لا نقبل بان يرفع الحربش والمسلم صورة الطبطبائي افتخارا به في وقت كانا يستطيعان ان يذهبا معه في تلك الرحلة المشؤومة. بل هما بحاجة للاستشهاد سبيلا للجنة اكثر من الطبطبائي حفيد الرسول.
ونحن لا نقبل ان يفرض احدهم اجندته الخاصة بالفلسطينيين وحماس على جدول اعمال مجلس الوزراء الكويتي.
ونحن لا نقبل ان ينفرد الكويتيون دون غيرهم من عرب وخليجيين بالدفاع عن فلسطين التي لم يقف شعبها الا ضد حقوق الكويت ووجودها، وانكروا وجحدوا فضائلها وتمنوا احتراق ابارها.
ونحن لا نقبل ان يترك البعض وصيته ويركب البحر في رحلة يعلم انها قد تكون نهايته واستشهاده ثم يلبس السباحات والطفاحيات كي لا يغرق رغم ان الغرق استشهاد!!!.
ونحن لا نقبل بان ننسى موقف السفالة وان نطأطئ رؤوسنا لماضي حماس. لان هذه الطأطأة هي السبيل إلى زوالنا كشعب.
- نعود للموضوع الاهم. لماذا قامت اسرائيل بضرب السفينة التركية في المياه الدولية ولم تنتظرها حتى تدخل في مياهها الاقليمية؟! فاسرائيل ليست دولة عاطفية ولم تشتهر بالطيش في تصرفاتها او قراراتها، بل هي دولة تحتكم للحنكة السياسية والخبث المؤامراتي وتعتمد على المعلومات الاستخباراتية التي تستغلها لخطط بعيدة المدى.
اذن لماذا قامت بضرب السفن في المياه الدولية وهو عمل قرصنة بدلا من ضربها في المياه الاقليمية كحق مشروع في الدفاع عن النفس والسيادة؟!
الغريب ان مجلسي الدفاع والوزراء الاسرائيليين قد اجتمعا وناقشا هذه النقطة بالذات وقررا اطلاق النار على السفن في المياه الدولية!!
وهنا يجب احترام خبث الخصم بدلا من شتمه، ومحاولة استقراء مخططه قبل التسابق على وصفه بالاجرام فقط.
نحن نظن بان الهدف الاسرائيلي للاعتداء على السفن في المياه الدولية كان لاستثارة الاستياء الدولي واثارة براكين المتشددين القوميين والدينيين العرب ليطالبوا حكوماتهم وشعوبهم بالغاء التزامهم بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام، او ما يعرف بمبادرة السلام العربية.
ونظن أن الهدف الإسرائيلي قد تحقق يوم أمس فقد صوّت مجلس الأمة الكويتي بالاغلبية مطالبا بانسحاب الكويت من مبادرة السلام نتيجة لرد الفعل النيابي المنفعل، وستتبعه شعوب وبرلمانات دول عربية اخرى.
فإسرائيل لم تواجه تهديداً في تاريخها مثلما واجهت تهديد مبادرة السلام السعودية، التي فاجأتها وأحرجتها أمام دول العالم والدول الصديقة لها.
واذ لم يكن بوسع اسرائيل ان ترفض تلك المبادرة فقد سعت إلى المماطلة والمماحكة والتفاصيل كي تحبطها، ولكن اصرار المعتدلين العرب حال دون نجاح سعي إسرائيل، فكان لابد من عمل يدفع الغضب والطيش السياسي العربي نحو نتيجة حتمية هي الانسحاب من المبادرة والغاء الالتزام بها.
ومن ايمان عميق بالقدرات الاستخباراتية الاسرائيلية وخبث مخططاتها وقدرة اصابعها الخفية، فلن نستغرب بتاتاً ان اثبتت الأيام ان فكرة ارسال تلك السفن قد كتبت في تل ابيب واخرجت في اسطنبول دون علم تركيا، فشارك في تمثيل الدور عدد من المتحمسين والسذج والباحثين عن الشهرة.
- حسب الزميلة القبس وحديثها عن الزميلة منى ششتر المحتجزة حاليا في اسرائيل على صفحة 17 من عدد الامس، فان فكرة السفينة من تركيا الى غزة قد انطلقت من اصفهان في ابريل الماضي!! طبعا لا يخفى تلاقي ايران والاخوان المسلمين على قضية حماس!.
- رغم عدم ايماننا بل واستهجاننا بما قام به الكويتيون المشاركون في رحلة الموت لأجل فلسطين وحماس غزة، إلا اننا نتمنى ونأمل ان يعيدهم الله بالسلامة الى اهلهم وذويهم.
نتمنى عودتهم ليس حرصاً على أرواحهم فهم ذهبوا طمعاً بالموت والاستشهاد كما ذكروا، ولكن حرصاً على أهلهم ممن لا ذنب له، خاصة ذلك الأب الذي ترك خلفه ثلاثة معاقين.
- ونقول لسمو رئيس الوزراء انك مازلت تزرع في أرض سبخة فمثلما عض الطبطبائي يدك التي قدمت لمبرته المشبوهة مساعدات دسمة، فإن سؤالك عنه واتصالك بذويه من دون غيره من رهائن لن يقابلها وليد الطبطبائي إلا بالنكران والجحود وسوء الأدب.
والأيام بيننا يا سمو الرئيس.
- كما نسأل سمو الرئيس عن السر في هذا الاهتمام الحكومي الذي جعل اجتماع مجلس الوزراء اجتماعا مفتوحا، وهي سابقة لم نشهدها حتى عندما ضربت اسرائيل لبنان كلها!.
فان كان لاجل سلامة الكويتيين الثمانية عشر، فاثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 2006 كان هناك آلاف الكويتيين في لبنان، فلماذا لم يجتمع مجلس وزرائنا اجتماعا مفتوحاً آنذاك؟!
أعزاءنا
نظن ان من اهداف ضرب تلك السفن في المياه الدولية هو استفزاز الحكومة التركية لترتكب حماقات تؤدي الى تدخل الجيش التركي أو على اقل تقدير تنهي فرص تركيا في الانضمام للسوق الأوروبية المشتركة.
أما نحن فأهدافنا استجواب رئيس وزرائنا على تلوث بيئي قديم أو قوانين رياضية كتبتها الشخصانية المستعجلة. عاشت الكويت.
نبيل الفضل
تعليقات