تكبيل اليدين والأرجل بالأصفاد وربطهما بالسرير هذه هي 'المعاملة مميزة' التي نقلها المسؤولون للأوساط الدبلوماسية الغربية عن الجاسم .. ما يراه الديين ب 'المعاملة مميزة'

زاوية الكتاب

كتب 1359 مشاهدات 0


 

يالها من معاملة مميّزة؟!

كتب احمد الديين

تتداول الأوساط الدبلوماسية الغربية في الكويت تفاصيل اتصال هاتفي جرى مع أحد المسؤولين للاستفسار عن سبب استمرار حبس سجين الرأي الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم، حيث تنقل هذه الأوساط عن هذا المسؤول أنّ رده اقتصر على القول: إنّ الجاسم يتمتّع بمعاملة مميّزة!
ولنفترض أنّ الصديق الزميل الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم يتمتّع حقا بمعاملة “مميّزة”، مثلما يدعي هذا المسؤول، فإنّ هذه المعاملة “المميّزة” لا تغيّر من كون الجاسم سجين رأي قابعا في زنزانات السجن المركزي، وقبله محتجزا في أمن الدولة... مثلما لا يمكن أن تقلل مثل هذه المعاملة “المميّزة” المزعومة من خطورة ما تمّ توجيهه من اتهامات مُغالية ومُبالغ فيها إلى كاتب رأي كويتي بالقفز إلى قانون جرائم أمن الدولة بناءً على بلاغ وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، وذلك تجاوزا على قانون المطبوعات والنشر، الذي يُسقط بالتقادم معظم هذه الاتهامات، فيما يتصل بكتابيه المجازين من وزارة الإعلام للتداول في الكويت: “آخر شيوخ الهيبة” و”شيوخنا الأعزاء”، مالم تكن مثل هذه الاتهامات وسواها، خصوصا المتصلة منها بمقالاته المنشورة على موقعه الإلكتروني “ميزان”، اتهامات وجرائم غير قائمة بالأساس انطلاقا من المبدأ الدستوري القائل إنّه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنصّ، إذ ليس هناك تشريع لجرائم النشر الإلكتروني، مثلما سبق أن أوضح هذا النائب العام المستشار الأستاذ حامد العثمان في حديثه الصحافي، الذي نشرته صحيفة “القبس” في عددها المرقم 12630 الصادر بتاريخ 27 يوليو من العام 2008، فهل هذه هي المعاملة “المميّزة”، التي يُدعى أنّ الأستاذ الجاسم يتلقاها؟!
أم أنّ المعاملة “المميّزة” هي تلك، التي أشار إليها الأستاذ الجاسم في لقائه مع زملائه المحامين عن تكبيل يديه ورجليه بـالأصفاد وربطهما بالسرير بعدما نُقِل إلى المستشفى العسكري يوم السبت 15 مايو، إثر تدهور حالته الصحية بسبب إضرابه حينذاك عن الطعام وامتناعه عن تناول الأدوية؟!
أم أنّ المعاملة “المميّزة” المزعومة، التي يتلقاها الأستاذ الجاسم كانت في الطريقة الاستعراضية، التي جرى فيها نقله من المستشفى العسكري إلى السجن المركزي صباح يوم الأحد الماضي 16 مايو في موكب مسلح يضم ثلاث سيارات معتمة الزجاج للقوات الخاصة بحراسة ثلة من رجال الأمن المقنّعين...وكأنّ الجاسم عنصر إرهابي خطير يُخشى فراره بعملية مسلحة ستقوم بها جماعته، وليس كاتب رأي مسالم سلّم نفسه بنفسه إلى أمن الدولة بعد صدور أمر إلقاء القبض عليه؟!
أو ربما تمثّلت المعاملة “المميّزة” المزعومة، التي يتلقاها الأستاذ الجاسم في تأجيل موعدي جلستين من جلسات محاكمته في اثنتين من سلسلة القضايا والشكاوى والبلاغات المرفوعة ضده بسبب آرائه ومقالاته، حيث لم يتمكن من حضورهما بسبب حبسه احتياطيا في السجن المركزي!
هذه هي حقيقة المعاملة “المميّزة” المزعومة، التي تلّقاها الأستاذ الجاسم... ولكن هناك في المقابل حقا معاملة “مميّزة” تلقاها قضية سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم داخل الكويت وخارجها... إذ يكفي للدلالة عليها أن ينعقد خلال أقل من أسبوع اجتماعان شعبيان وتنطلق مسيرتان للمطالبة بإطلاق سراحه... وأن تصدر بيانات من مختلف مؤسسات المجتمع المدني ومن العديد من التجمعات السياسية على اختلافها تعترض على استمرار حبسه... ويكفي أن تندد باحتجازه المنظمات الدولية الكبرى المعنية بحقوق الإنسان بدءا من منظمة العفو الدولية، مرورا بمراقبة حقوق الإنسان، وصولا إلى “مراسلون بلا حدود”... هذا ناهيك عن تضامن العديد من الشخصيات السياسية والثقافية الخليجية والعربية معه... وأخيرا، جاء اهتمام الكونغرس الأميركي بقضية سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم ليمثّل نقلة نوعية للمعاملة “المميّزة”، التي تلقاها هذه القضية، بغض النظر عن المعاملة، التي يلقاها شخص صاحبها...!
“الحرية لمحمد عبدالقادر الجاسم”.

الآن - عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك