التحالف الوطني في بيانه عن قضايا الرأي:
محليات وبرلمانمكانها ساحات النيابة والقضاء العادل، وليس أمن الدولة
مايو 18, 2010, 8:24 م 1809 مشاهدات 0
أصدر التحالف الوطني الديمقراطي بيانا صحافيا، تطرق فيه بوجوب قيام الحكومة بقبول التوصيات الحقوقية الدولية بأن يكون قبولا فعليا لا شكليا، وكذلك لقضايا الرأي التي رفعتها السلطة والحكومة تجاه الصحف والكتاب، نص بيان التحالف الوطني أدناه:
تابع التحالف الوطني الديمقراطي جلسة استعراض ملف دولة الكويت أمام مجلس حقوق الأنسان والتي عقدت في جنيف مؤخرا، وما انتهت اليه الجلسة من توصيات دولية عديدة قبلت منها الكويت 114 توصية، فيما رفضت عددا أخر ووعدت بدراسة توصيات أخرى على أن يتم الرد عليها لاحقا.'
ويرى التحالف أن جلسة الاستعراض تعتبر فرصة مهمة للسلطتين التشريعية والتنفيذية للوقوف على الملاحظات الدولية تجاه ملف الكويت الحقوقي، وأخذها في الاعتبار للارتقاء بوضع حقوق الإنسان داخل الكويت أولا، وتحسين صورة الكويت أمام المجتمع الدولي، لافتا الى أن التوصيات التي قبلت بها الكويت هي توصيات متناغمة مع روح الدستور الذي يرعى ويحفظ كرامات الأفراد، بل هي مواد موجودة في الدستور يتجاهل تطبيقها على أرض الواقع، سواء من ناحية السلطة التنفيذية أو التشريعية التي بدأت تسن قوانين تتعارض وحقوق الإنسان.
لقد قال رئيس الوفد الكويتي في جلسة الاستعراض، وزير الشؤون الإجتماعية والعمل د. محمد العفاسي، أن قبول الكويت بالتوصيات لأنها مطبقة على أرض الواقع، غير أن أرض الواقع يختلف تماما مع ما تفضل به الوزير العفاسي، ويكفي القول أنها لو كانت مطبقة لما كانت توصيات دولية توجه الى الكويت، وأن كانت هناك قوانين تتطابق مع تلك التوصيات فعلى الوزير العفاسي كونه المعنى بملف حقوق الإنسان في الكويت أمام المنظمات الدولية أن يقر أنها قوانين حبر على ورق، لأن وضع حقوق الإنسان في الكويت في تراجع عام وان كانت هناك بعض التحسنات الطفيفة في بعض الملفات.
وما أدل من ذلك سوى تقرير الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان لعام 2009 والذي استعرض جملة من الملفات التي مازالت معلقة، ومنها حقوق المرأة الاجتماعية والمدنية، وحقوق العمالة الوافدة بشكل عام والمنزلية منها بشكل خاص، وملف غير محددي الجنسية 'البدون' وتردي أوضاعهم الإنسانية، وتراجع مستوى حرية التعبير والرأي، وهي ذات القضايا التي طرحت على الكويت دوليا في جنيف، ونتساءل هنا، كيف يقول الوزير العفاسي أن تلك التوصيات مطبقة 'فعلا' بينما كل التقارير الحقوقية المحلية والدولية تؤكد عكس ذلك.
فكم من اضراب قامت به العمالة الوافدة، واعتصام أمام مبنى وزارة الشؤون وإدارات العمل حتى يحصلوا على رواتبهم المتأخرة منذ أشهر، وأصبح هرب العاملات والعاملين في المنازل أمر شبه يومي لسوء المعاملة التي يلقونها من مخدوميهم، فلم نرى قانونا يطبق تجاههم ولا حقوقا لهم استرجعت.
وكم من شخصية منعت من دخول الكويت بأمر من السلطة لأنها تحمل فكرا وعلما لا يتوافق وأهواء التيار الديني والطائفي المتشدد.
وليس بعيدا عن ذلك، فإن عدد قضايا الرأي التي رفعتها السلطة والحكومة تجاه الصحف والكتاب هو مؤشر واضح على تراجع مستوى حريات التعبير في الكويت، حتى أصبحت أمرا نادرا في ظل قانوني مطبوعات ومرئي هو أساسه يصادر الحريات بتشدده الذي أصبح هو الآخر يطبق بانتقائية سياسية، وما القضايا الاخيرة الا خير شاهد على ذلك، بل وتعدى الأمر الى أن تكون قضايا النشر محل تعامل جهاز أمن الدولة وليس النيابة العامة وساحات القضاء العادل وهو ما يعرض حريات التعبير الى مخاطر كبيرة، ونؤكد في هذا الصدد أن الدول الديمقراطية لا تواجه تحديات النشر والتعبير عبر تقييدها بل عبر القنوات القانونية والدستورية، والكويت ليست استثناءا من ذلك.
ولقد كانت حرية التعبير والرأي في الكويت مثار انتقاد واسع من قبل المؤسسات الحقوقية الدولية في تقاريرها الأخيرة، ونقطة سوداء كبيرة من نقاط كثيرة في ملف حقوق الإنسان الكويتي.
أن قبول التوصيات الحقوقية لا يجب أن يكون قبولا شكليا، بل فعليا من خلال مراجعة حقيقية للقوانين ومدى موائمتها مع حقوق الإنسان من ناحية، ومن ناحية أخرى مدى الالتزام الحكومي في تطبيقها.
تعليقات