وليد الطبطبائي ردا على معارضي دعوة النفيسي: يريدون ان نبتعد عن السعودية التي آوت نصف مليون كويتي خلال الاحتلال العراقي
زاوية الكتابكتب مايو 17, 2010, 1:42 ص 2299 مشاهدات 0
ديوان العرب
ما أغاظهم في كلام النفيسي
كتب د.وليد الطبطبائى
اثارت المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبدالله النفيسي قبل ايام هجوما شنيعا من بعض الاطراف ضد الدكتور اذ اتهمته بالدعوة الى قلب النظام العام والمساس بسيادة دولة الكويت بسبب دعوته الى وحدة خليجية تحل الدول الخليجية الصغيرة، مثل الكويت، من خلالها مشكلة امنها الخارجي.
وقد راجعت المحاضرة كما هي منشورة في الانترنت ووجدت ان النفيسي قال ما نصه: «هذه الدول الاربع (الكويت، البحرين، قطر، الامارات) لا يمكن لأي منها ان تحقق امنها الداخلي الا وفق صيغة وحدوية مع كتلة مجلس التعاون الخليجي» ثم طرح سؤالا افتراضيا فقال «.. هب ان مجلس التعاون الخليجي تجاوز عن حساسياته وتوحد في دولة واحدة، وتخيلوا لو عاصمة هذه الدول هي المدينة المنورة حيث الرسول صلى الله عليه وسلم.. كيف تكون قوتها المعنوية؟ قوتها المعنوية ستكون عظيمة، والطاقة التي ستحملها في طياتها ستكون اعظم..».
ويرى النفيسي ان الكويت «لن تستطيع ان تحقق المتطلب الادنى من امنها طالما ظلت هكذا شظية جغرافية مثلها مثل قطر مثل البحرين مثل الامارات شظايا جغرافية لا تتحمل هذه الضغوط..».
وقد يتفق اي شخص او يختلف مع وجهات نظر الدكتور النفيسي وخصوصا بعض تنبؤاته السياسية المستقبلية، ولكن بالتأكيد لا يمكن لاحد ان يفسر كلامه على انه دعوة لتغيير نظام الحكم الكويتي او المس بسيادة الدولة، فالرجل يتحدث عن حقائق التهديد الاقليمي ويقترح حلولا من منظور فكرة الوحدة الخليجية لا أكثر.
واعتقد بأن اكثر ما اغاظهم في كلام النفيسي هو دعوته للدول الخليجية الصغيرة الى ان «تلتحم في صيغة وحدوية مصيرية مع دول مجلس التعاون وبالذات مع المملكة العربية السعوية، والسعودية هي موضع الثقل وهي الدولة التي ينبغي ان نلتصق بها وهي الدولة القادرة على تحقيق الحد الادنى من امنها الداخلي وامننا الداخلي اما وحدنا فلن نستطيع اطلاقا مواجهة التحديات القادمة..».
من يهاجمون النفيسي يريدون ان تكون الكويت «على مسافة واحدة من طهران ومن الرياض» كما يزعمون ويأملون، يريدون ان نبتعد عن السعودية التي آوت نصف مليون كويتي خلال الاحتلال العراقي وتلقت من اجلنا عشرات الصواريخ وسخرت اراضيها وثرواتها من اجل تحريرنا، وان نقترب من ايران التي تهددنا وترسل الجواسيس الى بلادنا وتثير الفتنة والفرقة في مجتمعنا.
هم كانوا يمدحون النفيسي عندما كان يتعاطف مع ايران في مواجهة الولايات المتحدة وينتقد السعودية والخليجيين، والآن صاروا يهاجمونه فقط لانه رأى مصلحة وطنية كويتية خليجية في التوحد امام التهديدات الخارجية وأولها التهديد القادم من شرقي الخليج.
د.وليد الطبطبائي
تعليقات