فؤاد الهاشم يسخر من مبالغة وزارة الأشغال فى حجم الإنفاق على تطوير طريق الجهراء
زاوية الكتابكتب مايو 17, 2010, 12:04 ص 1409 مشاهدات 0
«الحب العذري»… الكويتي!!
كتب فؤاد الهاشم
.. «الحب العذري».. هل تعرفونه أو حتى سمعتم عنه في أيامنا الحالكة هذه؟! انه الحب الذي يجعل العاشق يعشق رؤية محبوبه، فإن غاب عنه، اشتاق اليه، وان شاهده لم يود فراقه، وان فارقه انشغل عقله وقلبه به.. وهكذا!! الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب ترجمها في اغنيته الجميلة.. «عشق الروح للروح باقي، لكن عشق الجسد.. فان»! وهذا – بالمناسبة - «حجي ماخوذ خيره»!! في كتب التراث العربي القديم كنا نقرأ ما يلي.. «وظل يناجي محبوبته في ظلام الصحراء حتى.. غشى عليه»! أو.. «جلس امام قبر حبيبته يلقي عليها اشعاره حتى سقط على جنبه وغشى.. عليه»! يحكى ان اعرابيا شاهد شابا مغبر الرأس، اشعث الذقن، حافي القدمين، يسير هائما في الصحراء، فناداه وسأله.. «من أي الاقوام.. انت»؟ فرد الشاب.. «انا من قوم اذا عشقوا.. ماتوا»، فصرخ الاعرابي – وكأنه اكتشف تركيبة اليورانيوم الايراني المخصب - «انت عذري.. ورب الكعبة»! أي ينتمي الى قبيلة تدعى «بني عذرة» ومنها اشتق لفظ الحب «العذري» - عبر التاريخ – لأن كل رجالها ونسائها لا يعرفون سوى هذا النوع من المشاعر.. الحالمة!!
تأكد لي – بما لا يدع مجالا للشك على الاطلاق – ان الحكومة الكويتية – وتحديدا وزير الاشغال العامة – من الذين يعشقون المواطن الكويتي عشقا عذريا ويبذلون من اجل اسعاده كل غال ونفيس، بعد ان وصلتني رسالة اخبارية من خدمة «الوطن – نيوز» بتاريخ 2010/4/24 – واثناء وجودي في نيويورك – تقول اسطرها.. «وكيل الاشغال عبدالعزيز الكليب: الوزارة تنفذ تطوير طريق الجهراء قريبا بكلفة 265 مليون دينار، وبطول «11» كيلومتراً، وسنحتاج خمس سنوات لانجازه»!! انتهى الخبر.. «العذري»!! بمساعدة الآلة الحاسبة، فإن تقسيم مبلغ 265 مليون دينار على «11 كيلومترا»، يعني ان تكلفة الكيلومتر الواحد تبلغ حوالي 24 مليون دينار فقط لا غير، أي ان المتر الواحد من طريق الجهراء «الموعود» يتكلف 24 الف دينار، ويحتاج الكيلو متر الى اكثر من خمسة اشهر.. لانجازه!! بعد البحث والتقصي، عرفت سر هذا الحب العذري الجارف من الحكومة للشعب، وهي ان طريق الجهراء سيتم رصفه بعشرة اطنان من الزبدة الدنماركية من نوع «لورباك» ثم يصب فوقه عشرة اطنان من العسل «الدوعني» الممتاز، وبعدها، توضع طبقة بسماكة نصف متر من «توست المطاحن الابيض اللذيذ» ويرش عليه حوالي نصف مليون لتر من «الماي المقري عليه» من قبل مشايخ خمسة تيارات اسلامية بعضها ممثل بأعضاء في مجلس الامة وبعضها من خارجه!! يقال ان عقد صيانة هذه الكيلومترات الاحدى عشرة سيعهد بها الى الهيئة العامة للزراعة وهواة تربية النحل ووكلاء الزبدة الاوروبية والامريكية.. ايضا!! لم نعد بحاجة الى «عذرة»، صرنا نرغب.. باعتذار!
???
.. من الكفاءات الجيدة التي تستحق التقدير والاحترام في وزارة الداخلية اللواء «خالد الديين» المدير العام للمؤسسات الاصلاحية، وله سجل امني حافل بالانجازات الباهرة التي جعلته اهلا للرتبة العالية التي يحملها والكرسي الهام الذي يشغله، وبالتالي، لا أرى مبرراً لتدخل وكيل وزارة الداخلية لالغاء قرارات ادارية يتخذها أي مدير عام لأي ادارة من «الداخلية» وليس فقط بالنسبة الى اللواء «الديين» حيث «تناهى الى اسماعي» ان وكيل الوزارة ألغى قرارا اداريا اصدره اللواء يتعلق بموظفة مشاغبة نتيجة ضغوط ووساطات من خارج الوزارة، فإن كنا لا نثق بكبار ضباطنا في أمور بسيطة كهذه ونتدخل في اختصاصاتهم، فلماذا لا نحيلهم – جميعا – الى التقاعد أو ديوان الوزارة ونجعل وكيل الوزارة مديرا على كل.. الادارات حتى نريح.. ونستريح؟! ومنا الى معالي وزير الداخلية الذي نعرف جيدا انه يحترم ضباطه ويقدرهم حق تقدير ولا يحب حكايا.. «خشمك.. اذنك، وبغيناها منك، و.. تكفا.. الى آخره»!! لأننا اما ان نكون دولة قانون أو ديرة فريج.. «بن عاقول»!!
فؤاد الهاشم
تعليقات