العضو السابق الجري يرفض الخصخصة

زاوية الكتاب

كتب 2336 مشاهدات 0

المحامي دعيج الجري

 

وَلَدِىَ .. أَعْلَنْتُ رفضَىْ لْقَانُوْنِ الْخَصْخَصَةِ 
 
وَلَدِىَ .. بِالْرَّغْمِ مِنَّا أَحْيَانَاً قَدْ نُجْبَرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَلا نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَمْنَعُهُ .. لَكِنْ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نُعْلِنَ رَفَضْنَا .. عِصْيَانَنَا .. وَهَذَا مَا فَعَلَتْهُ . 
وَلَدِىَ .. هِيَ أَحَبُّ بِلادِ الْلَّهِ إِلَىَ قَلْبِيْ .. أَتَنَفَّسُ هَوَائِهَا .. أَعْشَقُ صُبْحُهَا وَلَيْلُهُا .. تَمْتَزِجُ كُرَاتٍ دُمَىً الْبَيْضَاءُ وَالْحَمْرَاءِ مَعَ تُرَابٍ أَرْضِهَا . 
وَلَدِىَ .. أَجْدَادَكْ ذَاقُوا الْمَرَارَةَ لِكَيْ يَبْنُوْا ' كُوِيَتْ ' الْيَوْمَ .. لكي تنْعِمْ أَنْتَ وَأَبْنَاءَكَ بِخَيْرَاتِ هَذَا الْوَطَنِ .. لِكَيْ تَكُوْنَ أَنْتَ سَيِّدُ قَرَارِكَ وَلا يَتَحَكَّمُ فِيْكَ أَحَدٌ .. لَكِنْ الْيَوْمَ يُرِيْدُوْنَ بَيْعَ هذا الْوَطَنِ . 
وَلَدِىَ .. لا تَخْدَعْـكُ أَقْوَالِهِمْ .. وتَبُرِيْرَاتِهُمْ مِنْ أَجْـلِ ' تَمْرِيْرُ' قَانُوُنٍ الْخَصْخَصَةِ .. فَهُمْ مُخَادِعُوْنَ .. مَخْدوعُونَ .. لا يُدْرِكُوْنَ أَنَّهُ بَعْدَ حِيْنٍ سَوْفَ نَبْكِى عَلَىَ أَطْلالِ مَا يَصْنَعُوْهُ فِيْنَا . 
وَلَدِىَ .. أُعْلِنَ أَنْتَ أَيْضاً عِصْيَانِكَ .. أَرْفُضُ كُلَّ أَرَائِهِمْ .. بِرَبِّكَ لا تُفَرِّطْ فِيْ شِبْرٍ وَاحِدٍ مِنْ تُرَابٍ هَذَا الْوَطَنِ .. فَلَيْسَ يَا وَلَدِىَ لَنَا وَطَنْ سِوَاهُ . 
وَلَدِىَ .. لَيْسَ ' الْمَالِ ' فِيْ الْدُّنْيَا كُلَّ شَيْءٍ .. فَحَبَّ الْوَطَنِ أَغْلَىْ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ .. نَحْنُ مِنْهُ .. وَهُوَ فِيْنَا .. أَهٍ يَا صَغِيْرِيْ لَوْ فقِدَتْ وَلائِكْ .. خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٍ . 
وَلَدِىَ .. لَيْسَ لِيَ حِيْلَةٌ سِوَىْ قَلَمِيْ .. سِوَىْ صَوْتِيّ أَرْفَعُهُ وَأَصْرُخُ : لا تَبِيْعُوْا دِيْرَتِنَا .. لا تَجْعَلُوْا مِنَّا عَبِيْدَا فِيْ سُوْقِ الْنِخَاسَةِ يَشْتَرَيْنا مَنْ يَدْفَعُ فِيْنَا الثَّمَنِ الأعْلَىَ .. فَثَرْوَاتُنَا لَيْسَتْ سِلْعَةً تُبَاعُ وَتُشْتَرَىْ . 
وَلَدِىَ .. فِيْ كُتُبِ الْتَّارِيْخِ كَانَ ظُهُوْرُ ' الْخَصْخَصَةِ ' فِيْ الْدُّوَلِ الْفَقِيْرَةِ الَّتِيْ عَانَتْ مِنْ عَجَزِ فِيْ سْيوَّلْتِهَا الْمَالِيَّةِ .. فَهَلْ نَحْنُ دَوْلَةً فَقِيْرَةٌ ؟ ! أَمْ أَنَّ الْعَجَزَ يَا وَلَدِىَ أَصَابَ تَفْكِيْرِ الْرِّجَالِ ؟ ! 
وَلَدِىَ .. حِيْنَ يَحْتَارُونَ يَخْتَرِعُوْنَ أَشْيَاءَ غَرِيْبَةٌ .. وَأَخَّرَهَا الْخَصْخَصَةِ .. وَقَبْلَهَا زَرَعُوْا كَامِيْرَاتِ مُرَاقِبْـةِ فِيْ سَاحِـةِ إِرَادَتُنَا .. هُمْ يُقْهَرُوْنَ فِيْنَا الْرَّأْيِ .. يَسْلُبُونَ مِنَّا إِرَادَتُنَا . 
وَلَدِىَ .. مُهِمَّا قَالُوْا لا تِصَدِّقْهُمْ .. لا يَخْدَعُوْكَ بِمَعْسُولِ الْكَلامِ .. فَكُلُّ دِرَاسَاتِهِمْ فَشِلَ .. وَكُلُّ مَشَارِيْعِهِمْ فَشِلَ .. وَكُلُّ خُبَرَائِهُمْ فَشِلَ .. وَأَوْهَامِهِمْ فَشِلَ .. مَا أهون الْعُمُرِ يَا صَغِيْرِيْ حِيْنَ تُسَيْطِرُ الأَوْهَامُ عَلَىَ عُقُوْلِ الْرِّجَالِ .
وَلَدِىَ .. مَا زَالَ فِيْ دِيْرَتِنَا بَعْضٍ رِجَالٌ يَرْفُضُوْنَ الْخَصْخَصَةِ .. لَكِنَّهُمْ مِثْلِيّ سِلاحَهُمْ ' كَلِمَةُ ' .. يَا لَيْتَ هَاذِيّ الْكَلِمَةُ تُحْمَى أَرْضِنَا قَبْلَ أَنْ يُضَيِّعَ مِنَّا كُلُّ شَيْءٍ . 
وَلَدِىَ .. أَعْلَنَهَا صَرَاحَةً أَنَّكَ ضِدَّ ' الْخَصْخَصَةِ ' .. أَنَّكَ ضِدَّ أَنَّ يَجِيْءُ غَرِيْبٌ يَتَحَكَّمُ فِيْنَا وَيَجْعَلُنَا فِيْ أَوْطَانِنَا نَحْنُ الْغُرَبَاءْ .. أَعْلَنَهَا يَا وَلَدِىَ صَرِيْحَةٌ أَنَّكَ ضِدَّ أَنَّ تُبَاعَ وَتُشْتَرَىْ . 
 
وَتَبْقَىَ كَلِمَةُ ... 
وَلَدِىَ .. كُنْ مِثْلِيّ وَمَثَلُ جَدُّكَ .. لا تُفَرِّطْ فِيْ حَبَّـةِ رَمْلِ مِنْ تُرَابٍ هَـذَا الْوَطَـنِ .. حَتَّىَ وَإِنْ إحتالوا وَأَسْمَوْهَا ' الْخَصْخَصَـةِ ' .. فَهُوَ إِذَا ضَاعَ ضِعْنَا مَعَهُ . 
 
الْمُحَامِيَ 
دُّعَيْجَ الْجَرْي

كتب: المحامي دعيج الجري

تعليقات

اكتب تعليقك