الديين يكتب ل((الآن)) عن أسباب اعتقال الجاسم:

زاوية الكتاب

جرائمه: رفع سقف الحرية وجرأته وتنبيهه للقادم من الأخطار

كتب 6287 مشاهدات 0


خص الكاتب والشخصية الوطنية المعروفة الأستاذ أحمد الديين بالمقال التالي عن أسباب اعتقال محمد عبدالقادر الجاسم (للمزيد أنظر الرابط: http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=52347&cid=48

مقال خاص لجريدة الإلكترونية

موعد السبت الدائم مع محمد الجاسم
بقلم: أحمد الديين
 منذ خمس سنوات اعتدنا في صباحات أيام السبت أن نقرأ المقال الأسبوعي الجديد للصديق الزميل الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم المنشور على موقعه الإلكتروني على شبكة الانترنت، ولكن موعدنا هذا السبت مع أبي عمر مختلف تماماً، إذ سيكون وقفة تضامنية مستحقة معه بعدما أصبح سجين رأي، وذلك أمام 'قصر العدل' في السابعة من مساء اليوم.
 قرأنا لمحمد الجاسم واتفقنا معه؛ وأحيانا كنا نختلف، ولكننا لم نتوقع أن تُساق ضده اتهامات جائرة باطلة لا أساس لها حول مقالاته ومؤلفاته، التي كتبها خلال السنوات الخمس الأخيرة، ولم نحسب أن يأتي يوم يخضع فيه كاتب كويتي معارض إلى تحقيق سياسي مطوّل حول آرائه وأفكاره وكتاباته كلها... لم نظن أن يجري حبس محمد الجاسم أو غيره من كتّاب الرأي الكويتيين وأن تحجز حريته في مقر 'أمن الدولة' وكأنّه جاسوس عميل أو إرهابي خطير، وأن تُمنع عنه زيارات أهله ويُحال بينه وبين اللقاء بمحاميه في مقر احتجازه، خصوصاً بعدما بدأ منذ مساء الأربعاء إضرابه عن الطعام وعن تناول أدوية القلب، الذي يحمل هموم الكويت، وسبق أن أجريت له عملية فتح صدر رئيسية وتسع عمليات قسطرة لوضع دعامات لشرايينه الضيقة.
 وإن كان أبو عمر قد اقترف جرائم، مثلما يدعون، فهي ثلاث... جريمته الأولى أنّه رفع سقف النقد السياسي المباح في إطار حرية التعبير إلى مستويات أزعجتهم وكشفت عجزهم وفضحت فسادهم... أما جريمته الأخرى فهي صراحته غير المعهودة وجرأته غير المسبوقة... وجريمته الثالثة أنّه نبّه مبكراً إلى بعض ما حدث ويحدث أو سيحدث!
 أما جرائم العيب في ذات الأمير؛ والتطاول على مسند الإمارة، والتحريض على تقويض نظام الحكم فهي اتهامات باطلة متهافتة... فمحمد عبدالقادر الجاسم رجل قانون قبل أن يكون كاتباً، وهو وطني كويتي يقدّر أميره ويرفض المساس بالمقام السامي، بل لقد سبق أن حظي بشرف لقائه أكثر من مرة بعد العام 2005، وتشرّفت شخصياً بأن حضرت أحد تلك اللقاءات في العام 2007، بل لقد تشرّف أبو عمر فأهدى نسخاً من كتبه إلى مقام الأمير، وما كان يمكن أن يتجرأ ويهديها ويعرضها بين يدي سموه لو أنّ هذه الكتب كانت تتضمن شيئاً مما أشارت إليه الاتهامات الباطلة من جرائم.
 باختصار، لقد ضاقت صدورهم من قلم محمد الجاسم، وحاولوا إسكات صوته فعجزوا، وهاهم يكررون محاولاتهم الفاشلة... أما لسان حال أبي عمر فربما عبّرت عنه القصيدة الشهيرة للشاعر خليل مطران:
 كسّروا الأقلام هل تكسيرها يمنع الأيدي أن تنقش صخرا/ قطّعوا الأيدي هل تقطيعها يمنع الأقدام أن تركب بحرا/ حطّموا الأقدام هل تحطيمها يمنع الأعين أن تنظر شزرا/  أطفئوا الأعين هل إطفاؤها يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا/ اخمدوا الأنفاس، هذا جهدكم وبه منجاتنا منكم... فشكرا.    

 

أحمد الديين-الآن-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك