لماذا لايريد الجنرال ري أودرينو الانسحاب من العراق؟

عربي و دولي

2230 مشاهدات 0

الجنرال أودرينو وحلاقة في الميدان

كان الالتزام المؤسسي  للولايات المتحدة هو مايعول عليه العراقيون لانسحاب قوات الاحتلال من بلادهم ، حيث كان من المقرر ان تقوم الولايات المتحدة  في منتصف مايو الحالي بسحب عدد كبير من جنودها البالغ عددهم حاليا 98 ألف جندي ليبقى حوالي 50 الف جندي فقط ، لكن الحديث يدور حاليا عن تآكل ذلك  الالتزام المؤسسي  وقيام واشنطن بقراءة انتقائية و منحازة للمشهد العراقي حيث سيكون هناك تأخير للانسحاب  قد يمتد الى  شهر يونيو 2010م .
ورغم ان الفترة الزمنية لتأخير الانسحاب المزمع القيام به  قصيرة جدا إلا ان التوازنات الطائفية لازالت غير مستقرة كما ترى الولايات المتحدة  منذ انتخابات السابع من مارس الماضي .يضاف الى ذلك  مايدور حول إعادة  توزيع السيطرة على  قوات الامن العراقية . و القلق حيال  اتفاق تقاسم السلطة بين ائتلافي  دولة القانون  بزعامة نوري المالكي و الوطني العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم والذي تم الاعلان عنه مؤخرا،والذي يمثل خصما من رصيد  الاستقرار في العراق حيث انه  تحالف غير مستساغ من السنة في العراق الذين سيسارعون للسلاح  كالعادة لوقف عملية تهميشهم.
يضاف الى ذلك الخوف من استمرار فراغ السلطة رغم تشكل الحكومة من ائتلافي المالكي والحكيم حيث إن تقاسم السلطة يعد من المفاهيم الحديثة في العراق، وسيكون من العسير تطبيقه والعمل به بين غرماء الامس السياسيين .
كما ان من الاسباب الاخرى لتأخير الانسحاب عدم تقبل الولايات المتحدة لاعادة تجربة التعامل مع حكومة تدين بالكثير لطهران التي بثت شبكات تجسسها لرصد تحركات القوات الاميركية في المنطقة. يضاف الى ذلك عدم الارتياح الخليجي حيال الحكومة التي ستعلن نتيجة لهذا التحالف،وهو شعور أحاط بالقمة التشاورية التي عقد أمس في الرياض بين قادة دول المجلس دون جدول اعمال معلن،رغم أن الملف العراقي كما يرى العديد من المراقبين كان من أهم الملفات الامنية على طاولة الزعماء الذين اجتمعوا لسويعات قليلة .
ولعل أوضح اشارة لعدم ارتياح الولايات المتحدة لما آلت اليه الامور في العراق خطاب المرونة  في الالتزام بتاريخ محدد  للانسحاب  والذي جاء  في  كلمات قائد القوات الاميركية في العراق  الجنرال  ري أودرينو Gen. Ray Odierno الذي يرى أن لا خرق لاتفاق الانسحاب لو  تم تأجيل انسحاب لواء مقاتل  واحد  يبقى لحفظ الامن في كركوك شمال العراق  حيث ان طبيعة الخلاف بين العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة أخرى حول مدينة كركوك كاد أن  يعيق تمرير قانون الانتخاب هناك وهاهي المدينة تعطى الجنرال أودرينو ذريعة البقاء في العراق
وتجدر الاشارة الى ان ما يقوله الجنرال  ري أودرينو  يناقض  قرار وزارة الدفاع الاميركية  في سحب 48 الف جندي قبل نهاية اغسطس 2010م ، وهو التاريخ المتفق عليه لسحب القوات المقاتلة فقط  من العراق .
لقد ادت نتائج الانتخابات ، ومستقبل كركوك ،و تململ السنة الى تراجع الولايات المتحدة عن  تاريخ قرار انسحابها لمدة  40 يوما هذه المرة . وعليه يمكن قياس الفترة الزمنية التي سيتم وضعها مجددا لتأخير آخر في الانسحاب  بحجم  ما قد يعكر صفو الانسحاب من تدخلات ايرانية في السياسة العراقية او عدم استقرار داخلي يفسر في دول الجوار وواشنطن بمؤشرات على فراغ القوة  Vacuum Of Power   وهي الذريعة الاشهر في العلاقات الدولية لتدخل  دولة في شئون دول  أخرى .

د.ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك