د. عبداللطيف الصريخ يتهم 'عرابو الخصخصة' ببث المسلسل المكسيكي الخاص بازدواجية الجنسية، ثم الشبكة التجسسية، ليصرفوا أنظارنا عن تمرير الخصخصة
زاوية الكتابكتب مايو 8, 2010, 10:53 ص 792 مشاهدات 0
د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / يريدون إشغالنا عن الخصخصة فانتبهوا
ذهل عرابو الخصخصة عندما رصدوا ردة الفعل الشعبية العنيفة التي أحدثها مشروعهم الجديد لابتلاع الكويت وثرواتها، وصدمهم الوعي الشعبي في مواجهة الخطر الداهم الذي ينتظرهم إن تم تمرير مشروع بيع الكويت و(نقل ملكيتها) من جيب الدولة إلى جيوب متنفذين من أصحاب الثروات، ممن يريد تحويل الكويت إقطاعاً وأملاكاً خاصة، يسيطرون عليها من خلال المال وإفساد الذمم، بعدما فشلوا في تنفيذ مشاريع عمل جادة ترتقي بالوطن وتفيد المواطنين.
حاولوا بعدها أن يصرفوا انتباهنا عن موضوع الخصخصة، وأجلَبوا علينا بخيلهم ورَجِلِهم، وأجادوا القيام بدور حارس الوطن من العابثين المخربين، وهم أول من يعبث بحاضره ومستقبله، فاستأنفوا بث المسلسل المكسيكي الخاص بازدواجية الجنسية، محاولين تفتيت المجتمع الواحد إلى مجاميع وكانتونات، ليسهل الانقضاض عليها الواحدة تلو الأخرى، لكن الأمة ونوابها كانوا أكثر وعياً هذه المرة، وركزوا على قانون الخصخصة، وإبراز عيوبه من ناحية الشكل والموضوع.
تفتقت أذهانهم بعد ذلك عن مسألة الكوادر، فقاموا برمي تلك الكرة ليلعب بها أبناء الوطن ردحاً من الزمن، وليتحدثوا بها في دواوينهم ومنتدياتهم ومسجاتهم وإيميلاتهم، ولتملئ عليهم أوقاتهم، وتنصرف اهتماماتهم نحو الآلة الحاسبة فيجمعون ويطرحون ويقسّمون، وما علموا أن زمان الإعلام الموجه والرأي الواحد بات نسياً منسياً، وفسدت خطتهم.
سربوا موضوع الشبكة التجسسية، رغم حساسيته من الناحية الأمنية والعسكرية، وأهمية تناوله في الدوائر المغلقة، إلا أنه أصبح الشغل الشاغل لكثير من المتناولين للشأن العام، فبدأت الاشاعات تدور، والمقالات تكتب، فهذا يخوّن أولئك، وذاك يدافع ويبرئ، وثالث يلمز من طرف خفي، وآخر يهون من أمر المسألة، وقد نجحوا نسبياً في صرف الأنظار عن الخصصة لمدة أيام، ولكن معركتها بدت حامية عقب تصريح عضو اللجنة المالية الدكتور يوسف الزلزلة ليسلط الأضواء على الموضوع من جديد.
إنني أطالب نواب الأمة أن تكون لهم كلمة مشرفة للتاريخ، ولأجيال المستقبل من أبناء الكويت، إنني أناشدهم أن يراجعوا قسمهم في حفظ الأموال العامة، والمحافظة على الدستور، والذود عن الحريات، قبل أن يصوتوا على الموضوع في مداولته الثانية، أطالبهم باسم الكويت وأبنائها أن يتقوا الله، ويرفضوا المشروع بصيغته الحالية، أو أي صيغة معدلة تتضمن بيع الكويت وثرواتها.
د. عبداللطيف الصريخ
تعليقات