مؤيدا إضرابهم عن الدراسة، زايد الزيد يمتدح أهالي 'أم الهيمان' بقيادة الشريع وصحبه بضربهم أروع الأمثلة على وجود وعي كبير في جدوى العمل الأهلي السلمي

زاوية الكتاب

كتب 1924 مشاهدات 0


الخلاصة
أحسنت يالشريع.. وصدقت يابوحمود
زايد الزيد 

 
 
الناشط المهندس أحمد الشريع رئيس اللجنة البيئية التطوعية لأم الهيمان، رجل مثابر، آمن بقضية عادلة، وتبناها بكل اخلاص وتجرد، الرجل يتحدث عن مشكلة بسيطة في محتواها، خطيرة في آثارها، المشكلة تتمثل في وجود مصانع مخالفة لشروط البيئة، تنفث سمومها فوق رؤوس أهالي سكان ضاحية علي صباح السالم «أم الهيمان سابقا» منذ تسعة أعوام بالتمام والكمال!

م. أحمد الشريع وزملاؤه أعضاء اللجنة، يتحركون منذ سنوات، لايقاف الكارثة التي تحيط بهم، وتدمر صحة سكان مدينتهم، ولكن دون جدوى، لم يتركوا وسيلة الا وأخذوا بها، ولم يخبروا طريقا الا وسلكوه، لجأوا الى الحكومة فتجاهلتهم، وتعلقوا بنواب الأمة فخذلوهم!

ابتكروا فكرة مبدعة، ونفذوها يوم الأحد الماضي، ونجحوا فيها نجاحا باهرا، الشريع وصحبه قرروا تنظيم حملة أطلقوا عليها اسم «لاتعليم من دون صحة» تستهدف اضراب طلبة المدارس في جميع المراحل عن الدراسة في ضاحيتهم المنكوبة، حتى يلفتوا انظار الجميع حول المشكلة الكارثية التي تحيق بهم!

الحملة نجحت بنسبة مئة في المئة وفق اعتراف مسؤولي منطقة الأحمدي التعليمية، وهذا انجاز تاريخي غير مسبوق، يسجل للعمل الأهلي المدني الذي قاده المهندس أحمد الشريع وصحبه المبدعون بكل جدارة.

مطالب حملة «لاتعليم من دون صحة» بسيطة جدا، فهي لاتتعدى المطالبة بتطبيق القانون على المصانع المخالفة وعلى شقيقاتها غير المرخصة! لقد اكتشف الشريع وصحبه ان عدد المصانع المعتمدة في المناطق المحيطة بهم يبلغ 115 مصنعا، ولكن ماهو موجود على أرض الواقع مصانع يبلغ عددها 154 مصنعا!! أي ان ضاحية علي صباح السالم المنكوبة بالتلوث، لم يكتف المجرمون في حقها أصحاب المصانع المخالفة بعدم تقيدهم بالاشتراطات والمعايير البيئية المطلوبة لتفادي التلوث، بل تعدوها الى فرض مصانع غير مرخصة أصلا من الأساس!

لقد ضرب أهالي ضاحية علي صباح السالم بقيادة الشريع وصحبه، أروع الأمثلة على وجود وعي كبير في جدوى العمل الأهلي السلمي والمثابرة على تبنيه، حينما نظموا اضرابا عاما لم نشهد له مثيلا في الكويت، من حيث دقة التنظيم، أو من حيث تحقيق النتائج، والتي تمثلت في النجاح الساحق للاضراب!

بصراحة، لقد أعاد لنا سكان ضاحية علي صباح السالم، من خلال قيادتهم الجادة في هذا العمل، الأمل في امكانية التحرك المجدي و المشروع في التصدي للمشاريع المخالفة، من خلال تجمعات أهلية غير مسيسة، فالتنظيمات و الأحزاب السياسية عودتنا منذ زمن على تجاهل الهموم المعيشية للناس وأصبح همها الرئيس المشاركة في مشاريع النهب والسلب والاستحواذ!

أمام هذا الجهد الرائع الذي قام به الشريع وصحبه وطلاب ضاحية علي صباح السالم، جاءت أولى ردود الفعل الرسمية من وزيرة التربية الدكتورة موضي الحمود التي توعدت طلاب الضاحية المنكوبة، بتطبيق القانون عليهم، واعتبار غيابهم عن الدراسة، مخالفة لاتغتفر! ولم يكن هناك أروع من نشاط الاضراب وتنظيمه الراقي سوى الرد السريع من نائبها وضميرها المخلص مسلم البراك حينما تندر على رد وزيرة التربية بالقول ان الحكومة لاتعرف لتطبيق القانون سبيلا الا على الطلبة الذين تفاعلوا مع قضية مصيرية تتعلق بصحتهم وصحة أهاليهم، في الوقت الذي تناست حكومتنا دورها في تطبيق القانون على المخالفين الذين يلحقون أكبر الأضرار بصحة المواطنين!

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك