خبر 'القبس' حول الشبكة مشبوه يناقض توجهات الأمير

زاوية الكتاب

لعبة إعلامية مشبوهة وضرب لنهج سموه ببناء الجسور مع إيران وانصياع لحملة أوباما الظالمة ضدها

كتب 5471 مشاهدات 0


'لعبة إعلامية مشبوهة وضرب لنهج سموه ببناء الجسور مع إيران وانصياع لحملة أوباما الظالمة ضد إيران'، هكذا لخص الدكتور سامي خليفة خبر تسريب صحيفة 'القبس' -وإن لم يذكرها يالاسم- لشبكة التجسس قبل يومين. الدكتور سامي معروف بدفاعه في كتاباته عن سياسة إيران، ورأيه حول أخبار شبكة التجسس والتحقيق معها، وهو رأي قد يكون مختلفا مع تكهنات العامة حول الشبكة في ظل غياب معلومات حكومية واضحة. ولذلك اخترناه مقال اليوم' ولكم التعليق:

الخط الآخر.. وإيران

 

في الوقت الذي يسعى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى تأصيل منهج وفاقي بين الكويت وبقية دول المنطقة وعلى رأسها الدول الثلاث التي تحيط بنا (العراق والسعودية وإيران)، ورغم الرسائل الإيجابية التي يرسلها سموه بين الحين والآخر باتجاه حكومات تلك الدول داعياً إلى تغليب المصالح المشتركة، واهمال الاختلافات، ونبذ الخلافات، والسعي لتوجيه بوصلة الجهود المشتركة في اتجاه تكريس عجلة التنمية في المنطقة سبيلاً للتقدم والازدهار، ورغم من أن سموه يدعو بشكل مستمر إلى مد يد التواصل بما يخدم أمن واستقرار شعوب المنطقة وراحة وطمأنينة الشعب الكويتي تحديداً.

رغم كل ذلك إلا أن هناك خطاً سياسياً في الكويت لا يعجبه هذا المنحى ولا ينسجم وذوق القيادة السياسية، بل لا يعجبه التفاف الإرادة الشعبية حول سموه، فتجده بين الحين والآخر يدفع باتجاه تعكير صفو هذا الجو الإيجابي والتوافقي الذي تحتاجه الكويت قبل غيرها في المنطقة، أملاً في إشاعة مناخ من التوتر والاضطراب بين الكويت وجيرانها، وضرب إسفين الفرقة بينهما. وتلك مفردة بتنا نعي مقاصدها الشريرة وندرك مبتغياتها التي أقل ما يمكن وصفها هو أنها لا تمت إلى مصلحة الكويت، حكومة وشعباً، بأي صلة، بل يشم منها رائحة أيد خارجية لا يعجبها أن تجد الكويت على علاقة وفاق ووئام مع جيرانها.

خبر مُسرب تحوم حوله الكثير من الشبهات وغير منسوب لمصدر مسؤول ومعتبر يٌنشر في جريدة محلية يومية، وعبر مانشيتات كُتبت بالبنط العريض وفي الصفحة الرئيسية، عن كشف مجموعة كويتية من العسكريين «متورطين» في علاقة مع أجهزة حكومية في إيران، ورغم نفي وزارتي الداخلية الكويتية والخارجية الإيرانية، إلا أن هناك إصراراً على اللعب بنار الفتنة السياسية والتوتير الأمني بالاستناد إلى كلمة «تورط» لجلب آراء بعض الموتورين من حملة الأجندات الطائفية والعرقية المكشوفة لصب الزيت على نار الفتنة التي يراد إشعالها بين الدولتين.

إنها حقاً لعبة إعلامية مشبوهة لا تنتمي إلى أخلاق أهل الكويت بتاتاً يراد لنا أن ننجر إلى التفاعل معها كحلقة من سلسلة الألعاب القذرة التي تحاك في الظلام ويتم الإعداد لإخراجها بالعلن دون معرفة مبتغيات من ورائها ومقاصدهم. ولكن بالتأكيد أيا كانت النوايا وأيا كانت المقاصد فإنها لا تخرج عن كونها محاولات لإفشال المشروع الاستراتيجي التنموي الذي تبناه سمو الأمير خياراً يشترك فيه كل دول المنطقة، وضرب النهج القيمي الذي اتبعه سموه في بناء جسور التواصل مع جيرانه وعلى رأسها الجارة إيران، والتي خصها بموقف غاية في الإيجابية بتصريحه الأخير للصحيفة الألمانية.

 

وكلنا يعرف اليوم الجهود المضنية التي تقوم بها الحكومتان الإيرانية والكويتية ممثلة باللجنة المشتركة، والعمل على قدم وساق وإيصال الليل بالنهار من أجل تذليل العقوبات كافة التي تحول دون بناء وتشييد عمل استراتيجي مشترك بين إيران والكويت باتجاهات مختلفة، اقتصادية وتجارية واستثمارية وثقافية واجتماعية وحتى سياحية، تمهيداً لزيارة مرتقبة سيقوم بها سمو الأمير إلى طهران، فجاءت تلك اللعبة الإعلامية من قبل خط سياسي من مصلحته افشال جهود الحكومة في التقارب مع إيران من جانب، والانصياع للحملة الظالمة التي تقودها إدارة أوباما وحكومة المتشددين في تل أبيب لعزل إيران من محيطه الجغرافي من جانب آخر.

إن الكويت حرّة مستقلة وستبقى كذلك، ونقول لمن يريد أن يزج البلاد في الفتن ويغرقها بالمشاكل ويورطها مع جاراتها إننا أهل الكويت نستنكر بالتأكيد أي تدخل في شؤون بلادنا مهما كان ومن أي جهة كان، لأنه مبدأ التزمناه انطلاقاً من متبنياتنا الشرعية والوطنية، لكن اعذرونا أيها السادة الموتورون فلن ننجر لمقاصدكم التي استفرغتها لعبة مكشوفة من خط مكشوف يسعى لهدف مكشوف.

 

د. سامي ناصر خليفة

الراي-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك