حماية لمنشآتها النووية

عربي و دولي

وتحسبا لضربات بالصورايخ الجوالة، إيران تطور دفاعها الجوي

2311 مشاهدات 0


 

 

 عندما نتحدث عن جدلية المدفع والطائرة  تطفو في الخيال  معركة بريطانيا ، ففي صيف وخريف 1940م أثناء الحرب العالمية الثانية بدأت قوات هتلر الجوية Luftwaffe  حملة جوية قصفت فيها 2682 طائرة المانية مدينة لندن لمدة 57 ليلة متواصلة بحوالي 13 الف طن من القنابل.لكن الدفاع الجوي البريطاني خرج منتصرا في وجه الطائرات الالمانية المغيرة رغم بدائية وسائله ،حيث  كان الدفاع الجوي يتم بالمراقبة  بالعين المجردة وإطلاق صفارات الإنذار يتبعها  اطلاق سيل من نيران المدفعية  على الطائرات  الالمانية التي كانت تطير على ارتفاعات  منخفضة، وفي الليل  كانت قوات الدفاع  الجوي تقوم بتسليط كشافات عملاقة تنير بها السماء حتى تتمكن المدفعية من رؤية الطائرة وإصابتها • لرجال الدفاع الجوي وطياري بريطانيا قال تشرشل كلماته المشهورة حول امتنان الكثرة بشدة للقلة 

' Never in the field of human conflict was so much owed by so many to so few'

لكن زمن قوات هتلر الجوية Luftwaffe  وشجاعة المهاجمين والمدافعين قد ولى، وأصبحت سيادة الجو حاليا للصواريخ الجوالة' Cruise missiles'  والطائرات بدون طيار،  فهل من سبيل للتصدي لها ؟

بناء على ماصرح به وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي لوكالة فارس للانباء اليوم 2 مايو2010م ، نجحت ايران في  صناعة نظام دفاع جوي' Air defense system' قادر على اسقاط الصواريخ الجوالة' Cruise missiles' ، حيث ذكر ان  النظام المدفعي  قصير المدي يستطيع اطلاق 4 آلاف طلقة في الدقيقة ، ومصصم للتعامل مع الاهداف الطائرة على علو منخفض مثل الصواريخ الجوالة .

 كما اشار الجنرال وحيدي الى ان النظام سيتم نشره  في ايران في القريب العاجل . ويعود تركيز ايران على صناعة المضادات الارضية للاهداف ذات العلو المنخفض الى اسباب عدة منها ان ايران تتوقع ان يتم الهجوم المرتقب ضد منشأتها النووية والاهداف العسكرية من خلال استخدام موجات كثيفة من الصواريخ الجواله لقلة دورالخطأ  البشري في نسبة اصابتها للاهداف، ونجاح استخدامها من قبل الولايات المتحدة في افغانستان وباكستان ضد مقاتلي طالبان، وفي اليمن  ضد مقاتلي القاعدة .

 كما أن من الاسباب الاخرى قلة الكلفة البشرية مقارنة باستخدام الطائرات القاذفة. كما ان كثرة المسطحات المائية المحيطة بايران في الشمال والجنوب  يعطي الصواريخ ذات الارتفاع المنخفض فرصة نجاح اكبر ويسهل عمل اجهزة الاستشعار والملاحة فيها ، فالاغارة من خلال الطيران المنخفض سيربك الدفاعات الجوية الايرانية  التي ستكون راداراتها في حالة عجز كامل عن اكتشاف هدف يطير على ارتفاع  منخفض ويستحيل التقاطه الا بالعين المجردة عندما يكون قد دخل في قلب الدائرة الحمراء للقوات المدافعة .

وهنا نشير الى ان سباق ايران مع الزمن في قضية الدفاع الجوي والانسياق وراء الدعاية لكل مايخص هذا الجانب سواء بمناورات الدفاع الجوي التي لا تنقطع، او بصناعة اسلحة جديدة تعود لعدة اسباب منها وجود  ثغرات عدة على شاشة المراقب الجوي في غرفة الحرب الايرانية . فوحدات الدفاع الجوي والمكلفة بتغطية مساحات شاسعة من البلاد مبعثرة كما جاء في تقارير استخبارية  وقراءات عسكرية عدة ' مما يحد من قدرتها على التفاعل بشكل مباشر مع اى تهديد جوى ويعرضها بشكل اكبر لضربها جوا لان كل وحدة دفاع جوى لاتستطيع الدفاع عن نظيرتها'  لكن الدفاع الجوي الايراني قد يستطيع حماية بعض النقاط الحيوية فقط .

 وقوات الدفاع الجوي  الايرانية  تعاني- رغم المساعدات الصينية الفنية- من نقص شديد في التغطية الرادارية ، الى جانب قصور كبير في  مجال الحرب الاللاكترونية.

 في هذا السياق يقول مايكل نايتس 'Michael Knights' في قاعدة بيانات الخليج والجزيرة العربية' ARABIAN PENINSULA & GULF DATABASE'   إن الدفاعات الجوية الايرانية بشكلها الحالى قد يكون لها القدرة على تعقيد مهمة الخطط الغربية وصرف نظره عن الاهداف الرئيسية ولكنه ليس قادر بشكل حاسم عن الدفاع عن اهدافه الاستراتيجية. فهل تستمر طهران في بناء مفاعلات كثيرة عبر مساحات شاسعة لا تستطيع الدفاع عنها ؟       

د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك