الدعيج ينتقد تصريحات القلاف بعد الكشف عن شبكة التجسس، ويتهمه بوضع نفسه في خانة الدفاع عن الخونة والجواسيس

 

لا يا سيد... لا يا سيد ... لا يا سيد 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
خلال السنوات الاخيرة انتشرت ظاهرة ربط الظواهر السلبية او المخالفات والتعديات التي يرتكبها البعض، سواء على حقوق الشعوب او الدول او حتى الافراد الآخرين، ربطها ببعض او وضع حل احدها شرطا لحل الاخرى. «على طريقة، هد وهد او المصرية سيب وانا اسيب» يعلن المخالف او المتملص من تطبيق العرف او القانون انه مستعد لتنفيذ ما هو مطلوب منه او في العادة مفروض عليه شريطة تصحيح خطأ الآخرين او تصويب ما لا علاقة له البتة بخطئه.
اشهرهم بالطبع المقبور صدام حسين الذي ربط انسحابه من الكويت بانسحاب اسرائيل من فلسطين..!! بعدها اصبحت ظاهرة .. عالجوا القسائم الصناعية وبعدين الشاليهات، واصحاب الدواوين يطالبون بازالة الشاليهات قبل ازالة الدواوين المخالفة. واصحاب المزدوج يطالبون بمحاسبة اصحاب الجوازات الاجنبية شرطا لمحاسبتهم.
امس النائب السيد حسين القلاف خرج عن المألوف وتجاوز كل الحدود، حيث صرح بعد اشادته بجهود الاجهزة الامنية بكشف شبكة التجسس والتخريب الايرانية اننا «ننتظر كشف الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة وأنصار حركة طالبان». تصريح غير موفق على الاطلاق، وليس له داع ابدا يا سيد. سواء قصدت، .. ام لم تقصد وهذا في اعتقادنا هو الأرجح، فانك وضعت نفسك في خانة الدفاع عن الخونة والجواسيس. وياليت يتوقف الامر هنا، فانت برأينا مهدت الطريق لكل ذي نفس مريضة او مقاصد فاسدة لان ينال من المواطنين الشيعة ويشكك كالمعتاد بولائهم.
«ننتظر»!! ننتظر عاد .. يعني ان الخلايا موجودة وان الاجهزة الامنية تتستر عليهم وتجتهد وربما تتعنت تجاه كشف الآخرين. لا يا سيد نحن لا ننتظر ولا حتى نتمنى ان تكتشف الاجهزة اي خلايا مناوئة لمصالح الامة، بغض النظر عن جنسها واصلها وفصلها او مذهبها.. فنحن نتمنى ان نعيش بأمن وسلام دون ان يعكر صفو امننا تجسس او تخريب.
طبعا، قد يكون السيد قالها بعفوية «ننتظر كشف الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة وأنصار حركة طالبان». لكن لو كانت من غيره لما احتملت اي تفسير او تأويل. لكن من نائب «شيعي» فان المؤسف ان لها الف مدلول ومدلول مهما صفت الانفس ومهما بولغ في حسن الظن.

عبداللطيف الدعيج