الوطن للجميع والذود عنه واجب شرعي
محليات وبرلمانالمتروك: شخصيات سنية وشيعية يلتقون بالقريب العاجل
مايو 2, 2010, 1:08 م 2789 مشاهدات 0
عقد يوم أمس السبت اجتماع تشاوري في ديوان السيد علي المتروك وضم عدد من علماء الشيعة ونواب مجلس الأمة ورموز وشخصيات اكاديمية واجتماعي، وصدر بعد الإجتماع التشاوري البيان التالي:
ما دفعنا الى عقد مثل هذا الاجتماع التشاوري ليس دافعا طائفيا ومذهبيا بل دافع وطني محض وتلبية لنداء صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ، ذخرا لبناء كويتنا الحبيبة ، كويت العزة والحرية والمستقبل والمجتمع الأفضل المستقبل الآمن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واعلاميا والذي تتعزز فيه المنجزات ويتحقق لكل مواطن العدل والمساواة والعيش الكريم وتتعمق فيه الديمقراطية والوحدة الوطنية .
ان هدفنا الوطني الاسمى هو المساهمة الوطنية الحقة في الخروج بالكويت من نفق مفترق الطرق المتمثلة في الوضع الاقتصادي المتدهور ، وفي الوضع السياسي المتأزم والذي حتما سيقودنا الى مالا يحمد عقباه ، فالضرورة الوطنية تحتم علينا في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا أن نعرف كيف نمسك بزمام أمورنا وخطواتنا لبناء معالم الطريق على أسس صريحة وقواعد محددة وبوحي صادق من روحنا الكويتية الأصيلة وفكرنا المخلص بعيدا عن العصبية والتعصب والأنانية والجشع والصراع واطلاق وتوزيع الاتهامات وتصنيف المواطنين
في هذا الاجتماع الوطني التشاوري أردنا أن نحدد موقفنا بكل صراحة ووضوح لا مجال للبس فيه ولا للتنظير والتبصير بعد ان اتسعت مساحة الجدل وتعمقت بئر الفتنة المذهبية التي يحفرها المغرضون الواقفون في طوابير الهدم وطفت على سطح الواقع الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحكومة وبين المعارضة في مجلس الأمة وبين أعضاء المجلس أنفسهم وبين بعض رموز وفئات المجتمع وافراده حول الديمقراطية في الكويت ومسيرتها ومستقبلها والأدوار السلبية التي تمارس للحد من نموها وتأصيلها ، ونحن نؤمن أشد الايمان من أن الجدل أن كان صحيحا فانه يثري المسيرة وينمي التطلعات أما اذا تغلبت عليه العصبيات والمهاترات فانه يفسد للود قضية ويلهينا عن هدفنا الوطني الأسمى في التنمية والاستقرار .
نحن نؤمن أن الرأي الحر والرأي والآخر حق دستوري مكتسب لكل مواطن وهما جناحا الديمقراطية السليمة لتحقيق فرص التصحيح والسلامة فالحوار الحر الذي يستهدف وجه الوطن ومصالحه هو الضوء الكشاف لتأصيل المكاسب الوطنية .
ان دولة الكويت .. دولة المحبة والاخاء عرفت منذ نشأتها وكانت تعرف بين الناس (بديرة بن صباح ) بالتسامح الديني وواحة للأمن والاستقرار وستبقى باذنه تعالى ، فنزح الناس اليها من كل فج عميق على الرغم من قساوة الطقس وشح الموارد فعاش الناس فيها متكافئين متجاورين يجمعهم العيش المشترك والتراحم والتلاحم ووشائج النسب والقربى ،يحدوهم هدف واحد لصيانة ورفعة بلدهم الصغير والكبير فيما يحمله من مبادىء وأصالة وقيم تمثل سماحةالاسلام ورسالته السماوية للبشرية جمعاء وحتى عندما انتقلت الكويت بمحض ارادتها الى النهج الديمقراطي واختارته قدرا ومسارا فنص دستورها الذي تمت ولادته على يدي أميرها الراحل عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه .. على أن العدل والحرية والمساواة دعامات للمجتمع وتكفل الدولة هذه الدعامات والناس متساوون أمام القانون مهما اختلفت ألوانهم أو انتماءاتهم أو معتقداتهم المذهبية فالوطن للجميع والتفاني في حبه والذود عنه واجب شرعي مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله في الحديث الشريف : ( حب الوطن من الايمان ) .
كما أننا نحرص على تأكيد حرصنا الشديد على تمسكنا بثوابتنا الدستورية ومن أن الحياة الديمقراطية قدرنا الذي لا يتبدل .. مع عدم المساس بالمكتسبات الشعبية التي نص عليها الدستور .وتمسكنا بدستور 1962
وانطلاقا من هذه الروح الوطنية فقد تدارسنا في هذا الاجتماع الوطني التشاوري ما نقله السيد علي المتروك عن رغبة عدد من الشخصيات الفاعلة في العمل الوطني ومن نواب حاليين وسابقين وعدد من الناشطين والمهتمين بالشان العام لترتيب لقاء مشترك مع شخصيات شيعية لمواجهة التوترات الطائفية ولترطيب الأجواء على أساس التراحم والتلاحم الذي جبلت عليه الكويت منذ القدم بالاضافة الى توحيد الصف والكلمة في مواجهة كل المخاطر الداخلية والخارجية اذا ما تعرض لها وطننا الحبيب والوقوف بكل ثبات خلف أميرنا ووالدنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه .. فأيد المجتمعون هذا المسعى وباركوه بالاجماع وكلفوا السيد علي المتروك بالعمل على اتمام هذا اللقاء المشترك الوطني المبارك .
كما قرر المجتمعون مواصلة هذه الاجتماعات للتواصل ومتابعة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن أجل تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين بما كفله الدستور لكل مواطن .. وقد أكد المجتمعون على مطالبة نوابهم بالعمل على تطبيق كافة مواد الدستور ككل بعيدا عن الانتقائية والتجزئة والحرص على تطبيق القوانين نصا وروحا بلا استثناء .
اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات وأدم علينا النعمة أنك سميع الدعاء.
وفيما يلي كلمة علي يوسف المتروك راعي الملتقى:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على امام المتقين والرحمة المهداة للعالمين الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين الذي مشوا على هديه واتبعوا سنته باحسان الى يوم الدين .
ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطأنا ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .
أصحاب السماحة والفضيلة العلماء الأجلاء
الاخوة النواب المحترمين
السادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي سروري أن افتتح هذا الملتقى التشاوري الذي يشكل تواصلا وجسرا بين الاخوة الحاضرين فيما بينهم وبين علماء الأمة و نوابها لما لهذا اللقاء من أهمية لتبادل الآراء حول كل ما من شأنه أن يخدم الوطن والمواطنين ويثري المسيرة الديمقراطية في البلاد .راجيا التركيز على الشأن العام نظرا لما تمر به البلاد من ظروف دقيقة تطرق اليها سمو أمير البلاد حفظه الله أثناء زيارته لجمهورية ألمانيا مؤخرا ، كما أرجو أن يستعرض المجتمعون المد الطائفي الذي أخذ يزداد حدة ولا أحد يعرف الى أين ينتهي مما يعرض أمن البلاد وسلمه الاجتماعي الى أفدح المخاطر .
استنفر هذا الوضع الطائفي الخطير مجموعة من الشخصيات المهتمة بالشأن العام من الاخوة أهل السنة فاقترحوا ترتيب لقاء مشترك بينهم وبين بعض الرموز والشخصيات الشيعية وسيتم الاعداد لهذا اللقاء في أقرب وقت ممكن تأكيدا لروح الأخوة والعيش المشترك الذي عرفته كويت الماضي ذلك العيش المفعم بروح التسامح والاخاء والتراحم .
وفي الختام أكرر شكري وامتناني لحضوركم وتشريفكم هذا الملتقى وأرجو مخلصا أن يكون الحوار مثمرا وبناءا وأن تتكرر هذه اللقاءات بين حين وآخر وأن تكون هناك آلية للدعوة لها خدمة للوطن والمواطنين كما يقول المثل الكويتي ( قوم تعاونوا ما ذلوا) ويد الله مع الجماعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليقات