نجاد مخاطباً واشنطن: نريد صداقكتم
عربي و دوليهل تعود العلاقات بينهما إلى سابق عهدها الذهبي أيام الشاه؟
مايو 2, 2010, 1:48 ص 1879 مشاهدات 0
تأصل في وعينا لمدة ثلاثة عقود إن قيام علاقات صداقة بين الولايات المتحدة الاميركية ، وجمهورية ايران الاسلامية يضاهي هجرة الاصفار من يسار الارقام الى يمينها . لكن نشرة 'STRATFOR ' الاميركية المختص بشئون الأمن أوردت في خبر لها اليوم أن لاشئ في ذلك يخالف منطق العلاقات الدولية رغم الاخذ بعين الاعتبار أن ما صنع الحداد – في المجال السياسي على الاقل – كان ولا زال قائما بين البلدين .
ففي خطاب له خلال افتتاح 'مؤتمر الخليج الفارسي 6 ' في طهران 30 ابريل 2010م قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده لاتكن العداء للولايات المتحدة الاميركية . وإن أمريكا هي التي وضعت قواتها قرب الحدود الغربية والشرقية لايران ، وقد دعى نجاد إدارة أوباما الى التحرك نحو إقامة علاقات صداقة مع بلاده قائلاً: لم يعاني احد الضرر من جراء صداقته للامة الايرانية ، بل إن اصدقاء ايران يعرفون فينا الاخلاص والمحبة . ثم أسهب في تقربه من واشنطن ممتدحا مخرجات الثقافة الاميركية قائلاً: إن الايرانيين الذين ترعرعوا في أمريكا هم اكثر الطبقات الايرانية انتاجية ،وإننا مع الصداقة مع امريكا، وفي صداقاتنا تعودنا ان نظهر الصدق والاخلاص والتعاون .
لقد كانت كلمات الرئيس الايراني يوم امس الاول هي ألطف ما نطق به نجاد بحق الولايات المتحدة منذ ان ظهر على مسرح الحياة السياسية الايرانية ، ألا انها لم تكن الاولي له خلال الاسابيع الماضية ، ولعل ما يدفعه لذلك هو محاولته اقتناص الفرصة التي ستسنح له عند حضوره مؤتمر اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية
' Nuclear Non-Proliferation Treaty NPT 'الذي تنظمه الامم المتحدة في الفترة 3-28 مايو 2010م حيث ستكون الاجواء مناسبة لنجاد لاكمال غزله لواشنطن.
إن ما يقوم به نجاد في الاساس هوارسال اشارات الى الرئيس اوباما طالبا منه القيام بمبادرة تسهل عليه عملية تسويق الصلح مع امريكا للشعب الايراني حيث ان هناك خلاف داخلي في وجهات النظر الايرانية حيال التعامل مع واشنطن. فهل يجهز نجاد المسرح في الخليج العربي لاحداث دراماتيكية،تكون فيها جمهورية ايران الاسلامية صاحبة مبادرة يفوق مضمونها مايتوقعة اكثر محللي العلاقات الدولية اطلاعاً؟ أم ان شبح المعارضة قد عاد لاقلاق نجاد فأراد وان يعيد لقطاع واسع من الايرانيين حلم العودة الى ايام البهلوية والعصر الذهبي للعلاقات الاميركية الايرانية ؟ أم انها مناورة ايرانية اخرى لكسب الوقت ولتحييد المزيد من رجال الخصم على رقعة الشطرنج بين الطرفين ،خصوصا ان ايران ماضية في نشر شبكات تجسسها وشبكات غسيل اموالها في المنطقة القريبة من' الملك' الاميركي ؟
وإذا كان لكل مقام مقال فقد اشعرنا نجاد كخليجيين بالالم وهو يتقرب لواشنطن البعيدة تحت شعار 'مؤتمر الخليج الفارسي 6 ' الاستفزازي الذي يكرس الفرقة بين الشعوب على ضفتي الخليج العربي . لكن غزل نجاد جاء بناء على الاجندة الايرانية آخذا في الاعتبار حاجة واشنطن للتهدئة لحسم استقرار العراق والتقدم في ادائها في افغانستان ، بالاضافة الى الحاجة للتقدم في الجهود الدبلوماسية لحسم الملف النووي الايراني.
وما علينا الا انتظار الرد الاميركي فهل تعود العلاقات الاميركية الايرانية الى سابق عهدها كما كانت أيام الشاه؟
تعليقات