أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

محليات وبرلمان

1552 مشاهدات 0



الدعوة من أجمل ما يتميز به ديننا الحنيف، فبدعوة تكمن المعجزات وتنير الطرقات وتثبت الكلمات وتروي ظمئ الحيارى، لتدخل إلى قلبه بيسر واطمئنان، فقد كانت دعوة محمد صلى لله عليه وسلم لأهل مكة بالغة الصعوبة فيسرها الله بالإيمان والتقوى والإحسان فكانت معجزته صلى الله عليه وسلم القرآن وحسن أخلاقه ودماثتها جعلته شفيعا لأن يدخل قلوب كثير من الصحابة في بداية الدعوة المحمدية، ففتح الله له سائر البلدان وشق طريقه بالإيمان ، حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه 'ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ' سورة النحل - الآية: 125، كما أننا مأمورون بالدعوة لقولة تعالى ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ ( 67 ) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 68 ) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 69 ). سورة الحج
وقال الحق تعالى (وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ* وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.)) – 85  -88-  سورة القصص

فبالإحسان تصل لمدارك العقول وتفتح أبواب القلوب فقد حث الإسلام على اللين بالدعوة، وعدم المكابرة والغلو فيها كدعوة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام عندما كان يدعو أباه باللين وقد سطر القرآن أجمل الأمثلة بالدعوة فقال الله تعالى في محكم تنزيله بسورة مريم (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ( 41 ) إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ( 42 ) يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا ( 43 ) يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا ( 44 ) يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ( 45 ) ) .  فبدأ بقوله يا أبت من باب العطف والدعوة إلى سواء السبيل والطريق المستقيم، فقد نهى الإسلام عن التعنت بالدعوة والمجادلة بغير حق ولا سبيل منير، فهي من مسببات الضغينة والكراهية والبعد عن طريق الحق، فقال الله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) سورة آل عمران.

ولا يخفى علينا الأرقام التي تخرج لنا كل عام بدخول غير المسلمين لدين الإسلام الحنيف، فهو عدد ولله الحمد كبير وهو دليل على حسن الدعوة والبعد عن التزمت والغلظة، وهناك مراكز دعوية كثيرة في الكويت ولها دور بارز بهذا المجال ومكانها واضح في الدولة، والنصيحة هي الكلمة الطيبة التي تهديها لأخيك المسلم أو غير المسلم تكون باللين، فتبدأ النصيحة بالابتسامة والكلمات الرقيقة الشفافة تخاطب بها العقل والقلب وهي خصلة من خصال أهل الإيمان، ففيها يتناصحون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لقوله سبحانه 'والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر' سورة التوبة، والبعد عن المشاحنات والمجادلة بأمور قد لا تفيد أحد من الناس، وقد مدح الله الداعي لقوله 'ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين' سورة فصلت – الآية 33، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 'من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا' فبكرم الله كل من عمل بنصيحتك تأخذ مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء، فوالله هذا من كرمه سبحانه، كما لا ننسى من عمل وزرا أو نصح بعمله فسيأثم على فعلته وكل من يعمل بهذا الإثم.

نسأل الله أن يلين قلوبنا لدعوته وأن نكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك