عودة خط دمشق-الرياض-القاهرة

خليجي

إسرائيل دفعت بفتح الخط، فهل يغلقه الحريري بحاجز الضعف؟

2272 مشاهدات 0

الملك عبدالله متوسطا الرئيسين المصري والسوري

 

 تخلى  لبنان عن مقولة' قوة لبنان في ضعفه' واستبدلها بصواريخ سكود السورية فارتعدت فرائص الصهاينة من صيف ساخن يعيد لاذهانهم جحيم عام 2006م،  فانطلقت آلة الاعلام الصهيونية الاميركية في حملة تشويه مبرمجة ضد دمشق . فيما اعتبرت سوريا الأمر عاريا عن الصحة وأنه مقدمة  لعدوان إسرائيلي  جديد.

العدوان الاسرائيلي المرتقب والخوف من ضربة عسكرية لسورية  جعلت  الثلاثة الكبار في العالم العربي –مصر ،السعودية ،سوريا - يتداعون لعقد قمة عربية مصغرة يتم فيها الاستعداد للتصدي للعدوان الاسرائيلي المرتقب من خلال اظهار موقف عربي  موحد على الاقل ولدفع الولايات المتحدة لكبح جماح حكومة تل أبيب المسعورة.

الصورة المشرقة التي ستصور الملك عبد الله بن عبد العزيز والسوري بشار الاسد وهما يصلان الى شرم الشيخ  يوم الخميس 29 ابريل 2010م لعقد القمة المرتقبة بحضور الرئيس المصري حسني مبارك قد   تكون مجرد واجهة لواقع عربي  يصعب تجاوز الخلافات فيه .

فقد ذكرت مصادر عدة ان لقاء الزعماء الثلاثة ليس الا  لتهنئة الرئيس المصري حسني مبارك بعودته سالما بعد العملية الجراحية االتي اجراها في آذار الماضي في المانيا ، وأن قضية الصواريخ السورية لم تزد لبنان قوة كما يعتقد المتعاطفون مع حزب الله بل زادته انكشافا امام الغطرسة الاسرائيلية ، فالطيران الاسرائيلي لم يتوقف عن التحليق فوق اراضي لبنان منذ 20 عاما بدون وجود صواريخ سكود، فكيف سيكون موسم السياحة في الصيف القادم  وغربان الشر الاسرائيلية تحلق فوق كل شبر من لبنان بحثا عن مؤشر لوجود تلك الصواريخ المزعومة .

ولآن اغتيال  رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري كان اسفين فرقة بين دمشق  من جهة والرياض والقاهرة من جهة اخرى فقد ذكرت مصادر غربية ان الحريري الابن سيكون الاسفين الجديد في العلاقة المؤمل عودتها . فقدتحدثت  مصادر غربية عن غضب شديد من قبل سعد الحريري على سوريا من جراء اخبار تلك الصواريخ التي وصلت لحزب الله ، وفي الوقت نفسه اظهرت دمشق غضبها على الحريري من جراء اخبار  عن تسلق صقر من الصقور المناوئين لدمشق  سلم قيادة  تيار المستقبل وهو النائب السابق  مصطفى علوش  والذي كان أكثر قياديي التيار اندفاعاً وجرأة في مهاجمة النظام السوري . 

الخلاف اللبناني السوري سيلقي بظلاله على ما هو  مؤملا انجازه  خلال لقاء الزعماء الثلاثة  في شرم الشيخ يوم الخميس 29 ابريل 2010م ، ومن شدة تشابك خيوط لعبة التبعية و الولااءات في المنطقة ، أكدت مصادر أخرى عدم ارتياح الرياض  لما يتعرض له  رئيس وزراء لبنان وزعيم تيار المستقبل  الشيخ سعد الحريري  من ضغوط سورية بل إن توقف الضغوط شرط لدعم سوريا في وجه التهديدات الاسرائيلية .

تأتي زيارة الرئيس السوري بشار الاسد للقاهرة  بعد توتر في العلاقات دام أكثر من أربع سنوات، وقد يدفع الضعف اللبناني  زعماء الدول الثلاث في شرم الشيخ لعلاج الجرح اللبناني والاستعداد لتلافي الطعنة الاسرائيلية ،لكنها لن تكون بالضرورة خطوة  ايجابية في البعد الخليجي للعلاقات السعودية المصرية مع سوريا ، لأن العديد من المراقبين يرون  أن المصالحة المرتقبة-  إن تمت- فلن تكون على حساب علاقات التحالف بين دمشق وطهران ،حيث لم تؤثر المصالحة السورية السعودية التي تمت قبل اشهر  على الحلف السوري الإيراني.  فكيف جعلت بيروت من ضعفها قوة ولم ننجح في الخليج في تطبيق ذلك ؟

د.ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك