ردا على افتتاحيتها بعنوان «ألا تعرف من خيب الآمال يا بوعبدالمحسن».. جاسم الخرافي يرد على الوطن

زاوية الكتاب

كتب 2505 مشاهدات 0



 


الخرافي يعقب على افتتاحية الوطن

 
كتب جاسم محمد الخرافي
 
اطلعت على افتتاحية صحيفتكم الغراء في عددها الصادر يوم أمس الاربعاء الموافق 28 ابريل 2010 بعنوان «ألا تعرف من خيب الآمال يا بوعبدالمحسن»، وأود في البداية ان اتقدم لكم بالشكر والتقدير لما تضمنته تلك الافتتاحية من مشاعر الود، وهو دون شك ود متبادل، كما اود ايضا ان اؤكد لكم أنني أعرف جيدا من خيب الآمال، ومسؤولية كل طرف في ذلك، ولم اطرح يوما ما يشير الى مسؤولية طرف ويبرئ آخر، ولكن كما قيل قديما، لكل مقام مقال ولكل حديث موضوعه، وما تضمنه حديثي من نقد وتقدير كذلك لوسائل اعلامنا الوطني التي اشارت اليه افتتاحيتكم، كان في الملتقى الاعلامي العربي السابع، وكنت اعبر عن مثله لجميع اطراف شراكتنا الوطنية، وبشكل خاص للحكومة ومجلس الامة، ولكن في الزمان والمكان المناسبين، غير ان الافتتاحية المذكورة لم تقرأ الا شطرا واحدا من بيت القصيد. وعليه، فإنني أود ان ابين لكم بعض مرئياتي بشأن ما ورد في تلك الافتتاحية:
أولا: ان حديثي في الملتقى لم يقتصر على وسائل الاعلام فقط وانما تطرق في الاساس الى المشاكل والسلبيات التي تعتري اداء كل من الحكومة ومجلس الامة، ولعل ذلك كان واضحا في المانشيتات الواردة في تغطيتكم الصحفية لحديثي في ذلك الملتقى.
ثانيا: كان تركيزي على وسائل الاعلام امرا طبيعيا وينسجم مع طبيعة الملتقى الذي كان في الاساس ملتقى اعلاميا يتناول واقع وتحديات الاعلام، وحرصت ان اعبر بكل ود عن بعض النواقص التي تعتري العمل الاعلامي الوطني وبحضور الاخوة الاعلاميين وبروح من الشراكة الوطنية.
ثالثا: ان وسائل اعلامنا الوطني والعاملين فيها لهم تقديرهم ودورهم الذي نعتز به، ولا ينبغي ان يكون النقد والمصارحة «صدمة كبرى» للاعلاميين كما ذكرتم في بداية افتتاحيتكم، وعلينا ان نتقبل النقد برحابة صدر، وهذا في تقديري اساس الممارسة الاعلامية الحرة، فليس من الديموقراطية ان نوجه النقد ولا نقبله على انفسنا.
رابعا: تقول الافتتاحية ان الديموقراطية لها جناحان هما البرلمان والاعلام، الا ان ذلك رغم اهميته لا يعبر عن جوهرها، ولا يجب ان يغيب دور المواطن ومصلحة الوطن، فهما الهدف والغاية، وهما ما يجب ان يحرص عليهما البرلمان والاعلام ويصوناهما من المساس والضرر، ويعملا على تعزيز ثقة المواطن بالديموقراطية كخيار ووسيلة لوحدة الوطن وتقدمه.
خامسا: لقد حذرت في حديثي من خطورة أن يكون الإعلام «دساساً» أو «مداحاً»، حسب مصطلحاتكم، وليس المطلوب منه أن يكون كذلك، فذلك يفقده مكانته ودوره، وأكدت، وهي قناعتي، بأن المطلوب أن يكون الإعلام حراً، ويمارس مهامه بجرأة وشجاعة، ولكن، وهنا بيت القصيد، بموضوعية ومسؤولية وبوعي وإدراك ثاقب لما يهدد المصلحة الوطنية والتماسك الاجتماعي، ويتحاشى الاندفاع نحو الاثارة والمانشيتات الجذابة وصب الزيت على النار.
سادسا: اشارت افتتاحيتكم بحق الى ان الاعلام الناجح هو «الاعلام الواعي القادر على تلمس الجروح وتسليط الضوء على الاخطاء لمعالجتها»، واتساءل هل ذلك هو واقع الحال اليوم؟
سابعا: استعرضت الافتتاحية عددا من التساؤلات بشأن الاشكاليات المتصلة بممارستنا الديموقراطية، وهي تساؤلات لا يمكن معالجتها في هذه المعالجة، الا ان كلا منها ابديت رأيا فيه بصراحة وامام الجميع، وبشكل خاص في خطاباتي في افتتاح كل دور انعقاد، وكان رأيا يستند على ان المسؤولية مشتركة يتحملها مجلس الامة والحكومة كما تتحمل الاطراف الاخرى، ومنها الاعلام، نصيبها فيها.
ثامنا: ان الصحافة كما ذكرتم في افتتاحيتكم بحق «ليست منزهة عن الخطأ وكثيرا ما مارست جلد الذات وهي يوميا تعتذر»، وهنا ايضا بيت القصيد، فالمسألة هنا ليست مسألة اعتذار، رغم تقديرنا لذلك، ولكنها مسألة المسؤولية والوعي بان ممارسة الحرية الاعلامية في كل الاحوال يجب ان تصون الكرامات وسمعة الوطن وتحافظ على مصلحته، فالاعتذار اليومي، رغم تقديرنا له، لا يجدي عندما يحدث الخطأ ويقع الضرر، وهذا ما نبهت اليه وأنبه اليه دائما وأنصح بتحري الدقة والموضوعية والالتزام بأخلاقيات المهنة الصحافية، فهل في ذلك تجنٍ أو خطأ؟
وانني في الختام اذ اجدد شكري لكم وتقديري لجميع وسائل اعلامنا الوطني والعاملين بها، فانني اؤكد كذلك على اننا نعلق آمالا كبيرة على دوركم ودورها في تطوير ممارستنا الديموقراطية وتعزيز وحدتنا الوطنية وترسيخ تماسكنا الاجتماعي، فلا تخيبوا آمالنا.

جاسم محمد الخرافي 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك