مجلس الأمة مثله مثل الصحافة والاعلام فيه اخطاء وفيه عيوب، افتتاحية الوطن ردا على تصريحات الخرافي
زاوية الكتابكتب إبريل 28, 2010, 10:20 ص 929 مشاهدات 0
كلمة الوطن
ألا تعرف من خيب الآمال يابو عبدالمحسن؟
صدمة كبرى سيطرت على الاعلاميين يوم امس الاول بسبب تصريحات رئيس مجلس الامة السيد جاسم الخرافي التي حمّل فيها كل مشاكل الكويت على الاعلام مبرئاً الحكومة والمجلس من كافة مسؤولياتهم أمام الأمير وأمام الشعب.
الصدمة لم تكن في اطار صحافة واعلام الكويت فقط، بل الصدمة الكبرى سيطرت ايضا على الاعلاميين ضيوف الكويت في الملتقى الاعلامي الذين لم يتصوروا ان يسمعوا من رئيس مجلس الامة كل هذا النقد الذي غادر اطار الموضوعية من السيد رئيس مجلس الامة تجاه وسائل الاعلام.
فقد قال السيد الخرافي الذي نختلف معه اليوم في هذه المسألة.. ونحن نكن له كل التقدير والاعزاز، قال أمس الاول: «المشاكل في الكويت ليست من مجلس الامة او الحكومة.. بل في الاعلام»!.
ونحن لا ننزه الاعلام عن الاخطاء، بل من اهم ما يعلمه اهل الاعلام ان الخطأ وارد دائما.. كل يوم وفي كل خبر.. لكن هذا لا يعني القاء تبعات كل ما يحدث في البلاد من سلبيات على الاعلام.
ومن المؤكد ان السيد جاسم الخرافي المحترم يعلم علم اليقين ان للديموقراطية جناحين: البرلمان.. والاعلام الحر.. ولا يمكن للديموقراطية ان تكتمل دون اعلام.. والاعلام الناجح ليس بالضرورة هو الاعلام «المدّاح» وظيفته مدح المسؤولين الصالح منهم والطالح، أم هو الإعلام «الدساس» الذي يدس رأسه في التراب كالنعامة كي لا يرى الأخطاء ولا يسلط الضوء عليها. بل هو الاعلام الواعي القادر على تلمس الجروح وتسليط الضوء على الاخطاء لمعالجتها مثلما يسلط الضوء على الايجابيات ويمتدحها ويأمل ان تتحول هذه الايجابيات نموذجاً يقتدى في كل مناحي الحياة.
لقد أخطأت بحق الصحافة أيها العزيز بوعبدالمحسن.. ولولا المعزة والتقدير لما عقبنا على تصريحاتك..
واعلم يا بوعبدالمحسن ان مجلس الأمة مثله مثل الصحافة والاعلام فيه اخطاء وفيه عيوب.
ولنسألك..
- هل الصحافة هي التي خلقت أجواء الشحن والشتائم والهواش بين النواب؟
- هل الصحافة هي التي أوجدت نوابا هم أعضاء في شركات يقدمون مصالحهم المالية على مصالح أوطانهم؟
- هل الصحافة هي التي جعلت مجلس الأمة يتفنن في هدر كرامات الناس والاساءة اليهم والتطاول عليهم دونما رادع؟
- هل الصحافة هي التي حولت لائحة المجلس إلى مجرد لوحة جميلة بروزناها ووضعناها على الحائط. ولكن لا ننفذها؟
- هل الصحافة هي التي منعتك يا بوعبدالمحسن من تفعيل اللائحة والزام المتطاول من النواب على الالتزام بالحدود اللائحية والاخلاقية المطلوبة؟
- هل الصحافة هي التي اضعفت الحكومة وسمحت للمجلس بالسطو على صلاحياتها والاستقواء عليها؟
- هل الصحافة هي التي ضربت عرض الحائط بالمادة 50 من الدستور ومواد أخرى عديدة لا يحترمها اطراف العلاقة بين السلطتين؟
- هل الصحافة هي التي رسخت مبدأ عدم رفع الحصانة عن النواب المخطئين في حق الناس حتى صحوا مؤخراً ومتأخراً بعد أن زاد التطاول وهدر الكرامات وبلغ الحدود التي نراها اليوم؟
... بل.. هل لو اغلقنا كل وسائل الاعلام والصحف والمجلات ستتحول الكويت فجأة بلدا نموذجيا.. هل ستزول مشاكلنا بزوال الصحافة ووسائل الاعلام.. هل ستنهض التنمية المفقودة.. وهل سينهض الاقتصاد، وهل سيتحول المجتمع الى مجتمع منتج غير مستهلك يقدر قيمة العمل.. هل ستصير الكويت بلدا من العالم الاول فجأة بمجرد اغلاق كل وسائل الاعلام؟
نكرر القول أيها العزيز بو عبدالمحسن.. الصحافة ليست منزهة عن الخطأ.. وكثيرا ما مارست جلد الذات واعلان اخطائها.. وهي يوميا تعتذر لمن اخطأت في حقهم.. وتنوه وتصحح وتصِّوب.. وهي الصحافة والاعلام الذي سبق لحضرة صاحب السمو أمير البلاد ان انحى عليه باللائمة في جوانب وامتدحه وعبّر عن فخره واعتزازه به في جوانب.
لم نر أحداً من الصحافة يزعم أنه هو وحده ولا شيء غيره هو سبب مشاكل الكويت وأن لا عيب ولا أخطاء في وسائل الإعلام.. بل لو خرج من يقول مثل ذلك لانتقدناه مثلما انتقدنا انتقادك.. فالحق إن الحكومة والمجلس ووسائل الإعلام بأنواعها كلها مشاركة في الخطأ الذي أدى إلى تأخر بلدنا بشكل أدى لانزعاج كل من يحب هذه الأرض الطيبة.
الحقيقة واضحة.. نقولها بأسف للسيد/جاسم الخرافي.. ان المجلس خيّب آمال الشعب بالفعل كما قال صاحب السمو أمير البلاد.. فلا تخيب انت آمال الاعلام والصحافة بك.
تعليقات