في مؤتمر المذهب المالكي في المغرب
مقالات وأخبار أرشيفيةالدريع : الكويت تعتز بنشر الثقافة الإسلامية وإحياء التراث الفقهي
إبريل 27, 2010, 3:50 م 1633 مشاهدات 0
أكد الباحث الإسلامي في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الدكتور سليمان الدريع اعتزاز دولة الكويت بنشر الثقافة الإسلامية، وإحياء التراث الفقهي بكافة مذاهبه المعتبرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور الدريع في مؤتمر عقد بمدينة العيون بالمغرب بعنوان: دور المذهب المالكي في توحيد المغرب في عهد دولة المرابطين.
وقال الدريع في كلمته التي ألقاها بتكليف من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت إنه لمن دواعي الفرح والسرور أن نلتقي اليوم على أرض المحبة والوفاء المغرب الشقيق ، لتحفنا الملائكة ، وتغشانا الرحمة ، وتنزل علينا السكينة، ويذكرنا ربنا في ملئه الأعلى، ويزداد فرحنا، وتقر عيننا بوجودنا في مدينة العيون مسقط رأس القائد الشجاع صاحب الأعمال الجليلة والبطولات العظيمة ورمز دولة المرابطين يوسف بن تاشفين.
وأضاف: إن من سنن الله تعالى في الكون أن يجعل الناس يحكم بعضهم بعضا قال تعالى (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) ولقد تداول السلطة عبر التاريخ أمم كثيرة، ودولا متعددة فمنهم من أقاموا العدل، وأسعدوا الناس بحكمهم، ومنهم غير ذلك، فمن الصنف الأول دولة المرابطين تلكم الدولة التي أقامت العدل، ونشرت الحضارة، وطورت الصناعات على أيدي زعمائهم من أمثال الأمير يحيى بن إبراهيم، والأمير أبي بكر بن عمر، والقائد يوسف بن تاشفين ، وكيف أن هذه الدولة المرابطة وحدت المغرب الأقصى، ودافعت عن مسلمي الأندلس، وحكمت شرع الله في المجتمع وأعطوا حقوق الرعية، وكانت علاقتها مع الخلافة العباسية، ودولة بني حماد وملوك الطوائف والأسبان والنصارى علاقة القيادة الحكيمة.
إنها دولة لها مآثرها الحضارية من أعمال معمارية، وحياة أدبية علمية وتاريخية وجغرافية وطبية وفقهية، حيث اختارت المذهب المالكي منهجا لها لقواعدها الفقهية الدستورية على علم ويقين، فأبدعت فيه وجاء من خلفهم رجال من المغرب فأرسوا قواعده وزادوها حسنا وجمالا.
وأكد الدكتور الدريع: أن نفس المؤمن لتحب وترغب في اجتماع كلمة المسلمين والتقائهم في مثل هذه الندوات والملتقيات الإيمانية، وإنني لأحمل إليكم من دولة الكويت أبلغ معاني المحبة وأكمل مشاعر الوفاء ، حيث إن الكويت ليسعدها أن تشارك في كل ما يحقق الألفة والاتحاد ، والترابط بين الشعوب الإسلامية بكافة الصور، والوسائل الممكنة، ومن هذا المنطلق إن دولتي الكويت لتعتز بنشر الثقافة الإسلامية، وإحياء التراث الفقهي بكافة مذاهبه المعتبرة، وفي مقدمتها المذهب المالكي المنبثق من نور مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أن من محاسن الموافقات أننا في دولة الكويت قد اعتمدنا المذهب المالكي ليحكم حياة الناس، وهذه موافقة طيبة نعتز بها. لذا كان التوجه لمنبع المذهب المالكي في المغرب أصل من أصول عمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت، وبناء على ذلك انطلقت توجيهات وكيلها د.عادل الفلاح على التعاون العلمي المعمق بين البلدين، ومد جسور العلم والمعرفة.
وأضاف الدكتور الدريع: إنني أحمل إليكم السلام من دولة الكويت حكومة وشعبا، ومن وزارة الأوقاف الكويتية خاصة داعيا الله تعالى أن يجعل هذه الندوات مفاتيح للخير ووسيلة من وسائل الألفة والعلم والمحبة التي توحد كلمة المسلمين، وترفع راية الدين، وتجمع شمل الأمة .
كما ألقى الدكتور الدريع في المؤتمر كلمة ممثل الدول المشرقية والتي قال فيها نيابة عن الدول المشرقية: لقد سعدنا بلقائكم وشرفنا بمعرفتكم واستفدنا من علمكم ، وغمرنا كرمكم ، ولا غرو في ذلك ، فأنتم أحفاد المرابطين الذين قدموا أموالهم وأنفسهم في مرضاة رب العالمين فنصر الله بهم الإسلام والمسلمين، حتى أصبحتم علم فخر يلوح للناظرين وقدوة يقتدي بكم المقتدون.
وأضاف الدكتور الدريع: ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه الندوات للنفض الغبار عن مجد كان ساطعا مشرقا ، ونلغي كل ما من شأنه الفرقة والتمزق. وأكد أن ما استمعنا إليه في هذه الندوات العلمية كان ذا مستوي علمي راقي ، سلط الضوء على فترة يفخر بها كل مسلم، فجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
تعليقات