عبداللطيف الصريخ يتساءل: هل تخصيص المساجد ودور القرآن الكريم مشمولة في قانون الخوصصة؟!

زاوية الكتاب

كتب 1252 مشاهدات 0


د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / بين الخصخصة و(الخوصصة) 
 
 
 د. عبداللطيف محمد الصريخ  

 
 
لا زلت حتى هذه اللحظة متردداً في موقفي من الخصخصة أو (الخوصصة) كما ينطقها أهل المغرب العربي، على ذمة الأستاذ أحمد الديين، رغم ميلي إلى كفة المعارضة قليلاً هذه الأيام، فأكثر ما كتب، وأكثر الندوات التي عقدت هذه الأيام ضد الخصخصة سواء من الناحية الدستورية، أو من ناحية التوقيت الحالي للانقلاب نحو اقتصاد التخصيص.
نعيش في العالم الثالث كبقية دول العالم مرحلة التعافي والنهوض من الأزمة المالية التي حلت بها، وقد تدخلت حكومات الدول العظمى لانتشال الشركات عابرة القارات، والبنوك العملاقة من هوة الانهيار والإفلاس، في هذا الوقت بالذات يبحث ممثلو الأمة لدينا تخصيص و(خوصصة) قطاعات مربحة ومدرة للدولة... إلى القطاع الخاص كالقطاعات النفطية، ما يدفعني لسوء الظن، مع أن بعض الظن إثم.
الخصخصة لا شك أن لها إيجابيات، وسلبيات في الوقت ذاته، شأنها شأن أي قرار يتخذه الإنسان، أو تتبناه المؤسسات والدول، وتعتمد النتيجة على الظروف والتوقيت والمعطيات الحالية لمتخذ القرار، فهل نحن كدولة وأفراد مستعدون لدخول نفق الخصخصة بكل ما يحمله المفهوم والتطبيق من معنى، هل نحن جاهزون لتحمل تبعاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، هل قمنا بما يجب القيام به نحو المجتمع من تهيئته لمفهوم جديد لإدارة الدولة.
معارضو القانون قلة في حسبة مجلس الأمة، ولكن صوت المعارضين أعلى، من كتاب وناشطين سياسيين، وحتى هذه اللحظة لم أسمع، شخصياً، أحد رموز الحكومة وقد تقدم الصفوف، ليدافع عن وجهة نظر الحكومة، ليقنعنا على الأقل كشعب، ولتطمئن قلوبنا على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، هل هذا الصمت المريب أصبح سياسة حكومية جديدة تجاه قضايا حساسة تؤثر على الحاضر وتغير خريطة المستقبل.
سؤالي الأهم... هل ستطول (الخوصصة) مرافق التعليم بكل أنواعها، ومرافق الصحة، ودور العبادة، هل سنسلم المدارس والمستوصفات والمستشفيات والمختبرات الطبية في يوم من الأيام إلى مقاولين يفكرون دائماً في تقليص المصروفات على حساب الجودة، هل ستكون هناك رقابة شعبية أو برلمانية على تلك القطاعات (المخوصصة)، هل سنعيش إلى ذلك اليوم الذي نرى الدولة تخصخص المساجد ودور القرآن الكريم مثلاً؟ لم لا! فهي مشمولة بالقانون، ووقتها سيجد كل صاحب هوى أعرج، وفكر أعوج، وعقل أهوج، الفرصة سانحة على طبق من سذاجة، لينفذ إلى عقول الناس من باب الدين.


يبدو لي، والعلم عند الله، أن حكومتنا الرشيدة اختارت طريق (الخوصصة) لقطع دابر أحرار الكويت عن مزاولة دورهم الرقابي والتشريعي نحو مؤسسات الدولة التي تدر ذهباً.
صدق الشاعر حينما قال:
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
قد رحل الصياد عنك فابشري
قد رُفِع الفخُّ فماذا تحذري

د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك