'أوبرا لاترافياتا' عرض فني اقتصر على آلة 'البيانو'

منوعات

2064 مشاهدات 0


عندما تعشق المرأة تمنح حباً حقيقياً … وإذا تمكن الحب من قلب غانية توقع حباً أسطورياً.

في إحدى الأمسيات ألقى الحظ العثر لفيوليتا فاليري بعاشق متيم في طريقها أحبها قبل أن تعرفه، ليمنحها اهتماماً لم تراه في أعين سمارها كل منهم يأتي لغرض ما، أما ألفريدو جيرمون منحها حباً من أجل الحب…ليعيشا في رغد إلى أن يتدخل القدر من خلال رغبة جيورجيو جيرمون والد الفريدو في إنهاء تلك العلاقة التي تسيء لأسم عائلته.

تتسامى فيوليتا فوق مشاعر حبها من أجل الفريدو الذي يظن أنها تركته من أجل رجل آخر، يرتفع إيقاع الإحداث عندما يلقي أمواله التي كسبها في وجهها ثأراً لكرامته، يشتد عليها المرض ويهجرها كل رفاقها باستثناء خادمتها أنينا، ويبقى حبها عزاءها الوحيد، ثم يعود إليها حبيبها بعدما اكتشف حيلة أبيه، وفي سكرات الموت تعتقد فيوليتا أنها عادت للحياة منتشية بأنشودة حبها لألفريدو ثم تموت بين يدي من عشقته حد الفناء.

قدمت 'أوبرا الغرفة الأوروبية' العرض الأوبرالي 'لاترافياتا' على شاطئ فندق موفنبيك البدع في دولة الكويت يوم الخميس الموافق 22 إبريل الجاري، تدور أحداث أوبرا لاترافياتا عام 1840 في مدينة النور باريس والتي كتبها الفرنسي ألكسندر دوماس وألف موسيقاها الإيطالي الشهير فيردي.

قامت بدور فيوليتا السوبرانو 'كاترين مينا' ـ السوبرانو صوت حاد أنثوي ـ وفي دور ألفريدو قدمه التينور الجديد 'ستيفن أفيس' ـ التينور صوت حاد ذكوري ـ وقام بدور جيورجيو جيرمون الباريتون 'ستيفان بول سانشيز' ـ الباريتون صوت عريض رخيم ذكوري ـ كما أخرج أيضاً سانشيز العرض مسرحياً، وتم تقديم العرض في أربعة مشاهد، الأول كان بداية التعارف بين فيوليتا وألفريدو وميلاد شرارة الحب بينهما، والثاني تأجج الغرام بينهما ثم ظهور جيورجيو وإقناعه لفيوليتا بالاختفاء من حياة ابنه، والثالث ثأر ألفريدو من فيوليتا وأهانتها بإلقاء النقود في وجهها، والمشهد الأخير عودة ألفريدو إلى فيوليتا وهي على فراش الموت.

كان حضور 'كاترين مينا' طاغياً فكانت الأبرز بين كافة الوجوه وقدمت أداءً تعبيرياً في بداية المشهد الرابع لا يقل روعة عن أداءها الصوتي بينما قدم ستيفن أفيس الأداء الأضعف ولم يرتقي لأداء كاترين ولا حتى لأداء الأب ستيفان سانشيز الأكثر من مميز، كما كانت الإضاءة ملائمة بالرغم من أن العرض قدم في مكان مفتوح، إلا أنه تم توظيفها بما يخدم العرض وكانت الإضاءة الحمراء هي السائدة في ذروة الأحداث حينما ألقى ألفريدو نقوده في وجه فيوليتا، بينما اعتمد مشهد الوفاة على الإضاءة الزرقاء الخافتة.

أضاف هدير أمواج الخليج العربي مؤثراً صوتياً خلاباً للعرض وزادت سرعة الهواء قليلاً أثناء المشهد الثالث مما أسقط بعض قطع الديكور إلا إن ذلك خدم التصاعد الدرامي للمشهد ـ رب ضارة نافعة ـ كما أن العرض أقتصر على آلة 'البيانو' فقط .

جدير بالذكر أن لاترافيتا عرضت من قبل في محطة قطارات مدينة زيورخ السويسرية، كما عرضت كإحدى التظاهرات الاحتفالية في العاصمة الإيطالية روما بمناسبة مرور 2760 عاماً على تأسيسها وأخرجها حينها المخرج السينمائي فرانكو زيفيريللي.

الآن: وليد الزهيري

تعليقات

اكتب تعليقك