الضجيج عبر أمواج الخليج
عربي و دولياحتلال إيران لجزر الإمارات والضجة الإيرانية حول توصيف الاحتلال
إبريل 26, 2010, 7:42 ص 2133 مشاهدات 0
يقول الكاتب السوري المبدع نهاد سيريس في روايته الصمت والصخب ' الضجيج. من فعل ضج يضج القبيح. لم أجد في اللغة العربية فعلاً بهذا القبح. أفضّل عليه كلمة الصخب. أكتب هذا وكأنني أبحث عما يجعله حميمياً.' وفي 20 ابريل 2010 م قال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ان ايران تحتل الجزَر الثلاث المتنازع عليها في الخليج مثلما تحتل اسرائيل الاراضي العربية. واضاف الشيخ عبد الله أمام المجلس الوطني الاماراتي إن قضية الجزر المحتلة في الخليج العربي تعتبر عاملا سلبيا في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة للاماراتيين. واعتبر ان احتلال اي ارضٍ عربية هو احتلالٌ وليس سوء فهم'
ولان الانسان يشعر بثقل الاصوات بشكل مضاعف عندما تكون تلك الاصوات سطور إدانة في سجله الدامي فقد شعر المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست بوقع كلمات الشيخ عبدالله وهي تقترب من حسه المرهف حيث قال' ان الجزر الايرانية الثلاث في الخليج الفارسي کانت وستبقي جزء لايتجزء من الارض الايرانية وان مثل هذه التصريحات لاتساعد ابدا علي معالجة سوء الفهم السائد حول الاجراءات التنفيذية لجزيرة ابوموسي.واکد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان ازالة سوء الفهم حول الاجراءات التنفيذية في جزيرة ابوموسي يتم فقط عن طريق المفاوضات الثنائية وبعيدا عن الضجة الاعلامية وان الجمهورية الاسلامية الايرانيه اعلنت باستمرار استعدادها لاجراء الحوار الثنائي حول هذا الامر.
وعبر مهمانبرست عن اسفه لجزء من تصريحات وزير الخارجية الاماراتي بخصوص الکيان الصهيوني واصفا التصريحات بالمثيرة للجدل.واکد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ،ان الجمهورية الاسلامية الايرانية کانت تسعي وباستمرار الي تحقيق التناغم الاقليمي وان ايجاد منطقة تنعم بالامن والاستقرار واحباط مؤمرات اعداء الاسلام بحاجة الي تعاون ومشارکة جميع دول المنطقة .
لقد اعتبر مهمانبرست ان تصريحات عبدالله بن زايد لاتساعد ابدا علي معالجة' سوء الفهم السائد' وهو بذلك يسعى الى تهميش قضية الاحتلال التي تمت بحوامات الشاه من نوع هوفركرافت في الثلاثين من نوفمبر عام 1971 م واختصارها في 'سؤ الفهم' إما لكوننا لانتحدث الفارسية او إن ابناء جارتنا جمهورية ايران الاسلامية لايفهمون اللغة العربية ، أو إن احدنا لايفهم في مفردات العلاقات الدولية .بل انه ذهب الى أن مطالبتنا ببحث القضية ' بعيدا عن الضجة الاعلامية' ويقصد بذلك السكوت عن حقنا ولو كانت المطالبة من خلال خطاب اعلامي واضح.
تلك كانت هي الضجة الخليجية التي لم يستسغها المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست لآن ايران كما قال ' تسعي وباستمرار الي تحقيق التناغم الاقليمي' فهل 'التناغم ' الذي يتحدث عنه مهمانبرست هو ما صرح به نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي 21 ابريل 2010م من إن الحرس سيبدأ في 22من نفس الشهر مناوارت واسعة في الخليج ومضيق هرمز تستمر ثلاثة أيام ويطلق عليها اسم (الرسول الأعظم ـ 5). وإن التناغم الشجي سوف يشمل استخدام الأنظمة الصاورخية والرادارات وطائرات الاستطلاع وتشارك فيها القوات البرية والجوية والبحريةو اسلحة اخرى لاختبار القدرة الدفاعية الايرانية و إلى التأكيد على أمن الخليج ومضيق هرمز وإظهار قدرة إيران الدفاعية !
لاشك ان جمهورية ايران الاسلامية تعتبر ان كل ما تقوم به جزء من التناغم الايراني مع محيطها ، وفي ذلك السياق اتي مؤتمر طهران الدولي 17-18 بريل 2010م حول نزع الأسلحة النووية والحد من الانتشار النووي تحت شعار ' الطاقة النووية للجميع لا السلاح النووي' بل وتضمن دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لانشاء ' هيئة دولية مستقلة' للطاقة النووية ، والتي هي في مضمونها محاولة من طهران لخلق ضجيج حول مصداقية وكالة الدولية للطاقة الذرية ' IAEA' التي يرى نجاد ان المؤتمرات التي عقدت حتى الآن تحت مظلتها کانت من قبل مالکي السلاح النووي. وهو بذلك يمهد لانشاء وكالة طاقة نووية موازية حتى يبرر انسحاب طهران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكي تدير ظهرها للمجتمع الدولي ومؤتمراته وعقوباته.
في ثنايا قصته يصف الكاتب سيريس موطن سكنه قائلا ' وكلما اشتكيت لأمي من الضجيج تقول لي إن شقتي تقع في منطقة ناطقة. لا أعلم لم تطلق على منطقتنا صفة النطق.' ومثل سيريس نعيش نحن في منطقة ناطقة هي منطقة الخليج او الضجيج. الفارسي أو العربي لافرق !
تعليقات