سعود العصفور يقترح إنشاء معهد إعداد لأبناء الأسرة 'الحاكمة' من الراغبين في تولي المناصب العامة

سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / عساهم يسمعون 
 
 
 سعود عبدالعزيز العصفور  
  
 
لقاء سمو ولي العهد مع أبناء الأسرة الأخير كان مستحقاً منذ فترة طويلة، والتوجيهات التي ألقاها سموه على أبناء الأسرة في محلها وفي مكانها الصحيح، فمن غير اللائق دخول أبناء الأسرة الحاكمة، من غير ذوي الاختصاص والمسؤولية العامة، في نقاشات تسيء إلى مكانتهم بين أبناء الشعب الكويتي، مثلما حصل في مقال الشيخ علي الجابر الأخير.
«اتركوا القضايا المثارة لمن يعمل بها من أهل الاختصاص, ولا تتدخلوا في أمور قد تسيء إليكم, وتقلل من شأنكم لدى الغير, وليحرص كل منكم على كل كلمة يقولها, حتى لا يعطي للآخرين ذرائع لانتقاد بعض أفراد الأسرة»، ببساطة ووضوح وجههم سموه، فهل يعملون بها؟ أتمنى من كل قلبي أن تؤخذ توجيهات سموه على محمل الجد، وأن يبتعد أبناء الأسرة عن كل ما من شأنه التأثير على وضعهم الخاص في المجتمع الكويتي.
لا يوجد ما يتفق عليه الكويتيون أكثر من احترامهم لهذه الأسرة الكريمة، واتفاقهم على أن دورها في الواقع السياسي والاجتماعي الكويتي هو دور مهم ومحوري أكده دستور 1962 من خلال حصر الحكم في ذرية مبارك الكبير وأعاد التأكيد عليه مؤتمر جدة الشعبي عام 1990 عندما رفض الاقتراح الفرنسي بإجراء استفتاء على أسرة الحكم وأكد تمسكه بها، ودخول أبناء الأسرة في قضايا خلافية، سواء بحسن نية أو بخلاف ذلك، هو بمثابة الخدش على وجه هذه العلاقة وجبين ذلك الاتفاق التاريخي.
الأمر الآخر الذي نبهنا له مراتٍ عدة ومازلنا نتمنى رؤية تحركات جادة في إطاره هو إنشاء معهد إعداد لأبناء الأسرة من الراغبين في تولي المناصب العامة، يكون بمثابة التأهيل المبكر لهم في النواحي السياسية والاجتماعية والديبلوماسية وفيه يتعلم ابن الأسرة الراغب في تولي المنصب العام الخطابة وكيفية التأثير الإيجابي ومسؤوليات والتزامات المنصب العام وأصول الظهور الإعلامي والاجتماعي وما يجوز وما لا يجوز وغير ذلك مما قد يؤثر سلباً على صورة الأسرة ومكانتها في المجتمع الكويتي والدولي. لأنه من غير المعقول ولا المقبول تسابق بعضهم على الأضواء الإعلامية وهم لا يعرفون أبجديات الحديث والحوار وماذا يمكن أن يقال وما لا يمكن، وارتكاب بعضهم أخطاء تسيء إلى نفسه وإلى أسرته، لأنه ببساطة لم يتعلم من أحد كيف يكون «ابن أسرة حاكمة»!