باسل الزير يعتب على البراك نزوله إلى مستوى العامة وإرضاء الناس على حساب القانون

زاوية الكتاب

كتب 1464 مشاهدات 0



إشراقات 
رسالة إلى مسلم البراك 

كتب باسل الزير : 

 
«في الدول المتقدمة النخبة تقود العامة، وفي الدول المتخلفة العامة هي التي تقود النخبة»
أعلم علما لا يساوره شك أنك استطعت يا أبا حمود أن تصنع نجومية واسعة وسمعة أخاذة ليس على أجواء بلدنا الحبيب وحسب، بل وصلت سمعتك إلى آفاق العالمين كعضو منافح ومدافع ومعارض شرس للحكومة..
وكان ذلك ديدنك أنك لم تطأطئ رأسك لمال زائل أو صفقة مشبوهة، ولم يهدأ صوتك في يوم من الأيام. وقد كنت دوما المحاسب والمراقب والمدافع عن حقوق المواطنين، يشهد لك بذلك الخصم البعيد قبل القريب النسيب، لكن «لكل شيء إذا ما تم نقصان»، و«كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه» وعتبي عليك كمواطن يحبك ألا تنزل إلى مستوى العامة، وترضي الناس على حساب القانون، وما يريده الغوغاء من اجل الاستمرارية في النجومية، فالحق أحق أن يتبع، كيف يمكن لنائب أن يطالب بإسراف واستنزاف الأموال العامة (القروض) من اجل إرضاء المواطنين والمستهلكين الذين أخذوا مبالغهم المالية، وهم في كامل وعيهم وموافقتهم. لا أتحدث عن الزيادة الجائرة لنسبة الفائدة لكن عن قضية إسقاط القروض؟
كيف لنائب وطني أن يتوسط ويخترق القانون من أجل فلان وعلان، ويدخل إلى الوزارات ويتدخل في شؤون السلطة التنفيذية مع كامل العلم أن الحكومة هي التي كرست مفهومية الواسطة والمحسوبيات والصفقات على حساب القانون، كي تكسب ولاء الأعضاء في التصويت داخل البرلمان. لكن كان الأجدر بكم سن قانون يمنع دخول الأعضاء إلى الوزارات، بل يعاقب من ينزل نفسه مخلصا للمعاملات ونسيان دوره التشريعي والرقابي الموكل إليه.
كما أنه يقع على عاتقكم دور إنشاء الأحزاب، فلا ديموقراطية بلا أحزاب كي ينشأ لكم خط ثان يتم تدريبه وتعليمه ووضع أفكار محددة ترسم خطة مستقبلية لكم، ولمن يتطابق فكره مع فكركم، والنقطة الاهم فتح مجال لمن يأتي من بعدكم عبر تقديم قانون باقتراح عدم تجديد من استمرت عضويته إلى أكثر من دورتين، كي تفتح بذلك مجالا لعدم الجلوس على عرش الكرسي والتحول بالتالي إلى دكتاتور جديد، ونحن نعلم أن هذه المطالب بعيدة المنال في أمم اعتادت الدكتاتورية حتى في انتخابات جمعيات النفع العام.
وأخيرا ليست المعارضة بأن نستمر معارضين على طول الخط، ونتبع سياسة الإرهاب والمساومة وإخافة الوزراء والتحدث بلسان ذلق من أجل أغراض أخرى، كبطولات دنكشوتية وعنترية نحن في غنى عنها. لكن ماذا نقول لأمة البلاغة أو «أمة الظاهرة الصوتية»!
والله ما غششناك بعد النصحة ولا جاملناك بعد القربة، إن نريد إلا الإصلاح من ساستنا ما استطعنا..

باسل الزير

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك