الإبتسامة بلسم الحياة

محليات وبرلمان

3272 مشاهدات 0


 
الابتسامة هي لغة الجمال وحسن الخلق بها تنشرح القلوب وتنبسط النفس وهي المفتاح السحري للقلوب المغلقة، بها تكسب حب الآخرين وودهم، وهي لغة شكلية تعبيرية تدل على انفتاح النفس والروح وهي تساهم في التوازن النفسي وهي العلاج الناجع للآلام والأحزان، وهي من تحدد مشاعرك لدى الآخرين وتدل على شخصيتك.
 
وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم 'أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق' رواه مسلم، وقد علمتني الحياة ان الابتسامة وحسن الخلق والتفاؤل جواز سفر تعبر به إلى قلوب الآخرين، وتصل بها إلى المدارك، وطلاقة الوجه سمة من سمات حسن الأخلاق فقد روي عن أبي ذر - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم 'لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق' رواه مسلم، فمجرد انبساط الوجه إلى أخيك هذا من المعروف، فلاتحقرن من المعروف شيئا.
 
الإبتسامة ثبت الأمل في النفس وتزيل الوحشة من جوفها وترسم السعادة من جديد وتحيي بها روح، فلما لا نرسمها على محيانا لنجتاز بها العقبات والعثرات، وبها تذيب الجليد وتحطم الجبال الصم وتبلسم الجراح وبها مفتاح العلاقات الناجحة الإنسانية الصافية، فلا شيء يكفي سواها لتأليف القلوب وتقارب الأرواح بعضها من بعض، كما أن  الحب سمة من سمتها فبالحب تحي الأرواح الميتة وتضيء سراديب الظلام والابتسامة النور البصيرة التي ترى بها الروح وينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقى الإنسان أخاه بوجه طلق، من دواعي الابتسامة عندما تستيقظ من النوم ابتسم فقد وهب الله لك الحياة من جديد لتعمل وتعبده وتزداد من الأجر والحسنات، عندما تعمل وتساعد اخاك المسلم ابتسم فقد استطعت أنت وغيرك قد حاول أو لم يحاول واكتسبت الأجر فعن أبي هريرة رضي  الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم، ورسمة الابتسامة في وجهه، عندما تمر بك ضائقة ابتسم فقد نجحت بإرضاء الله والله سبحانه يمتحنك، عندما تمرض ابتسم فهي تخفيف للذنوب والخطايا، وعن النبي صلى الله عليه وسلم 'تبسمك في وجه أخيك لك صدقة' رواه البخاري، فابتسامتك تكسب الأجر، بل تدخل السرور على أخيك المسلم، وتبعد أجواء التوتر والشحناء بينكم، وتدليل على صفاء النفس، كما أنها تعطيك الراحة والسعادة والفرح والسرور وتضفي عليك البهاء والنور.
 
وقال الشاعر:

هشت لك الدنيا فمالك واجماً *** وتبسمت فعلام لا تتبسم
إن كنت مكتئباً لعزُ قد مضى *** هيهات يرجعه إليك تندم
 
وفي الابتسامة معاني كثيرة وفيها البشارة والخير الكثير في قوله سبحانه وتعالى في سورة عبس 'وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39)' لدلالة على صلح الحال، والفرح الكبير وبشرهم الله بالجنة جنة الخلد والنعيم المقيم.
 
 

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك