متمنيا أن يكون هو أحد المبشرين فى أوروربا ليقدر الأقليات.. حسن الأنصاري ضحك وبكى من اقتراح هايف تعيين مبشرين بالإسلام فى سفاراتنا الأجنبية

زاوية الكتاب

كتب 1721 مشاهدات 0





 التبشير السني والتبشير الشيعي
 


حسن محمد الأنصاري  


اقتراح النائب «محمد هايف» بتعيين مبشرين لنشر الدين الاسلامي من خلال سفاراتنا في الدول غير الاسلامية جعلني أضحك وأبكي في آن واحد حتى ظننت أنه نائب عن «دولة الأندلس»!. عجبتني كثيرا جملته «التعريف بالاسلام ودعم الأقليات المسلمة والمساهمة في حل مشاكلها» بينما بالأمس كان يؤيد توقيف مواطن على الحدود ومنعه من إدخال نسخة من القرآن الكريم مطبوع في «المملكة العربية السعودية» فقط لأنه شيعي «كافر» قادم من العتبات المقدسة في العراق إلى جانب موقفه ضد اقرار «محكمة الأحوال الجعفرية»!. يا هذا، قسما بالله العظيم أننا «احترنا» فيكم ولا أدري أي لغة نتحدث بها معكم؟!.
ضحكت لأنني فعلا أتمنى أن يتحقق اقتراحك وأن تتنازل عن عرش الخلافة البرلمانية لتكون أحد المبشرين للاسلام في أوروبا أو أميركا حتى تعرف مدى احترام وتقدير «الأقلية المسلمة» هناك وأن لا أحد يحق له تكفيرهم ولا أحد يجبرهم بالغاء دينهم لأنهم أقلية وأنهم مازالوا ومنذ قرون يعيشون بأمن وأمان طالما أنهم مواطنون مسالمون وليتك يا هذا أن تتعلم من الغرب كيف تحترم القوانين المدنية وتحترم الأقليات الأخرى الذين يعيشون في محيطك! هناك يا هذا حيث لا تستطيع أن ترفع عينك بعين «الهندوسي» أو «البوذي» لأن الجميع وفق أول قانون شرعه الخالق عز وجل هو «إنسان نظير لك بالخلق»! هناك حيث تجبر بدفع الضريبة للدولة «الكافرة» رغما عنك!.
وبكيت حين تذكرت تصريح مفتي الديار المصرية الشيخ «أحمد الطيب» وهو خائف وجل من التبشير «الشيعي» وانتشاره في مصر وكأن «المذهب الجعفري» دين مستقل! لا أدري لماذا التخوف من التبشير «الشيعي» وعلماء أهل «السنة» ومشايخهم في الدول العربية يتمتعون بحماية من النظام والوسائل الحكومية متاحة لهم وميزانيات وزارات الأوقاف متوفرة لهم وأموال التبرعات في متناول أيديهم وكما نعلم أن التبشير للديانة المسيحية لعله منذ قرن غائب عن المنطقة حتى أن الاجتهادات والفتاوى في غالبها جاءت تخوفا من هاجس الامتداد الشيعي لكن واقع الأمر يبدو أن جميع تلك العوامل لم تأت بالنتيجة المرجوة! الدين الاسلامي لا يبنى على قواعد عقلية «فراجلية» هشة وروحية عنصرية مرجفة يعيش الداعي له ما بين هاجس الخوف من التبشير الشيعي والانتشار السني بينما الأولى أن تفلتر النفوس وتحسن النوايا وتبنى جسور التلاقي بين السنة والشيعة حتى لا تعود «بخفي حنين» بعد أن تولي وجهك قبل الغرب يا هذا!.

 

 

الدار

تعليقات

اكتب تعليقك