يرى الكلام عن مزدوجي الجنسية قشرتها الخفيفة الظاهرة.. أحمد باقر يكتب عن الطفرة الجديدة في عالم الشتيمة ، باستئجار لسان سليط
زاوية الكتابكتب إبريل 19, 2010, 11:43 م 1768 مشاهدات 0
لسان سليط للإيجارالاثنين, 19 أبريل 2010
أحمد يعقوب باقر
قبل خمس سنوات افتتح صاحب السمو أمير البلاد دور الانعقاد في مجلس الأمة بقول الله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}، لأن حدة التراشق الإعلامي واللفظي قد بدأت تتجاوز حدود النقد الهادف في مجلس الأمة والصحف وبقية وسائل الإعلام.
وكان من الواضح أن هناك أقلاماً مستأجرة، وحناجر أيضا تتعمّد الإساءة إلى بعض الشخصيات وأصحاب المواقف، كما كان واضحا أن بعض أصحاب المصالح يستغلون وسائل الإعلام من اجل تحقيق مصالح لهم عبر شتيمة وإرهاب من يتصدى لهم.
وهكذا اتسع نطاق الشتائم ليشمل الصالح والطالح، ولم يسلم منه أحد، فكم من مخلص شوهت بعض وسائل الإعلام أعماله لأنه لم يستجب لملاكها، وكم من متخصص سخروا منه لأنه تجرأ بالوقوف ضد اقتراحاتهم الشعبوية المدمرة، وكم من متدين اتُّهم بالإرهاب والتطرف وهو بريء منه، وكم من صاحب رأي سنّوا عليه ألسنة حدادا بألوان من البذاءة والسخرية.
ولكن الآن يبدو أن بعض المشتومين قد قرروا أن يقوموا بدورهم بشتم من يشتمهم ولو كان ذلك باستئجار سليطي اللسان والقلم، وانتبه أصحاب المصالح الجدد أيضا إلى أنهم يحتاجون إلى من يشتم من يقف في وجه مصالحهم كما فعل الذين من قبلهم، مما أدى إلى ظهور طفرة جديدة في عالم الشتيمة انشغلت بها البلاد منذ أسابيع، وما ظهر من كلام عن مزدوجي الجنسية إلا القشرة الخفيفة الظاهرة على سطح هذه الطفرة.
ويتحدث أهل الكويت في دواوينهم هذه الأيام عن القلم الفلاني محسوب على أي جهة؟! والوسيلة الإعلامية الفلانية ما هي مصالحها؟ ومع من مرتبطة؟ ومن الذي يموّلها؟ وهكذا.
وتحولت وسائل الإعلام التي يفترض أنها تنويرية إلى انعكاسات لمصالح وصراعات، كما تحولت القضايا الاقتصادية الفنية إلى صراعات فئوية قبلية وطائفية يمتلئ قاموسها بألوان من الشتيمة والبذاءة، كل هذا يؤكد الحاجة إلى العمل بقول الله تعالى وهو القول الحسن في البيان والنقد في مجلس الأمة ووسائل الإعلام، وهذا يقتضي أيضا الإنكار الشديد والعقوبة اللازمة لمن أساء وأشاع البذاءة والشتيمة وسلاطة اللسان.
تعليقات