غليفص بن عكشان يُذكرنا بشهيد الولاء الأول الشيخ شلاش بن حجرف آل سليمان العجمي

 

شهيد الولاء الأول     
Tuesday, 20 April 2010 
غليفص بن عكشان

فعل الظلم ليس مقصورا على أصحاب السلطان من الحكام فحسب?. ?أو من بيده سلطة القضاء أو أي? ?سلطة إدارية،? ?بل? ?يتجاوز هؤلاء الى أصحاب العلم والمعرفة،? ?ومن ظلم الأخيرين ان? ?يكتبوا خلاف الحقيقة،? ?أو? ?يتجاهلوا الحقائق الثابتة،? ?وليس أكبر من ظلم المؤرخ الذي? ?يكتب بما? ?يريد السلطان أو بما تميل إليه نفسه حبا أو كرها،? ?بحيث لا? ?يكون في? ?تدوينه للوقائع والأحداث محايدا? ?غير منحاز،? ?فيظلم بإهماله أو هواه الرجال بإغفال جميل أفعالهم وسابق فضلهم ويقبر بظلمه مواقفهم البطولية أو? ?يجعل الأحداث مشوهة بحيث لا? ?يصل القارئ أو الباحث الى حقائق الأحداث،? ?وأشنع من ذلك ان? ?يزيد بالتدليس،? ?وينسب أفعال الوقاحة والجبن والخيانة لرجال الوفاء والصدق والأمانة والولاء،? ?ثم? ?يجمل بالتلميع أفعال الرويبضات من أجل سلطانهم أو مناصبهم أو مالهم،? ?وهذا أكبر البلاء في? ?تاريخنا المعاصر?.?
وأكبر الظلم نسيان مكارم الشهداء وعدم ذكرهم الذين ضحوا بأرواحهم في? ?سبيل الوطن ورفعة شأنه والذود عن كرامته،? ?وهذا الظلم لا? ?يخلو من واحد من اثنين،? ?إما توجيه من القيادات السياسية بذلك أو ثانيهما مرض في? ?نفس الموثق للأحداث? ?يحيد به عن إثبات الشهادة لمن? ?يستحق أو لجهله? ?يركب أمواج الغي? ?والهواء حتى تهوي? ?به في? ?بحر النقد والتجريح من رجال التحقيق أصحاب النفوس الكريمة والحياد للحق?.?
وإظهارا لذلك،? ?فإن الشهيد الأول،? ?في? ?سلسلة من المقالات لاحقة،? ?في? ?سبيل الوطن وقيادته السياسية،? ?صاحب الموقف المشهود له وهو موقف من الصعوبة الوقوف به إلا من هذا الشهيد وأمثاله مع قلتهم،? ?من هو المراد بذلك؟ أليس رجل الموقف مع الشيخ مبارك الصباح حينما وقف سدا خلفه في? ?ليلة الرجاء والخوف،? ?لكي? ?يحقق الشيخ مبارك الكبير أمره?. ?بل هو صاحب الإقدام والشجاعة في? ?معركة فاصلة،? ?ذهب هذا البطل ضحية لشرف الوطن وزعامته السياسية،? ?لأن الزعامة تقترن بحب الزعيم والرجولة تأنف? ?غير الرجال والقوة تعشق الأقوياء،? ?فكان موقف الشيخ شلاش بن حجرف آل سليمان العجمي? ?وهو موقف? ?يزيد أحفاده فخرا به وتفخر به القبيلة جمعا،? ?ويعتز به كل عزيز من أسرة الحكم في? ?الكويت ورجال الحق والشهامة والشجاعة?.?
ولكن للأسف لم? ?يحفظ له جميله بوقوفه مع أسرة الصباح وكذلك باستشهاده مع مبارك الصباح في? ?معركة الصريف،? ?لماذا لم? ?يذكر؟ وبأي? ?حجة لم? ?يخلد؟ بجعل اسمه على مرفق من مرافق الدولة كمدرسة أو شارع أو منطقة،? ?ألأنه ليس له قريب في? ?لجان الدولة؟ أم لأنه من أبطال البادية الذين أغفل ذكرهم؟ أو كونه لم? ?ينتم لمن بيدهم قيادة إدارات الدولة؟ ليس من الإنصاف أو العدل نسيان الرجال الذين لهم صفات الامتياز على? ?غيرهم بأفعالهم للوطن والقيادات السياسية وتخليد أسماء أقل أفعالا من هذا العلم الذي? ?ضحى بنفسه وأحفاده بعد أولاده،? ?كما ضحى هو بنفسه?. ?الإنصاف مطلوب والعدل أساس الملك،? ?اللهم احفظ الكويت وارحمنا?.. ?آمين?.?