' صح النوم ' يالبصيري .. عن أي شفافية تراها في 'الرافال' ؟ هل هي أن يقحم النائب الأول المقام السامي ليضمن الصفقة ويكتفي شر المسائلة ؟؟ هكذا كتب زايد الزيد

الخلاصة
صح النوم يالبصيري!
زايد الزيد

    بعد نهاية الاجتماع الذي عقدته لجنة الداخلية والدفاع بمجلس الأمة يوم أمس لمناقشة صفقة شرائنا لطائرات ' رافال ' الفرنسية ، والذي حضره النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ، ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور محمد البصيري ، صرح الآخير لوسائل الاعلام بإعتباره الآن الناطق الرسمي بإسم الحكومة ، وقال : إن كل مايتعلق بصفقة طائرات ' رافال ' طرحت داخل اللجنة بكل شفافية ، وإن الصفقة حاليا في مرحلة العروض والتقييم حتى شهر يونيو المقبل ، وزاد البصيري بأن النائب الأول الشيخ جابر المبارك تعهد بعدم إكمال الصفقة مالم تستكمل فيها الجوانب الفنية والإدارية ورقابة ديوان المحاسبة ، وتمنى البصيري في نهاية تصريحه أن يطوى ملف اللغط حول هذه الصفقة !

      في المقابل فإن النائب جمعان الحربش ، وهو أول من أثار الموضوع وأكثر النواب متابعة لملفه ، ذكر أمورا مغايرة للصورة الوردية التي حاول البصيري أن يسبغها على إجتماع اللجنة ، فقال : إن ملف ' رافال ' يجب ألا يطوى ، لأننا لم نتلق إجابات عن أسئلة مهمة ، ولم يزودنا النائب الأول بالتقارير الفنية التي كتبها شباب القوة الجوية في الدفاع وأوصوا برفض الصفقة ، كما أن إجابة النائب الأول عن سبب عدم تزويد الدفاع التقارير الفنية لديوان المحاسبة لم تكن إجابة مقنعة بتاتا ، وختم الحربش بأن هناك معلومات بإبعاد شباب القوة الجوية الذين أوصوا برفض الصفقة من لجنة التقييم الجديدة !

      بعد هذا الكلام ، عن أي شفافية تتحدث يالبصيري ؟ هل يعقل يالبصيري أن تصدق وأنت الرجل ذو الباع الطويل في العمل السياسي ، أن من أخفى عن ديوان المحاسبة طيلة عام ونصف كل الوثائق والأوراق والتقارير الخاصة بالصفقة ، سيعمل الآن وخلال الشهرين القادمين على الإلتزام بالقانون والمرور بالصفقة عبر الجهاز الرقابي ديوان المحاسبة ؟ هل تصدق هذا يالبصيري ؟

      لو كانت الأمور تحل بالتصريحات الوردية يالبصيري لما أصبح لدينا هذا الكم الهائل من المشاكل ، إن الشعب الكويتي من حقه أن يعرف مصير أمواله وأموال أجياله المقبلة من بعده بكل شفافية حقيقية ، إن الشفافية الصحيحة يالبصيري لاتتحقق بمجرد أن أقول : ' إنني شفاف ' ، الشفافية تعني أن أقوم بأعمالي الموكلة إلي بكل شفافية حسب القانون ، ففي موضوع صفقة ' رافال ' فإن الشفافية يفترض أن تعني عند النائب الأول قيامه بالرد على الأسئلة البرلمانية الخاصة بالصفقة لا المماطلة بالإجابة ، والشفافية تعني عدم طرد مراقبي ديوان المحاسبة وإهانتهم وعدم تمكينهم من أداء أعمالهم ، كما أن الشفافية تعني تشجيع شباب القوة الجوية الشجعان الذين قالوا رأيهم بكل جرأة ومسؤولية ، لامعاقبتهم ، والشفافية تعني أيضا عدم إقحام المقام السامي في موضوع لاشأن له به ، فالنائب الأول إن كان مقتنعا بسلام الصفقة فليمض بها ويتحمل مسؤولية فعله ، ولاداعي لإقحام المقام السامي للإحتماء به ، فنحن دولة دستور ودولة مؤسسات ويبنبغي العمل وفق الإطار الذي ترسمه دولة الدستور والمؤسسات !  

      وآخيرا يالبصيري فإن الملاحظات المثارة حول صفقة ' رافال ' ليست لغطا ، تطالبنا بأن نطوي ملفها ، بل هي مخاوف نطالبكم بأن تبددوها بالشفافية الحقة !