ناصر العبدلي يقول أن الإعلام سلاح ذو حدين وخطورته لا يمكن تلمسها إلا من قبل أهل الخبرة والفهم ومن لا يملكها فهو اشبه ما يكون بطفل يعبث بمسدس
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2010, 1:43 م 1254 مشاهدات 0
طفل ومسدس!
كتب ناصر العبدلي :
لا يفهم خطورة الإعلام سوى من تكدست لديه الخبرة الكافية للتمييز بين الغث والسمين، أما من لا يملك مثل تلك الخبرة فهو اشبه ما يكون بطفل يعبث بمسدس، يمكن أن يطلقه في أي اتجاه، ومن دون أن يكترث بمن يصيبه رصاص ذلك المسدس، ولا بالتبعات التي تنتج عن ذلك، فهو طفل على أي حال.
أيضا هناك من وجد نفسه ومن دون مقدمات يمتلك ناصية نافذة يطل بها على الآخرين، لكنه لم يفهم ماذا تعني تلك النافذة، فأخذ يلوك بأسنانه كل ما تتمكن يداه من ايصاله إلى فمه غير عابئ بما ينتج عن ذلك، فالمهم أن تظل أسنانه تعمل على تفتيت ما تستطيع ان تصل إليه، حتى وان كان الثمن باهظا على الجميع.
الإعلام يمكن أن يكون نعمة تستخدمها الحكومة وغيرها من المؤسسات المحلية لتوعية المواطن بحقوقه وواجباته، وما يمكن أن يقدمه ذلك المواطن للمساهمة في إنجاح خطة التنمية ليستفيد الجميع، ويمكن أيضا أن يكون نقمة يهدم من خلاله كل ما بناه أجدادنا وآباؤنا من قيم التكافل والمودة والرحمة فيما بين مكونات المجتمع.
الإعلام سلاح ذو حدين. وخطورته لا يمكن تلمسها إلا من قبل أهل الخبرة والفهم، وإذا ترك للهواة كما يجري مع بعضهم في الوقت الحالي، فإننا لن نتمكن من معرفة الحد الذي يمكن ان يصل إليه أولئك الهواة في طروحاتهم، فهل نأخذ على أيديهم، كما قال الرسول، عليه الصلاة والسلام، أم نتركهم ليخرقوا السفينة ونغرق ويغرقوا؟
نصيحة أسوقها لمالك مؤسسة تلفزيونية بعد أن اقتربت من نهاية مقالتي أن يقرأ هذه الأسطر ويتمعن فيها، ثم يستفيد من مضمونها عند «علك» الآخرين في برنامجه وقناته، وإن عجز عن ذلك، فليستعن بصديق بشرط ألا يكون ذلك الصديق ممن يعجزون عن الفهم أيضا كما يجب.
تعليقات