الخطيب وحوار أجيال العمل الوطني
محليات وبرلمانلم يعد هناك احتراما للقانون والنظام والدستور
إبريل 14, 2010, 11:07 م 1654 مشاهدات 0
أقام مركز الدراسات والبحوث في منتدى القرآن الكريم اليوم الاربعاء بالرميثية ندوة ضمن سلسلة الندوات التي يعقدها اسبوعيا تحت عنوان ثوابت الوطن والتي يتم التطرق من خلاله لعنوان فرعي يتم نقاشه والذي جاء تحت مسمى ' أجيال العمل الوطني ' بمشاركة عضو مجلس الأمة الأسبق د. أحمد الخطيب وإدارة الأستاذ حسن العطار.
وأستهل الأستاذ حسن العطار الندوة مؤكدا على أهمية قضية تعاقب وحراك الاجيال في اطار العمل السياسي والوطني مشيرا إلى أن كل مرحلة زمنية من مراحل الحياة البشرية يكون فيها فجوة بين الأجيال المختلفة في الاعمار والافكار والطموحات والتعامل مع هذه الفجوات يترواح بين ثلاث خيارات الصراع والانعزال والتكامل بين هذه الاجيال .
مشيرا إلى تسليط الضوء على هذه الإشكالية جاء من أجل خلق تكامل بين جيل الحكمة والتجربة وجيل التغيير وأمل المستقبل .
بدوره تحدث النائب الأسبق د. أحمد الخطيب منوها إلى رفضه العديد من الندوات والمحاضرات التي دعي إليها بسبب المواضيع التي تتطرق إليها والتي قدم فيها المهم على الأهم ومشيرا قبل الولوج إلى نقاش قضية أجيال العمل الوطني أن هناك قضية أخرى لابد من التحدث بها ولفت الانتباه إليها كونها الأهم في الوقت الحالي .
وأكد الخطيب أن هذه القضية منسية أو تكاد تكون مغيبة وكأننا لسنا معنيين بها أو كأنها تحدث على كوكب آخر ولم يتم نقاشها بشكل عقلاني ليتم تقييم مدى خطورتها على الكويت مشيرا أن الكويت بلد صغير في محيط أكبر يؤثر بها شاءت ذلك أم لا .
وقال المنطقة تمر حاليا بمرحلة غاية في الخطورة ونحن نقبع في منتصف هذه المعمعة دون أن يكون لنا رأي أو موقف أو قرار يطبق على أرض الواقع وبرائي هذا من الظلم والأمر من هذا أن المجتمع الكويتي لم يعد محصنا من الداخل كما كان في السابق ففي السابق كان المجتمع صغيرا ولا تؤثر به الخلافات الكبرى ولا تسبب في شرخ عميق به وبالرغم من جميع مشاكله بقى لحمة واحدة لا تتفتت وهذه كانت هي الحماية الحقيقية للكويت لأن الحماية كانت من الداخل من الشعب نفسه بوحدته وتلاحمه وتراحمه أما اليوم فنجد أن اللحمة تتفتت وأمام هذه الأخطار التي نواجهها نرى أن المجتمع ممزق بشكل لم أره من قبل على الاطلاق الأمر الذي يستدعي القلق والخوف على مصير ومستقبل الكويت .
وأضاف حسم هذه الصراعات الموجودة في المنطقة لن يتم إلا عن طريقين اما الحل السلمي او العسكري وكلاهما مر بالنسبة لنا فالسلمي يدخل فيه المفاوضون الكبار ونحنا لسنا منهم فهناك قوى تتشاور وتتفاوض دون أن تحسب حسابا للكويت والعسكري كذلك ولا نرى هناك تفكيرا عقلانيا ينتشلنا من هذا التخبط فحين تصبح العاطفة هي من تقود فهذه كارثة والذي اراه أن وضعنا الداخلي في منتهى التفكك ونحن نواجه اكبر خطر وهناك درس تاريخي يجب أن نتعلمه ففي عام 1923 حين تنازع العراق والسعودية على الحدود واجتمعا للمفاوضة والتشاور بتمثيل رسمي لبلدانهما امام الدول العظمى في ذلك الوقت كانت الكويت غائبة عن هذا الاجتماع والتفاوض وكأن الامر لا يهمها حتى أتت الاتفاقية التي وقعت بينهما بترسيم الحدود والتي على أثرها اخذت ثلث الأراضي الكويتية دون أن يستشيرنا أحد وهذا الصراع الذي يعم المنطقة الآن كأنه يشبه الأمس ولا احد يستشيرنا فيه ولا احد يقول لنا ما هو مصيرنا صراع عنوان امريكا واسرائيل وإيران كيف سينتهي هذا الصراع لا احد يعلم لكن الاكيد ان الكويت ستتأثر لأن إيران حتما لا تستطيع ان تجابه امريكا لكنها تستطيع ان تدمر مصالحها في الخليج أجمع وفي الكويت كذلك وبالتالي في كلتا الحالتين السلمية او العسكرية يكون التفاوض على المصالح فما مصالحنا نحن من هذا كله وحتما الكويت ستدفع الثمن لكن أي ثمن ستدفعه ؟.
وواصل: الطامة الكبرى ان الداخل الكويتي غير ملتحم كما كان في السابق ولم يعد فيه جسرا قادرا على التقليل من الاخطار والخشية أن هذا الوضع المتفجر يكون مدبر ومرسوم حتى نصبح على ما نحن عليه ولا أتحدث عن المؤامرات هنا فالمؤامرات لا تخترق المجتمع إلا اذا كان المجتمع قابلا لذلك بضعفه وتشرذمه هنالك فقط المؤامرات تحاك وتنفذ وخوفي وخشيتي أن يأتي هذا الصراع ونحن بهذا الوضع الممزق ويصبح الأمر اكثر سوءا .
وأكد الخطيب أن الكويت ليست بيتا وكفى لننتنازع على من يأخذ الاثاث لأنها الوطن الذي نحتمي به وإذا ذهب البيت ذهب الأثاث وما معه .
وعاد د. الخطيب ليتحدث عن محور الندوة (أجيال العمل الوطني) مؤكدا على أن المواطن الكويتي أصبح غير مرتاح فالتذمر أصبح سمة عامة في المجتمع والوضوع الحالي جعل العلة تزيد والتغيير يحتاج الى وقت فقديما كان المجتمع الكويتي صغير ومجتمع فرجان الكل يعرف الكل فيه وكان قادرا على حل اي خلاف بشكل ودي وبطيب خاطر اما اليوم فلم يعد الامر كذلك .
وأضاف كما أنه لم يعد هناك احتراما للقانون والنظام والدستور كما في السابق والدولة تنهار كما نرى الآن بسبب عدم احترام الاساسيات من قانون ومال عام وغيره مما اسلفنا وهكذا حدثت في المجتمع فوضى والمواطن الضعيف لم يعد قادرا على اخذ حقه بالقانون وبالنظام وباسم الدستور فتراه يذهب مجبرا ليحتمي بالمقربين له من القبيلة او العائلة او الطائفة فإذا تلك الاسباب هي من دفعت المواطن لئن يكون طائفيا او قبليا او عائليا بسبب غياب النظام والقانون وبسبب تغليب اشخاص معينين ومصالحهم على مصالح البسطاء والعامة فأصبح المواطن مجبرا على أن يكون منظما لإحدى تلك التكتلات او الاحزاب ليأخذ حقه أو يكون قبليا أو طائفيا لتحميه قبيلته وطائفته ما دامت الدولة لم تحمه ولم تعطه حقوقه .
وواصل وتطورت العملية حتى اصبحت الانتخابات تقاس بمن ينفعنا فيها ويمشي مصالحنا من عدمه بغض النظر عن صالح الدولة العام وهذه هي الطامة الكبرى كما ان انحسار التيار الوطني لاسباب عديدة لا يتسنى الوقت لذكرها جعل تكتلات اخرى تظهر ولديها اجندات اخرى اسلامية وطائفية وليس عندها برامج وقد تخطاها الزمن فاصبحت القضية قضية اشخاص اليوم رغم ان مجلس الامة الحالي به اشخاص جيدون فعلى الاقل في المجلس الحالي هناك اتفاق على الاساسيات هناك اتفاق على الدستور والقانون والنظام لكن ما نعيبه هو لماذا في حالة الاختلاف يتم القفز على هذه الاساسيات ومحاولة الاساءة لها .
وأختتم النائب الأسبق د. احمد الخطيب حديثه آسفا على عدم تمكن النواب حتى الآن من تعلم الثقافة الديمقراطية وثقافة الاختلاف مشيرا إلى أن كل الاحزاب والتيارات التي تحترم نفسها يجب أن تحترم اليمين والوسط واليسار فيها مشيرا إلى أن الحل الاساسي في إصلاح الوضع الحالي في الكويت أن يمسك الدفة جيل الشباب من الفتيان والفتيات جيل جديد يكون عبارة عن اغلبية ساحقة في المجلس وأن يكون له دور على الساحة فمشاكل اليوم تعنيهم اكثر مما تعنينا وهم القادرون على حلها والتعامل معها لأن تفكيرهم غير تفكيرنا وطبيعة مرحلتهم غير طبيعة مرحلتنا واتمنى عوض ان تحدث مجموعات متفرقة أن يجد الشباب نقاط التقاء وينطلقوا كيد واحدة في تطبيق برنامج وطني يفيد بلدهم لأن هذا الوضع هو الحل الوحيد لما نحن فيه الآن .
تعليقات