سلوكيات سيئة يمارسها الآباء بمنازلهم!!

محليات وبرلمان

يدخنون، يسكرون، يشتمون، ولايبالون بأسرهم

1976 مشاهدات 0


يعتقد الرجل أن قيامه ببعض السلوكيات الخاطئة بمنزله أمرا عاديا،  كونه رجل البيت يحق له التصرف بما يشاء وقتما يشاء دون الإكتراث لأحد، ولأنه اعتاد على عبارة  'الرجل شايل عيبه ' وهي بلا شك عبارة قد انمحى أثرها بوقتنا الحالي، لتغير المجتمع وحدوث تطورات كثيرة في السلوكيات والقوانين التي نسير عليها، تعطي الحق  لبعض المحيطين به برفضوها علنا وليس في الظلام الدامس وبصوت خافت كما كان يحدث مسبقا نتيجة الضغط الاجتماعي الذي كان يمارس بظل عرف متوارث وعادات بائدة.
             
ونلاحظ أن كثيرا من  تصرفات الرجل غريبة جدا في منزله، فتارة يأمر بعدم التدخين وهو يمسك بسيجارته بيده، أو تجده يعاقب أبنه المراهق عندما يقع عليه بالجرم المشهود بالتدخين رغم شربه للسيجارة أمامه، فما كان يتوقع الأب من الإبن حين يرى مثله الأعلى مدخنا منذ نعومة أظافره ويتعذر بعدم تمكنه من تركها، ولا يرغب أن يسير أبناءه على نفس المنوال، وآخر مدمن على شرب الكحوليات حتى في منزله ويسكر بصورة واضحة أمام أسرته، وربما حتى جيرانه يعلمون به، نتيجة بعض التصرفات التي تنبع منه أمام الناس قد يظن أنها عادية،  بينما الجميع  يعلمون جيدا أنه بوضع غير طبيعي، و هذا أمر يفهمه حتى الصغار وليس الكبار وحدهم نتيجة الإعلام المحيط بهم، متناسين هؤلاء الرجال من هذا الصنف أنهم  بهذا السلوك قد أثروا بذلك على أسرهم بطرق مختلفة، والنتائج المترتبة عليها وخيمة جدا، وآخرون  يتمادون أكثر فتجد بعضهم  يدمن  على نوع معين  من أنواع المخدرات، والتي باتت سما منتشرا في الكويت، والحصول عليه لا يتطلب مجهودا منه بقدر تمكنه ماديا لدفع قيمتها، فتجده غائبا عن الوعي في معظم الأحيان، ولا يعلم ما يدور أو ما يحدث في منزله حتى لو حدثت مصيبة فلا يبالي بها، وبدل أن يكون عونا أصبح  عبئا على أسرته، معنويا ونفسيا وماديا، ومنهم من يقوم بضرب زوجته أمام أبنائه دون رحمة، ويشتمها بأبشع الألفاظ ويطلق عليها كلمات سيئة وقذرة.
هذه السلوكيات السلبية وغيرها التي تظهر الآن أصبحت تنتشر على  صفحات الجرائد بشكل يومي تعطينا إنذارا للالتفات لها،  ولابد من اهتمام جهات كثيرة معنية بشؤون الأسرة الكويتية للحد من هذه الظاهر السلبية، وذلك بتنشئة الأفراد بصورة صحيحة من خلال التوعية والحرص على انتشار الوازع الديني والنصح وغرس مبادئ  مهمة  باتت بوقتنا الحالي تختفي وتسحب ورائها باقي القيم الأخرى التي تعتبر مهمة جدا ونحن بحاجة لها كثيرا، فهل نلقي باللوم على  جهات وأجهزة كثيرة تحيط بنا بالمجتمع؟  أم الخلل الحقيقي  في الإنسان نفسه؟! أم لا بد من تتكاتف الأيدي فيما بينها للعمل على القضاء على أبرز ما نواجهه من تلك التصرفات السلبية، وخاصة التي تقترب من كسر اللبنة الأولى لقيام الدول وهي الأسرة نواة كل المجتمعات.
 
إن تنشئة الأسرة بطرق صحيحة تتم وفق عوامل كثيرة، منها داخلية ضمن محيط أفرادها الذين لابد أن يكونوا على قدر من المسؤولية، والابتعاد عن السلوكيات الخطرة التي تدمر كيان الأسرة لو أن أحد أفرادها قد وقع فيها، ومنهم كثيرون لم يستطيعوا الخروج فسقطوا في دوامة الأخطاء المتعاقبة، حتى وصلوا لنهاية حتما ستكون مؤلمة لهم ولمن حولهم،  بالإضافة أيضا لعوامل خارجية تحيط بالأسرة وذات ارتباط بها من خلال جهات كثيرة، تساهم بتنشئة الفرد نحو الطريق الصحيح، حتى يتمكن مستقبلا من أن يكون فردا صالحا منتجا، يستطيع أن ينشئ جيلا بعده على قدر من المسؤولية والتحمل، والسير نحو مستقبل مشرق بعيدا عن سلوكيات خاطئة قادرة على تدمير الكثير من الأشياء الجميلة، التي لابد أن تتواجد بين أفراد الأسرة الواحدة، وبالتالي لابد أن نعي أن الأسرة قادرة أن تخرج أفرادا ايجابيين أو العكس، لذلك نحن بحاجة لإصلاح الأسرة من الداخل أولا قبل التوجه لخارجها، وكل شيء ممكن أن يصحح، ولا يحتاج سوى لعزيمة وإرادة.
  
    

الآن تقرير: فوز الظاهر

تعليقات

اكتب تعليقك