البينة على من ادعى يا 'الدقباسي' !!

زاوية الكتاب

كتب 1636 مشاهدات 0


 
 
مثلما توقعت سابقاً بأن محاور استجواب وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله ضعيفة ، و لا تستدعى طرح الثقة في الوزير بل أنها لا ترقى أن تكون مادة استجواب !! و التفاصيل الدالة على ذلك قد ذكرتها في مقالتي السابقة ( شكراً للدقباسي – قراء في الاستجواب الهش ) ، و قد توقعت فشل طلب طرح الثقة ؛ و حدث ما توقعته بفارق أربعة أصوات فقط أيدت طرح الثقة ، و كان التأييد من بعض النواب بسبب تعرضهم لضغوطات كتلة العمل الشعبي ! نعم.. ضغوطات بممارسة الإرهاب على النواب ؛ من خلال تهديدهم بتهييج الناخبين – قواعدهم الانتخابية - ضدهم !! أي مثلما يقول المثل 'مجبر أخاك لا بطل' ! و من جهة أخرى كان تأييد بعض النواب لطرح الثقة بسبب فشل محاولاتهم لمساومة الحكومة !! أحدهم قد طلب منصب رفيع 'خارجي' لأبنه !!! لكن الحكومة لم تقبل تلبيه طلبه فلجأ إلى معارضتها مع أنه أحد أبنائها البررة !! أي مثلما يقول المثل 'هي خاربه خاربه خلينا نعميها' !
 
في جلسة الاستجواب قال النائب علي الدقباسي – في المداولة الأولي – بالنص 'عندي معلومات عن مصادر التمويل.. و معلومات خطيرة' و لكنه لم يذكرها !! و جاء الرد الذي أحرج الدقباسي في جلسة طرح الثقة ؛ من النائب علي الراشد حيث قال له ( أن أهم و أخطر نقطة في الاستجواب هو كلام الدقباسي عن وجود مصادر تمويل خارجية تدعم وسائل الإعلام لضرب الوحدة الوطنية ، و أنه يعرفها – أي الدقباسي – و لكنه لا يريد ذكرها كي لا يسيء لسمعة الكويت !! لماذا لم تطلب جلسة سرية لذكر هذه المصادر ؟! هل قدمت المستندات و المعلومات لأمن الدولة ؟! أو أن المراد من هذا الإدعاء هو الإطاحة بالوزير ؟! و لا بآس باستمرار التمويل الخارجي بعد الإطاحة بالوزير !! إذا كان لديك معلومات لا تساوم عليها !! لتقدم معلوماتك الذي لديك إلي الوزير و بعد أسبوعين إذا لم يتخذ الوزير أي أجراء بشأنهم ، فأنني سوف أقف بصفك لاستجواب الوزير !!! ) ، كلام كبير و خطير يستحق وقفه.. هل صحيح أن الدقباسي يمتلك معلومات كما يدعى ؟! أو أنها مجرد مناورة الغرض منها أضعاف موقف الوزير لطرح الثقة فيه ؟! و إذا كانت المعلومات صحيحة – كما يدعى – لماذا لم يقدمها لأمن الدولة ؟! أو لماذا لم يضيفها إلى محاور الاستجواب و يطالب بجلسة سرية ليتسنى له ذكر الأسماء ؟!
 
ثم جاء تعليق النائب مسلم البراك في لقائه على قناة الراي – بذات اليوم – و قال بالنص 'علي الدقباسي قال هناك معلومات ما قال عندي مستندات' !! و أعقب تعليقه هذا بعتب على النواب الذين منحوا ثقتهم للوزير لأنهم لم يحاسبوا على ما قاله من أن هنالك نواب يتلقون أموال من جهات خارجية حتى يقوموا بالإساءة إلى الديمقراطية الكويتية !! للأمانة لم أتوقع أن يكون هذا تعليق بوحمود أخ الدستور !!
بالنسبة للشق الثاني من التعليق ؛ كيف تريد أن يحاسب النواب الوزير على واقعة غير مدرجة في محاور الاستجواب ؟! لأن ذلك يعتبر غير دستوري !! و هذا ما قد نصه حكم المحكمة الدستورية الصادر في 9-10-2006 .
أما بالنسبة للشق الأول من التعليق ؛ بشأن أن الدقباسي قال أن لديه معلومات و لم يقول أن لديه مستندات ، لتتضح الصورة أكثر لدى القارئ.. ما هو المقصود بالمعلومات ؟! تعريف مصطلح المعلومات هو البيانات التي تم معالجتها لتحقيق هدف معين ؛ أو لاستعمال محدد لأغراض اتخاذ القرارات ؛ أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها أو تفسيرها أو تجميعها في شكل ذي معنى ، كما قام د. حشمت قاسم في كتابة ( مدخل لدراسة المكتبات و علم المعلومات ) بتعريف مصطلح المعلومات ؛ على أنه هو ذلك الشيء يغير من الحالة المعرفية للمتلقي – القارئ أو المشاهد أو المستمع – في موضوع ما . و أيضاً قام د. شوقي سالم في كتابة ( نظم المعلومات و الحاسب الآلي ) بتعريف مصطلح المعلومات ؛ على أنها هي البيانات المصوغة بطريقة هادفة لتكون أساساً لاتخاذ قرار .
و من هنا يتبين لنا أن مصطلح المعلومات بكل بساطة ؛ هو بعض البيانات تم جمعها و صياغتها لتصبح معلومة الهدف منها اتخاذ قرار .
و السؤال الآن ماذا كان هدف الدقباسي من طرح هذه المعلومة في الاستجواب ؟! هل كان الغرض منها الإصلاح و إيقاف التمويل الخارجي و محاسبة متلقي هذا التمويل ؟! إذن لماذا لم يضف هذه النقطة في محاور الاستجواب و يطلب بـ جلسة سرية ؟! لماذا لم يقدم  هذه المعلومات إلى أمن الدولة كي تجرى تحرياتها عن صحة المعلومة ؟! لنفترض أنه سقط سهواً ذكر هذه النقطة في محاور الاستجواب ! و أيضاً لنعتقد أن أمن الدولة غير مختص بقضايا التمويل الخارجي ! لماذا لا يقبل الدقباسي بعرض النائب علي الراشد ، بإعطاء المعلومات للوزير و إذا تراخي عن أجراء اللازم بشأنها يتم استجوابه ؟!! أو أنها كانت مجرد 'حركة' الهدف منها التأثير على تصويت النواب في طرح الثقة بالوزير ؟!
 
لقد قال الرسول < صلى الله عليه و سلم > : ( البينة على من ادعى ) ، لذلك فان الدقباسي ملزم بتقديم المعلومات التي لديه ؛ و البيانات الذي بني عليها هذه المعلومات !! لا أن يجلس مطأطأ الرأس أمام كلام النائب علي الراشد !!!
 

كتب: فيصل البيدان

تعليقات

اكتب تعليقك