رياض الصانع يعتبر أسلوب الصراخ والتعدي والفجور في الخصومة ليس إلا لمصلحة شخصية

زاوية الكتاب

كتب 887 مشاهدات 0





الفجور في الخصومة.. وأثره على المستوى السياسي للبلاد
 
الخميس 8 أبريل 2010 - الأنباء
 


للخصومة شرف يعد من ثوابت قيمنا العربية، كما يقول اهل الاختصاص، فشرف الخصومة يعني ترك الباب مفتوحا لرأب صدع الخلاف وردم هوة الشقاق، والشرف ان فقد في الخصومة فلن نجد للخصومة نهاية ولا لأي مشكلة عالقة حلا، وان تحلى به الخصوم فستكثر نقاط الاتفاق والتقارب بينهم، ومن لم يقدر منهم على جمع الفضائل فلتكن فضائله ترك الرذائل، فالخصومة لابد منها بين الناس، ولكن اذا تركت لشهوات المتخاصمين واهوائهم ولم توضع لها حدود ولم تراع فيها آداب كانت مصدر شر مستطير وفساد كبير.
فالساحة السياسية في الكويت واحيانا تحت قبة البرلمان وصل فيها الامر الى حد الفجور في الخصومة، وذلك لأن اسلوب التعاطي بين بعض الساسة في الكويت لم يكن موجودا من قبل، واسباب ذلك ان بعض الساسة يعتقدون ان التطاول والتعدي يزيدان من شعبية النائب، وهو امر اصبح «لا ينطلي» على ابناء الشعب الكويتي الذين اصبحوا اكثر وعيا على المستوى السياسي ويفهمون جيدا ويفرقون بين النائب المعتدل والمتهور في اسلوب التعاطي مع الامور.

فأسلوب الصراخ والتعدي والفجور في الخصومة كلها امور لا يهدف اصحابها الى المصلحة العامة انما «يصرخون» لحساب مصلحتهم الشخصية، فصاحب الحق دائما هادئ لأنه يدرك انه صاحب حق اما مرتفع الصوت والدائم الصراخ فيدرك جيدا ان صوته لن يسمع الا بهذه الطريقة.

والفجور في الخصومة بات فعلا ظاهرة في التعاطي السياسي فيما بين الساسة بعضهم بعضا، وهذا لأننا اصبحنا نفتقد لغة الحوار التي استبدلنا بها ثقافة سلبية قائمة على التطاول والتعدي ومحاولة تسفيه الآخر والنيل منه لا لشيء الا لاختلافنا معه في وجهات النظر، بحيث بتنا نعامله كعدو، وهو ما اسميه «حجة الفاشل»، واؤكد ان ما يحدث تحت قبة البرلمان من تجاوزات لبعض النواب او ما نسميه بالفجور في الخصومة يستند الى حصانتهم البرلمانية التي تعطيهم الحق في قول وفعل ما يشاؤون الا انني اقول انه اذا كان هذا هو مفهوم الحصانة فيجب رفضه جملة وتفصيلا، خصوصا ان شعبنا اصبح متابعا جيدا لمجريات ما يحدث على الساحة السياسية في البلاد، مشيرا الى ان المفهوم الحقيقي للحصانة الممنوحة للنائب هو ان يمارس حقوقه دون الخروج على منظومة القيم والاخلاقيات التي تحكم المجتمع.

واطالب بانه على اصحاب الفكر والرأي الراجح في المجتمع ضرورة التصدي لمثل هذه السلوكيات وان يكون لهؤلاء دور ايجابي في وسائل الاعلام بهدف طغيان لغة الحوار الهادئ العاقل على غيرها من اللغات الاخرى، ويجب ان يتوافر الاساس الذي يفترض ان يحكم التناول السياسي لمختلف القضايا في الكويت بعيدا عن لغة الصراخ والتعدي، كما اطالب وسائل الاعلام بأنواعها بضرورة ان يكون لها دور فعال فيما اسميه بتهذيب ثقافة الحوار.

واتمنى في النهاية ان يدرك الجميع ان الاصل في ايصال الرسالة ايا كانت هو مقارعة الحجة بالحجة بعيدا عن التطاول والتعدي اللذين نراهما تحت قبة البرلمان ويعتبران من الامور المرفوضة جملة وتفصيلا باعتبار ان الفجور في الخصومة وما وصلت اليه الحالة السياسية في البلاد من الامور دخيلة على شعبنا ولا تنطلي عليه.
 
 

الأنباء، الشاهد، الدار

تعليقات

اكتب تعليقك